شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ التَّاسِعَةُ والسِّتُّونَ
أقبل الفتى على أستاذه الشيخ وهو مشع تظهر علامة الفرح والسرور على محياه.. فسلم على أستاذه وأخذ مكانه أمامه.. ثم بدأ في طرح الأسئلة قائلاً وسؤالي السادس هو.. كيف تعرب قولنا تحيةً وسلاماً؟ رد الشيخ.. بالفتح على وجهين الأول مفعول به لفعل محذوف تقديره ـ أهدي ـ أو ما في معناه.. وسلاماً معطوف عليه منصوب مثله.. والوجه الآخر.. على المفعولية المطلقة كأنك تقول.. تحيتي تحية وسلامي سلاماً ثم استطرد الشيخ يقول ويمكن لنا الرفع فتقول ـ تحيةٌ وسلامٌ ـ بالرفع على الخبرية لمبتدأ متوارٍ قبله تقديره.. هذه تحيةٌ.. وسلام ـ كما يجوز على السعة الرفع، على الابتداء لخبر محذوف مقدَّر بـ ((جار ومجرور)) قبله كأنك تقول عليك تحية وسلام.. أو مني تحية وسلام.. وسلام تابع لما قبله معطوف عليه.
ثم طرح الفتى سؤاله السابع قائلاً وكيف تعرب ـ حُبًّا وكرامةً؟ رد الشيخ مصدر منصوب على المفعولية المطلقة المقدرة بـ ((أحبك حبًّا)) أو على المفعولية المحضة لفعل محذوف تقديره أهدي حبًّا.. أو أقدم حباً.. وكرامة معطوف عليه تابع له في أوجه الإعراب. فتحاً أو رفعاً.. وبالرفع فنقول ((حبٌّ وكرامةٌ)) على الخبرية لمبتدأ مختبئ مقدَّر بـ ((هذا حبٌّ.. أو حبكم حبٌّ)) وكرامة معطوف عليه يتبعه في أوجه إعرابه.
ثم طرح الفتى سؤاله الثامن وكيف نعرب المثال الآتي؟ ((فداك نفسي)) قال الشيخ أصلها فداؤك نفسي.. تعرب مبتدأ مرفوعاً بالابتداء وكاف الخطاب مضاف إليها.. اسم مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.. ونفسي.. خبر لمبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اتصال الاسم بياء المتكلم وياء المتكلم ضمير مبني على الكسر لا على السكون كما يقول بعض النحاة.. في محل جر بالإضافة إلى نفسي.
وطرح الفتى سؤاله التاسع وكيف تعرب ((فَداكَ أبي)) ؟ قال الشيخ فَداكَ فعل ماضٍ مبني على الفتح والكاف ضمير متصل به مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم ((أبي)) فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع ظهورها دخول ياء المتكلم وهي ياء تفيد ضمير المتحدث مبنية على الكسر في محل جر بالإضافة إلى لفظه أب.
رفع الفتى إصبعه مشيراً إلى سؤال عاجل طرأ عليه لاحظ الشيخ إصبع الفتى مرفوعة فقال.. أرى إصبعك مرفوعة هل عندك ما تسأل عنه يا بني؟ قال الفتى بل هو وجه آخر أراه في إعراب ((فداك نفسي)) آمل من شيخي الفاضل أن يأذن لي بسماعه.. توهج وجه الشيخ من شدة الفرحة فقال لفتاه هات وجه إعرابك الذي طرأ عليك علَّه يكون صحيحاً يا بني.. قال الفتى.. ماذا لو قلنا ((فداك)) منصوب على أنه مفعول لأجله ونفسي أقدمها من أجل فداك؟ سرح الشيخ بنظره متأملاً تخريج فتاه مقلباً إياه على جميع الاحتمالات.. ثم ارتسمت ابتسامة عريضة على محياه وقال لفتاه بعد أن ربت على كتفه أغبطك جدًّا يا بني على هذه الشفافية والحساسية المفرطة فيك.. إعرابك جميل ومقبول وتخريج منطقي لا يتأباه ذوق الكلام ونسقه ولك أن تضيفه إلى أوجه الإعراب التي ذكرناها في ((فداك نفسي)) إرتاح الفتى لثناء أستاذه الشيخ عليه.
ثم استأذن في طرح سؤاله العاشر فقال.. وكيف تعرب ((كفاك هُزَارٌ))؟ رد الشيخ كفى فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدَّر على حرف العلة.. وكاف الخطاب ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم.. هزار.. فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره..
ولك أن تقول ((كفاك هزاراً)) بالفتح لا بالضم فيكون الإعراب كالآتي: كفى فعل ماضٍ والفاعل ضمير فيه تقديره. أمرك أو لعبك وكاف الخطاب مفعوله. مقدم.. وهزاراً بالفتح يعرب تمييزاً منصوباً بالفتحة الظاهرة في آخره.. دون الفتى إضافة أستاذه الشيخ إلى سؤاله..
ثم طرح سؤاله الحادي عشر قائلاً وكيف تعرب عبارة ((هَيْتَ لك))؟ قال الشيخ ((هيت)) اسم فعل أمر مبني بمعنى تقدم أو أقبل أصله هُيِّئْتُ لك.. فاعله ضمير تقديره ((أنا)) واجب الحذف. ولك جار ومجرور ويلاحظ في ((هيت)) استواء المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث.. ويرى البعض أن ((هيت)) اسم فعل ماضٍ لا أمر..
ثم ألقى الفتى سؤاله الثاني عشر قائلاً.. وكيف تعرب جملة ((ليت شعري))؟ أجاب الشيخ ليت حرف يفيد التمني ينصب الاسم بعده. وهو مبني على الفتح لا مكان له من الإعراب والجملة شعري اسم ليت منصوب بالفتحة المختفية لاشتغال المكان بالحركة المناسبة لياء المتكلم وياء المتكلم مضاف إلى شعر.. وخبر ليت مقدر محذوف مثل ((ليت شعري واقع أو حاصل)) أو ما شابه ذلك.. نظر الشيخ إلى ساعته فقال لفتاه أظن نكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء غداً في نفس الموعد إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2271  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.