فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الملونون في بريتوريا ـ وخرج البيض الفاخرون بالدم الأزرق والذين تبطروا بالآرية يستعبدون الأفارقة، يذبحون أبناءهم، هم الطارئون على الأرض، يُسخِّرون ساكن الأرض ويسخرون من كل إنسان على الأرض، أعني الإِنسان الذي ذاق ويلات الاستعمار وعجرفة النازية والصهيونية والشيوعية. إن هؤلاء البيض في جنوب أفريقيا قد ورثوا عن بريطانيا كل أساليبها التي كانت تمارسها أيام الإمبراطورية، كما ورثوا عنصرية النازية فصادقوا صهيونية اليهود. ولقد برزوا اليوم فصنعوا دستوراً يعطي البيض والملونين حق التمثيل فيما يزعمون أنه مرآة الديمقراطية، أعني البرلمان، مع أنه لا ديمقراطية مع العنصرية. وبدأ الرأي العام العالمي يندد بالدستور، وكان مظهر التنديد في الواجهة الدعائية مجلس الأمن، الذي فقد سلطانه يوم تغطرست إسرائيل ترفض كل قراراته ويوم كان حق الفيتو قنبلة تفجرت فدمرت مجلس الأمن.. قنبلة الرأي والفرض وغطرسة القوة، ليس لها شظايا وإنما هي كتلة واحدة بكلمة واحدة. لسان الولايات المتحدة أنكر الدستور، حتى إذا صوتوا للقرار امتنعت بريطانيا والولايات المتحدة عن التصويت. إن امتناع هذين أقوى تأييد لجنوب أفريقيا من استعمال حق الرفض. يمر القرار وترفضه العنصرية. كل هذه الضجة أسقطت التبعة على الملونين الآسيويين، مع أني أعتقد أن هؤلاء الملونين هم في المسؤولية حين فرحوا بهذه المنحة أكثر من العنصريين، لأنهم خذلوا المواطن الأفريقي الذي أشبعهم نصراً وثراء. كأن هؤلاء الملونين أرادوا أن يخرجوا من العذاب ولو على حساب تعذيب الأفارقة وكأنهم مرة أخرى تناسوا أن الزعيم الملون ((غاندي)) حين مسه الضيم بدأ يصنع الضيم لبريطانيا ولو أن هؤلاء الملونين رفضوا هذه المنحة لكانوا قوة مع الأفارقة ولكن سياسة (فرق تسد) جزء من الوراثة البريطانية. أحسب أن الرأي العام العالمي كان غوغائياً، يندد بالدستور وما صنع نصراً للأفارقة، وتغافل أن يضع المسؤولية على الملونين الذين لم يرفضوا هذه التسمية، كأنما جنوب أفريقيا بيض وسود وملونون، يصلح أن نطلق عليه شعار القس ((جاكسون)) أنهم يمثلون ((قوس قزح)) على صورة لا تشبه هذا القوس أطلقه ((جاكسون)) على شعب الولايات المتحدة.
طباعة تعليق  القراءات :632  التعليقات :0
صفحة 275 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج