شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الظَّلاَمُ العِشْقُ؟!
ذاتَ ليلهْ..
جلستْ وحدي ـ ركبتُ بساطَ الأحلامْ
فتحتُ نافذةَ غرفتي..
رأيتُ الليلَ قد أرْخى ستارَ الظلامْ..
عَمَّت الكونَ وحشةٌ قاتلهْ..
سمعتُ أصواتَ نشازْ.. صدى..
نحيبْ
أنينْ.. عواءْ.. حنينْ.. انزلاقْ..
زورقٌ صغيرٌ محطمٌ تتقاذفُهُ الأمواجْ
قطعةٌ من الواحه ترتطمُ بصخرةٍ مُدَبَّبهْ
تطفو راجعةً في مَدِّ وجزرْ ـ لعبةُ الأيامْ
رفعتُ عينيَّ إلى السماءْ!..
الظلمةُ داكنهْ.. قمرٌ منحسرْ ـ موجٌ منشطرْ
استرعى انتباهي… عنقودٌ من النجومْ..
يُوصوص في راحةِ السماءْ..
تتوسَّطُه نجمةٌ أكْثَرُ إشعَاعاً وجَلاءْ..
كأنها شهرزادْ تحكي لليل المنبطحْ
قصةَ الابتداءْ..
قصةَ الإنسانْ.. مُذْ كان يسيرُ مهتدياً
بالنجومْ.. في الماء.. في الصحراء..
كانت النجومُ بوصلتَهُ التي تَهديهْ..
عندها أحسستُ بِرَهْبةٍ جامحهْ
ملكتْ عليَّ مفاصلي.. وشَعَرْتُ بِرَهْزَةٍ
ملأتني خوفاً وقلقاً.. كطفلٍ تاهَ عن أبويهِ
أقفلت نافذتي أنختُ راحلةَ تأملي
مضيتُ أشعل شمعةً تبدِّدُ خوفي وسأمي
ساورتني تساؤلاتٌ مفاجئهْ
لماذا نهربُ من الظلامْ؟
لماذا نخافُ.. العَتَامْ؟
أَلمْ نُحْضَنْ في ظلماتْ؟
ألا ننتهي إلى ظلماتْ؟
أليستِ الظلمةُ بدايَةَ الحياهْ؟
أليستِ الظلمةُ نهايَةَ النِّهَايَهْ؟
فيا أيُّها الظلامُ المُرينْ!
أنتَ صَوْتُ التَّائِهِينْ!
أنت مَرْسى.. الحائِرينْ!
أنت فَيْضُ.. للحياهْ؟
أنت مجدافُ النَّجَاهْ!
لا خوفَ لي منك..
سأُهديكَ قصيدةً مُدَلَّجَهْ..
إحساسُها من ظَلامكْ.. إنباضُها من رُكامِكْ
إيقاعُها من عَتَامِكْ.. إلْفَاحُها من ضَرَامِكْ
تشذِّبُ للكونِ معاناةَ شاعرٍ حائرْ عَشِقَ
الظلامْ.. استشفَّ هاني الرُؤى أحلامْ
سأُطْفِىءُ الضَّوْءَ إذاً..
ما حاجتي للضوءْ؟ وأنا استمتعُ
بهمساتِ نجومِكَ المتلألئهْ؟
أرى ثبَجَ أمواجِكَ الثائرَهْ
يَثِبُ في شَطِّكَِ المنطرِحْ..
يرسمُ للكونِ أحلى صورهْ.. ينشدُ أعذب لحنْ
يجرعُ اللهاثْ..
يَنْكَأُ الغَثَاثْ..
يبركنُ الدموعَ في الخلجاتْ..
يتحسَّسُ الحزنَ والآهاتْ..
هاهو ذا الليلُ يهبطُ إلى أعماقي
شرنقةً تترنَّحُ.. تثبْ تتشعبُ في داخلي
ها هِيَ الأحلامُ تذروها رياحُ الصمتِ
تدِبُّ في خفقتي الكليمهْ.. تقهقهُ قهقهاتٍ أليمهْ..
تفجِّرُ حولي رواكدَ الانصهارْ..
الثواني تمرْ ـ عبر اختلاجي تمرْ
وأنا أرقبُ لحظاتِ الخلاصِ
والابتهاجْ عبَر الليلِ المنكفىءْ..
أركضُ كما مهرْ.. إلى شاطىءٍ بلا ماء يحوطه الظلامْ..
انتظرْ.. انتظرْ.. انتظرْ..
متى.. تغفو سنابلُ الأحلامْ؟
في هَدْأَةِ الأنامْ..!
بكوَّةِ القَتَامْ
في جُنْحِ الظلامْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :663  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج