شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سر العبقرية
ـ وكنا أربعة نقيل في بيتنا في مكة وفي ((أجياد))، محمد عمر توفيق، عزيز ضياء.. ياسين طه، ومحمد زيدان..
وأمسك الأستاذ محمد عمر توفيق بالكتاب الكبير ((فتح الباري)) الشرح لصحيح البخاري للإمام ابن حجر يقرأ موضوعاً أحب أن يتأكد منه كنت قد قرأته في ((المغني)) و ((الشرح الكبير)) للإمام ابن قدامة.. وكان الأستاذ عزيز ضياء يقرأ في مجلة.. أسمع لمحمد عمر توفيق ما يقرأ وبعض أذني مصغية لما سيقوله الأستاذ عزيز ضياء عما قرأ، فإذا الأستاذ عزيز يضع المجلة على المكتب ويقول: اسمعوا ماذا قال ((أميرسون)) الكاتب الإِنكليزي.. قال: ((ما سر العبقرية أو ما هي العبقرية؟ إن سر العبقرية عند ((الألمان)) صناعة الاختراع وقوة الصناعة.. ((فرنسا)) تخترع و ((ألمانيا)) تصنع فسر العبقرية عند الألمان والفرنسيين هو الذكاء، لكن نحن البريطانيين لسنا مثلهم في ذلك قد نتأخر عنهم في هذا الميدان قليلاً لكننا قبل كل ذلك أمة ناجحة.. إذ فسر عبقريتنا نحن الإنكليز، هو النجاح فنحن أمة ناجحة، أعجبتنا هذه الكلمة في زخرفها الظاهر، لكن هذا التعريف لا يعطي العبقرية حقها.. فالعبقرية هي النجاح لصاحبها من ذاتها قد تعطي النجاح للذين يستثمرون عطاء العبقرية.. عطاء العبقري.. أما النجاح فعوامله العطاء له، تأتي بها ظروف من عمل السياسة أو عمل الحرب، ذلك كان النجاح للإنكليز.. ولقد تذكرت هذه الحكاية حين أذاعت رئيسة مجلس الوزراء البريطاني إذ قالت: إن بريطانيا لم تتعود أن تخضع لديكتاتور.. وتعني أنها لن تخضع لديكتاتور.. وتعني أنها لن تخضع لديكتاتور الأرجنتين ولكن أود أن أقول إن الأوضاع تغيّرت والظروف لم تعد مواتية لأن تحقق بريطانيا الانتصار لهذا المبدأ لأن عصر ((لويس الخامس عشر)).. و ((دوق مالبرو)) قد مضى عصر ((نابليون)) ((والدوق ولنجنتون)) وكما انتهى عصر ((هتلر)) و ((تشرشل)).
وليست بريطانيا اليوم تملك القوتين، قوة الهيبة، وقوة السياسة التي لن تعطي إرادة الانتصار الفوز بالانتصار، لأن ظروفنا اليوم محكومة بغطرسة الاتحاد السوفياتي على كل الأوضاع وفي كل الظروف، بينما الولايات المتحدة تملك هذه القوة، التي تملي على الأوضاع والظروف، ألا تكون إلا بها.. لكنها أمام هذا الوضع بين الأرجنتين وبريطانيا قد أصبح النجاح الذي تريده الولايات المتحدة محجوراً عليه، فهي لا تستطيع إلا أن تكون مع بريطانيا، كما أنها لا تستطيع إلا أن تكون مع الأرجنتين فالموقف الواحد مع الاتحاد السوفياتي يأخذ به النجاح والموقف الذي انشطر شطرين وقيد الولايات المتحدة قد قلّل من فرصة النجاح لها.. فهذه الأوضاع المتغيرة وبكل الظروف لا تعطي بريطانيا أن تنتصر على ((الديكتاتور)) كما انتصرت من قبل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :598  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 263 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج