| إلهي قد أتيتكَ مستجيراً |
| وجئتكَ ضارعاً وَجلاً كسيرا |
| لجأتُ إليكَ أشكو ضُرَّ نفسٍ |
| تنوءُ بما جَنَتْ إثماً وزُورا |
| تجاوزَ عُمري الستين عاماً |
| بسبع تحطمُ الجلدَ الصبورا |
| قطعتُ العمرَ في لهوٍ وحرصٍ |
| على اللذاتِ لا أخشى المصيرا |
| تخادعني المنى الغرَاءُ حتى |
| أُمَنِّي نفسي العيشَ النضيرا |
| تُسَوِّلُ لي بأني ذو رَشادٍ |
| سيُبلِغُني غداً شأواً خطيرا |
| وأني قد بذَرتُ بذورَ بِرٍّ |
| وأينَعَ غرسُها وزهَتْ زهورا |
| * * * |
| إلى أن دقَّ ناقوسُ المنايا |
| ينبِّهُ مني العقلَ الغريرا |
| يذكِّرني بما اجترَحَتْه نفسي |
| ويوماً كان شرُّه مستطيرا |
| فلما أن فكرتُ بما جَنَتْهُ |
| يدايَ، رجعتُ محزوناً حسيرا |
| فما قدَّمتُ من عملٍ يُرَجَّى |
| ولم أذخرُ ليوم غدٍ ذخيرا |
| فيا ويحي وقد فارقتُ أهلي |
| وودَّعتُ الملاعبَ والقصورا |
| وغادرتُ الأحِبَّةَ والصحابا |
| وجاورتُ الحفائرَ والقبورا |
| ويا ويحي إذا نوقِشتُ يوم الحِسَابِ، |
| ولم يكنْ سهلاً يسيرا |
| * * * |
| فما لي ملجَأ إلاَّك ربي |
| فكُنْ لي سيِّدي سَنداً مُجيرا |
| أجِرْني من خطيئاتي وكنْ لي |
| على الأهوالِ معواناً نصيرا |
| فهاأنذا أتيتكَ مستغيثاً |
| وجئتكَ ضارعاً بك مستجيرا |
| دعوتكَ لائذاً بحِماكَ ربي |
| أؤمَّلُ سيْداً برًّا غفورا |
| فما خابَ الذي يدعوكَ حقاً |
| ويقصدُ بابكَ الرَّحبَ الكبيرا |
| وظني أن عفوَك سوف يُضفي |
| عليَّ من الرِّضا برداً حبيرا |
| فجُدّ لي بالقبول ولا تخيِّبْ |
| رجا عبدٍ ببابكَ لن يحورا |
| وهَبْ لي سيّدي فرَجاً قريباً |
| يزيحُ بشيره الكربّ المبيرا |
| ووفقني لنيْلِ رِضاكَ ربي |
| وألهِمْني أكنْ عبداً شكورا |
| وهَبْ لي توبةً تمحُو ذنوبي |
| وتهديني السبيلَ المستنيرا |
| وثبِّتني على الإيمانِ حتى |
| أكون بحُسْنِ خاتمةٍ جديرا |