يا طيورَ الأَيْكِ لطفاً أنشدي رطبَ الغناءْ! |
وانزعيني من سَقامي.. من إسَارِ الانطواءْ |
اصهري الأحلامَ شدواً وتمليْ في انتشاءْ |
واسكبي الغِنْوَةَ لحناً مثلَ شفَّافِ الضِّياءْ |
فأنا ما زلتُ طيفاً عابراً شطَّ الرَّجاءْ |
أحتسي الأنفاسَ كأساً وأُغني للمساءْ |
كلَّما ناجيتُ ظبياً عَنَّ لي سربٌ وناءْْ |
يُلهبُ الإِحساسَ فيَّ.. ويوالي باختفاءْ |
لم يعد دربيَ دربي إنني أشكو الخَوَاءْ |
أذرعُ الليلَ بهمسٍ ظاميءِ اللَّفْحِ صَلاَءْ |
ونجومُ الليلِ حولي سابحاتٌ في الفضاءْ |
تملأُ الكونَ جَمَالاً وانسجاماً واجتلاءْ |
وزهورُ الرَّوْضِ جَذْلى باسماتٌ في اشتهاءْ |
تَنْفَحُ العطرَ شذيًّا.. ونديَّ الاِرْتِواءْ |
من بخورٍ يتسامى.. نفحُهُ عَبْرَ السماءْ |
شفَّها وجدٌّ خفيٌّ.. وغدا منها.. وجاءْ |
وتصبَّاها بحلمٍ راقصِ الهَمْسِ وَضاءْ |
لم تدقِّ الطبلَ زُلْفَى.. تَحْطِمَنَّ الكبرياءْ |
أو تغالي في مديحٍ.. شأنُ رهطِ السُّفَهَاءْ |
أو تزفُّ اللحنَ قُرْبَى في انحطامٍ وارتِمَاءْ |
إنها تصهر نبضاً طافحَ الشوقٍ.. بَرَاءْ |
تسكبُ الأشجانَ فيه في اعتدادٍ وإبَاءْ |
فمتى يا شعرُ تسمو عن عِثَارِ الشعراءْ؟ |
لا تهابُ الليلَ جُبْناً أو تُداجي في رِياءْ؟ |
فتثيرَ الصدقَ فينا.. وتَقِينَا الاِنْكِفَاءْ؟ |
فنرى للحقِّ وَجْهاً باسمَ الثَّغْر وَضَاءْ؟ |
يُرْقِصُ الآمالَ تيهاً ويغني.. للوفَاءْ؟ |
يُنْبِتُ الحُبَّ بُذوراً في نفوسِ التُّعَسَاءْ؟ |
ويغني في صَفَاءٍ.. حالماً أنَّى يَشَاءْ؟ |