طال عهد النوى وعهد التأسي |
عن بلاد غرامها ملء نفسي |
وربوع فديتها بفؤادي |
عشت فيها عهد المنى دون وكْسِ |
ورياض كأنها من زهور |
وطيور تزف موكب عرس |
وكأن الورد ثوب عروس |
عسجدي منمق بدمقسِ |
وتخال النخيل والشمس تكسوه |
بأضوائها منارة قسٍّ |
وإذا ما التفت نحو الروابي |
شمت سرباً من الظبا غير نكسِ |
يا ربوعاً بالجزع حول قباء |
والعوالي قربانكن بنفسي |
كم لنا فيك ذكريات غوال |
لم يشب سعدهن قط بنحسِ |
مع رفاق غرٍّ سراة تساموا |
لذرى يعرب وسادة فرس |
نتساقى من البيان رحيقاً |
أدباً تالداً وطرفة طرس |
ولنا في مجالس الشاي ندوات |
مجون وبعض جد وهلس |
نشرب الشاي أخضراً يتحلى |
في كؤوس كأنه ذوب شمس |
جللته سحابة العنبر الزاكي |
فأمسى أمنية المتحس |
مع ندامى من كل أروع وضاح |
المحيا يصغي له كل حسّي |
في حمى طيبة المفداة جادتها |
الغوادي بكل غيث مِلسِّ |
هي دار الإيمان والسادة الأنصار |
من خزرج كرام وأوسِ |
هي داري ولست أسلو سواها |
ما حييت وأن أوارى برمسي |
كيف أسلو وذاك شأن بلاد |
من رباها نما وأينع غرسي |
زادها الله عزةً وازدهاراً |
وحماها من كل ضر وبأسِ |