| يَا طَائِراً حَرَّكْتَ فيَّ شُعُورِي |
| فَمَضَيْتُ لاَ أَقْوَى عَلَى التَّعْبيرِ |
| حَرَّكْتَ فيَّ صَبَابَةً مَدْفُونَةً |
| حَاوَلْتُ أُخْفِيهَا.. عَنِ التَّصْويرِ |
| إِنْ كُنْتَ تَشْكُو مِنْ فِرَاقِ أَلِيفَةٍ |
| كَانَتْ لَدَيْكَ.. كَزَهْرَةِ البلُّورِ؟ |
| فَأَتَيْتَ تَرسُمُ فِي السَّحَابِ خَيَالَها |
| مُسْتَلْهِماً مَرْآهُ فِي الدَّيْجُورِ! |
| أَفْضِي إلَيْكَ بِأَنَّها فِي غَفْلَةٍ |
| مِمَّا تُكَابِدُ مِنْ أَسَىً.. وَزَفِيرِ |
| قَدْ غَرَّهَا تِيهُ الدَّلاَلِ.. فَأَبْحَرتْ |
| مَفْتُونَةً بِقَوَامِهَا.. المَغْرُورِ |
| أَغْرَى بِهَا سَطْوُ الجَمَالِ فَما رَعَتْ |
| حَقَّ الوَفَاءِ.. لمُدْنَفٍ.. مَأْسُورِ |
| فَمشَتْ تُصَعِّرُ خَدَّهَا فِي نَشْوةٍ.. |
| كَالفَارِسِ المُخْتَالِ.. كَالأُسْطُورِي |
| مَا شَفَّهَا بَوْحُ الغَرَامِ وَلاَ رَأَتْ |
| إِحْرَاقَهُ فِي خَافِقٍ.. مَحْرُورِ! |
| فَأَنَا الَّذي أَشْكُوهُ بُعْدُ أَحِبَّتِي |
| فِي عَالَمِ النِّسْيَانِ.. وَالتَّنْكِيرِ |
| هُمْ.. كَالحَيَاةِ تَقَلُّباً فِي وُدِّهِمْ.. |
| وسُلُوكُهمْ أَنْكَا مِن التَّغْرِيرِ |
| فَبَديْتُ لاَ أُخْفِي البَوَاحةَ وَالصَّبَا |
| حَتَّى هَرِمْتُ وَجَفَّ نَبْضُ شُعُورِي |
| أَبْحَرْتُ فِي شَطِّ النَّوازِعِ غَافِلاً |
| فَأَفَقْتُ عَنْ لَهَوَاتِهَا.. فِي النُّورِ |
| أَدْلَجْتُ فِي دَرْبِ المَتَاهَةِ وَالغَوَى |
| فَقَررْتُ فِي أَعْمَاقِهَا.. المَهْجُورِ |
| إِنِّي سَئِمْتُ مِنْ الحَيَاةِ لِغَيِّهَا.. |
| حَيْثُ الضَّمِيرُ غَدَا رُفَاتَ ضَمِيرِ |
| أَخْلَصْتُهَا حُبِّي وَطُهْرَ مَشَاعِري |
| فَأَبَتْ عَليَّ.. سَعَادَتِي وَسُرورِي |
| هيَ هَذِهِ الدُّنْيَا تكُونُ لِجَاهِلٍ |
| غِرِّ الشَّبَابِ.. مُعَطَّلِ التَّفكِيرِ.. |
| تُوْلِيهِ مِنْ رَهَجِ الحَيَاةِ نَفَائِساً.. |
| لِتُقِيلَهُ فِي فَكِّهَا.. المَسْعُورِ! |
| خَمْسُونَ عَاماً قَدْ مَضَتْ مِنْ رِحْلَتِي |
| غَابَتْ عَنِ الإِبْصَارِ وَالتَّدْبِيرِ |
| يَا رَاكِضاً فِيمَ المَسِيرُ.. أَلاَ تَرَى |
| وَجْهَ الحَيَاةِ مُجَلَّلاً.. بِالزُّورِ..؟ |
| شَاخَ الشَّبَابُ وَلَمْ تَشِخْ أَحْلاَمُهُ |
| مَاذَا يُفِيدُ الحُلْمُ.. بَعْدَ فُتُوري؟ |
| حَسْبُ الحَيَاةِ إِذَا تَبَسَّمَ ثَغْرُهَا.. |
| يَوْماً تُضِيءُ إشَارَةَ التَّحْذِيرِ |
| مَنْ يَسْتَكِنْ يَوماً لِوَفْرَةِ عَيْشِهَا |
| فِي مِخْدَعِ الأَهْوَاءِ.. والتَّبْذِيرِ |
| لاَ لَنْ يَنَالَ المَجْدَ فِي أَعْتَابِهَا |
| سَيَظَلُّ يَغْرِسُ حَالِماً فِي البُورِ |