| وَجَاءَ اللِّقَاءُ جَمِيلاً لَدَيْكْ |
| أَعَادَ إليَّ ربِيعاً أفَلْ |
| تَلَمَّسْتُ فِيهِ عَبيرَ الشَّبابْ |
| يُثِيرُ بِنَفْسِيَ.. عَذْبَ النَّهلْ |
| وكَانَ لِصَوْتِكِ خَفْقَةُ نَايْ |
| تَضُوعُ بِعِطْرٍ نَدِّيٍ وَفُلْ |
| فَبِتُّ أُمنِّي فُؤادِي الكَلِيمْ |
| بِهَمْسِ الحَدِيثِ وَفُسْحَةِ ظِلْ |
| أُجَدِّفُ حَوْلَ ضَفَافِ العيُونْ |
| بِزَوْرَقِ حُلْمٍ يُذِيبُ الملَلْ |
| وأَطْبَعُ فَوْقَ جَبِينِ الحَبِيبْ |
| بِشَوْقٍ إليهِ سَخِيَّ القُبَلْ |
| فيَا أنْتِ يَا بَسْمةً تُجْتَلَى |
| أَعَادَتْ إليَّ شَبَاباً رحَلْ |
| سَأَرسُمُ حَوْلَ مَوَاني الرُّمُوشْ |
| شِرَاعاً صَغِيراً لِشَطِّ المُقَلْ |
| وأُبْصِرُ كُلَّ زَوَايَا الطَّرِيقْ |
| بِعَيْنٍ تَشِفُّ رَفِيفَ الأَمَلْ |
| وتُسقِطُ أَوْرَاقَ حُبِي القَديمْ |
| لِتُعْلِنَ فَرْحَى رَبِيعاً أَطَلْ.. |
| فَأَجْمَعُ بَعْضاً عَلَى بَعْضِهَا |
| حِفَاظاً لِماضٍ قَصيرِ الأَجَلْ |
| وأَنْفُثُ مِلءَ حَشَايَ لَظَىً |
| فَما زِلتَ يَا قَلبُ تَهْوَى الغَزَلْ |
| وَحِينَ تَغِيبِينَ عَنِّي أَراكْ |
| بِخَفْقٍ يَجِيشُ هَوَىً مُشْتَعِلْ |
| وَيَنْبِضُ فِيَّ شُعورُ الحرَاكْ |
| فَأحْسَبُ أنْ قَدْ طَوانِي الوَجَلْ |
| فَأعْبُر جِسْرَ وَقَارِي إليْكْ |
| أُحَطِّمُ كُلَّ قُيودِ.. الخَجَلْ |
| أُحِسُّ حَرِيقَاً بَدَا داخِليِ |
| يَعجُّ بِلَفْحِ أُوَارِ.. الشَّعَلْ |
| فَأَذْهَبُ لِلَّيْلِ أَشْكُو الهَوَى |
| وَمَا قَدْ بُلِيْتُ بِهِ مِنْ عِلَلْ |
| وأَبْعَثُ خَفْقِي لَظَى بَوَحةٍ |
| كَبَوْحِ الشَجِّي يُنَاجِي المُهَلْ |
| فَألْمحُ حَقْلَكِ فِي نَاظِري |
| يُعيدُ الرَّبيعَ لِسَفْحِ الجَبَلْ |
| فَتُسْرَجُ لِليَّلِ كُلُّ الشُمُوعْ |
| لِتَطْرُدَ عَنهُ خَفيَّ.. الكَلَلْ |
| فَذَاكَ لَعَمْرِي لِقَا صَبْوَتِي |
| إذَا اللَّيْلُ جَاءَ بِهِ.. أَوْ رَحَلْ |
| أُعَانِقُ فِيهِ خَيالَ الشَّبَابْ |
| وأركُضُ خَلْفَ طُيُوفِ الأَمَلْ |
| وأَرْقُبُ نَبْتَ جُذُورِ الهَوَى |
| تَسَلَّقْنَ عَبْرَ شُرُوخِ الطَّلَلْ |