شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جلد البريطانيين ويجالد الأمريكان
ـ وهكذا تعودت الأمبراطوريات أن تبتلع الإِهانة تلو الإِهانة من مناحيم بيجن، فقد سبق له وهو يتمتع بوعد بلفور ويعيش في ظلال الانتداب البريطاني أن جلد الضباط البريطانيين وصلب بعضهم على الأشجار فلم تحرك بريطانيا العظمى قوتها تنتقم من الذي كال لها الإِهانة كما فعلت يوم اغتالوا السردار في مصر، هددت بالأسطول وفرضت الغرامات وأجلت مصر عن السودان فأبرزت كل عضلات القوة لأن بريطانياً قد قتل. أما أن يقتل مندوب الأمم المتحدة ((برنادوت)) يقتله اليهود في فلسطين فلا شيء يهم بريطانيا ولا شيء تتحرك من أجله حامية الميثاق وحقوق الإِنسان الولايات المتحدة.
ويضحك الاتحاد السوفياتي من أن تكال الإِهانة للأمبراطوريات واليوم بعد أن جرب جلد البريطانيين وقتل لورد ((موين)) قتله يهوديان في مصر ليكرروا مأساة السردار. اليوم بدأ يخوض التجربة الثانية يجالد جنود مشاة البحرية الأمريكان، يحتك بهم الجيش الإِسرائيلي يرفع في وجههم السلاح لا يسأل عن الوفاء لهؤلاء الجنود الأمريكيين الذين جاءوا يتسترون على احتلاله للبنان والذين ينتمون إلى دولة.. إلى شعب يطعم إسرائيل الخبز ويطعم العرب حر السلاح في يد اليهود من عطاء شعب هؤلاء الجنود.
إن مناحيم بيجن يفعل مع الجندي الأمريكي اليوم في لبنان كما فعل مع الجندي البريطاني في فلسطين، فهل هو سفاح مجنون أم هو سياسي ماهر يتظاهر بالقوة حتى لا يسأل عن غضب الأمريكان؟
لا.. لا أظن أن هناك قوة تستطيع أن تكيل الإهانة للأمريكان، فليست هي قوة إسرائيل، وليست هي براعة مناحيم بيجن، كما أنها ليست هزيمة البريطانيين من قبل، ولا هي تحمل الولايات المتحدة الإهانة من قوة مناحيم بيجن، وإنما هي سياسة بريطانيا من قبل أغمضت عينيها عن أفاعيل مناحيم بيجن لتعطيه قوة الإرهاب على العرب في فلسطين. وإنما هي مرة أخرى سياسة الولايات المتحدة تعطي هذه القوة لمناحيم بيجن ولو على حساب إهانتها.. على حساب تحدي قوة جنودها، لأنها كبريطانيا من قبل تريد أن يمسك مناحيم بيجن بالإرهاب يصبه على العرب مادام أنه لاعب بغضب الولايات المتحدة. وإلا فكيف تطيق الولايات المتحدة صبراً على مجالدة جنودها حتى شكا قائدها في لبنان مر الشكوى من الجيش الإِسرائيلي يتحدى الجيش الأمريكي، فقد شكا إلى ((البنتاغون)) مستودع السلاح من كل نوع يوهب لإسرائيل ليقتل العرب وليبقى في لبنان وليتحدى السلام. فأنا لا أتصور أن مناحيم بيجن يملك قوة عالمية يكيل بها الإهانة للرأي العام العالمي وهيئة الأمم ومجلس الأمن وحتى الولايات المتحدة.
ليست هي قوة اليهود وإنما هي قوة الولايات المتحدة في يد اليهود. ولكن عطاء الإدارة الأمريكية لا بد وأن ينعكس على صورة من رفض الشعب الأمريكي دافع الضريبة يرفض ما يسمى العون حين يعرف أنها إتاوات فرضها اليهود على الشعب الأمريكي!
وأطرح سؤالاً.. لو أن الجيش السوري احتك بالجيش الأمريكي كما يفعل الجيش الإِسرائيلي.. هل تصبر الولايات المتحدة هذا الصبر المريب؟!
لا، إنها ستفعل شيئاً ما ضد الجيش السوري وهي في سبيله الآن من إصرارها على اتهام سوريا بأنها قد وضعت صواريخ دفاع لتشن حرباً على الربيب المدلل. اليهودي في إسرائيل..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :638  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 268 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج