الحلقة - 16 - |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها دق جرس التليفون ثم جوزفين تمسك بالسماعة وتقول): |
هلو. هلو. مين أنت. بانتظارك حالاً. |
انطوانيت: أنا قادمة حالاً يا مدام.. |
جوزفين: يا ما أنت كريم يا رب.. |
(ثم تنادي).. |
جمعة.. جمعة.. |
جمعة: أفندم هانم.. |
جوزفين: قهوة سكر عالريحة |
جمعة: حاضر يا فندم.. |
(تدير جوزفين المسجل ونسمع بعض التسجيلات المناسبة يدق بعدها جرس التليفون فتقول وهي في لحظة انسجام). |
جوزفين: أوف تليفون. تليفون ما فش راحه |
(ثم تنادي).. |
جمعة شوف التليفون.. |
(تستمر جوزفين في سماع التسجيل نسمع بعدها صوت عثمان يقول): |
جمعة: في واحد يسأل عن مدموزيل ليلى.. |
جوزفين: ألم يقل لك اسمه.. |
جمعة: عندما قلت له إنها غير موجودة قفل السكة. |
جوزفين: ولهجته تدل على أنه من هنا. |
جمعة: لا. يا مدام. لهجته تدل على أنه من بر الشام.. |
جوزفين: ليلى صحابها كثار من بر الشام وبر مصر. من يدري ربما من بلاد بره أيضاً. |
(يدق جرس الباب فيذهب جمعة لفتحه ثم يعود ليقول). |
جمعة: وحدة ست يا هانم تقول اسمها مدام انطوانيت.. |
جوزفين: ادخلها على الصالون وقل لها إني آتية حالاً.. |
جمعة: حاضر.. |
(تدخل جوزفين وهي تقول): |
جوزفين: بونسوار مدام انطوانيت.. |
انطوانيت: بونسوار مدام جوزفين.. |
جوزفين: خطوة عزيزة يا مدام.. |
انطوانيت: الله يعزك.. |
جوزفين: لنا زمان ما شفناش بعض. يعني بالضبط من بعد ما سابتنا مدموزيل ((ضحى)).. |
انطوانيت: تقصدي يا مدام من بعد ما فصلت مدموزيل ضحى.. |
جوزفين: ايوا. ظروف. اضطرتني لاتخاذ ذلك القرار ضدها. قولي لي. |
انطوانيت: أقول لك ماذا؟ |
جوزفين: كيف. هي. وأين تشتغل اليوم؟ |
انطوانيت: هي بخير. وقد وجدت عملاً مجزياً عند سيدة يونانية.. |
جوزفين: ما هو نوع العمل؟ |
انطوانيت: (هاوس كبير) مديرة منزل.. |
جوزفين: وتركت شغل الخياطة.. |
انطوانيت: أصيبت بعقد نفسية من بعد الصدمة التي لقيتها. |
جوزفين: أنا آسفة إني كنت سبب هذه الصدمة.. |
انطوانيت: كل شيء قسمة ونصيب.. |
جوزفين: والآن هل هي مرتاحة في عملها الجديد؟ |
انطوانيت: مدموزيل (ضحى) مرتاحة تماماً في عملها كما أنه أصبح لديها الوقت الكافي لتوسيع معارفها ومتابعة دراساتها.. |
جوزفين: في الحقيقة هي بنت ممتازة.. |
انطوانيت: تسمحي لي أقول لك كصديقة مخلصة لك.. |
جوزفين: قولي.. |
انطوانيت: ولذلك فرطت فيها.. |
جوزفين: الإنسان غير معصوم من الخطأ.. |
انطوانيت: المثل يقول: رب ضارة نافعة. ما علينا. المهم الموضوع الذي كنت كلفت ((ضحى)) به أيام كانت تشتغل عندك جاء جوابه. تفضلي أقرئيه. |
(وتناولها الجواب متقززة وجوزفين وما أن تنته من قراءته حتى تقول): |
جوزفين: أجل كانت شكوكي في محلها يا مدام انطوانيت.. |
انطوانيت: أنت ست خبيرة بمهنتك ومن الصعب أن يغشك أحد.. |
جوزفين: مرسي مدام. في الحقيقة. لقد بدرت من ليلى بعض أشياء دلتني على أنها جاهلة بأمور بديهية في علم الخياطة والتطريز وهذا ما حملني على تكليف ((ضحى)) بأن تسأل المعهد الذي تدعي ((ليلى)) أنها حصلت منه على الدبلوم. |
انطوانيت: ومع ذلك أبقيت عليها وفصلت ((ضحى)).. |
جوزفين: ليلى يا مدام انطوانيت.. حركة دائمة.. و (عشرية) وتداخل في الناس ولها تأثير وشخصية طاغية وإدارة معرض تعوزها مثل هذه الصفات. |
انطوانيت: ضحى يا مدام لو لقيت التشجيع الكافي من حضرتك كنت شفت منها العجائب. ثم لا تنسى. ضحى غلبانة كانت في عز وجار الزمان عليها. |
جوزفين: أنا لاحظت هذا ولكني كنت أحسبه نوعاً من العبط. |
انطوانيت: لكن مؤهلاتها أما كانت تغطي على كل هذا. |
جوزفين: أما مؤهلاتها فهي الطراز الأول. على كل حال. يكفي إصلاح غلطتي بإعادتها للعمل وتعيينها مديرة للمشغل بدلاً من ليلى. |
انطوانيت: ضحى لا تريد أن تقطع معيشة (حد) يا مدام. |
جوزفين: ولكني مضطرة إلى فصل ليلى بعد حادث السرقة التي وقعت في المعرض من جهة وبعد ما تبيَّن أنها تحمل دبلوم خياطة وتطريز مزوّر. |
انطوانيت: هذا من شؤونك غير أني أحب أن استرعي انتباهك إلى أن (ضحى) مرتبطة بعقد لمدة ستة شهور وفيه شرط جزائي. |
جوزفين: أنا يمكن اتصل بالست التي تشتغل عندها (ضحى) وأترجاها تعيرني إياها أيام المعرض وأنا سأتدبر لها من يقوم مقام ((ضحى)) في غيابها. |
انطوانيت: على كل حال أنا انتظر منك تليفون عندما ترين أن الوقت قد حان لعودة (ضحى) وفي نفس الوقت أكون أيضاً استطلعت رأي ضحى في الأمر.. |
جوزفين: (داكور) ترى اتفقنا عزيزتي.. |
انطوانيت: اورفوار.. |
جوزفين: اورفوار.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جرس باب شقة خالد يدق فيقول خالد): |
خالد: من. |
فتحي: (مقلداً) ساعي البريد.. |
(يفتح الباب وإذا هو وجهاً لوجه أمام فتحي فيقول): |
خالد: أما أنت شاطر يا فتحي في التقليد والمحاكاة. حسبتك حقاً ساعي البريد. الذي يأتيني كل مرة. لو اشتغلت بالتمثيل لنجحت. |
فتحي: ليش هو كل مقلد يصلح لأن يكون ممثلاً. |
خالد: لا. ولكن موهبة التقليد من جملة المواهب التي يجب أن يكون المثل حائزاً عليها. قد تكون فيك مواهب خافية. |
فتحي: لا تثر غروري يا خالد. فقد أحسب نفسي الممثل يوسف وهبي أو نجيب الريحاني مثلاً. |
خالد: من يدري فقد تخلف أحدهما لو امتهنت التمثيل. |
فتحي: والجامعة والسنة النهائية فيها نتركها ونمتهن التمثيل. |
خالد: أنا أقول مثلاً يا حضرة المقلد. |
فتحي: طيب. خذ. هذا جواب لك من بلدك. |
خالد: برافوا يا حضرة الساعي. المزيف. |
فتحي: مرسي حقك علي. كان لازم أخليك ترن كم يوم حتى يجي على خاطر ساعي البريد الحقيقي أو مزاجه ويجيب لك الجواب. |
خالد: وأنا ليه كم أخ زيك يا فتحي.. |
فتحي: يا سلام يا واد يا دبلومات. أنت لازم بعد التخرج تفتش لك على وظيفة في السلك الخارجي ما شاء الله شكل. قيافة. عائلة. ثقافة. كل المؤهلات. |
خالد: سبحنا في عالم الأحلام يا فتحي. حتى نسيت أن أقرأ خطاب والدي. |
فتحي: تفضل اقرأ وأنا سأفتح المسجل وأسمع حاجة تفتح القلب أو تقرأ ما في الصدور والأفئدة. |
(يفتح المسجل. ونسمع بعض التسجيلات المناسبة ثم نسمع بعدها صوت خالد يقول): |
خالد: والدي بخير يا فتحي.. |
فتحي: الحمد لله.. |
خالد: ويريد مني أن أواصل التفتيش والبحث عن ابنة ضيفه خطار.. |
فتحي: اسمع أنا الفار بدا يلعب في عبي. |
خالد: كيف؟ |
فتحي: لا يكون البنت ليلى هي ليلى بنت خطار ضيف والدك. |
خالد: لكن أنت بتقول عن معرفة ويقين أن والديها من أهل هذا البلد وأنهما توفيا بعد عودتهما من أمريكا.. |
فتحي: صحيح. ولكن الاسم ليلى. والأصل البعيد لبناني. أنت ما عندك صورة لليلى بنت خطار ضيف والدك.. |
خالد: لا يا فتحي.. |
فتحي: طيب ليش ما ترسل جواب لوالدك لكي يرسل صورتها عندها نسعى بواسطة المباحث والمعارف لعلّنا نجدها أو لا نجدها فنخبره فيرتاح هو ويريحك. |
خالد: فكرة.. سأكتب له. |
فتحي: خير البر عاجله. أجلس على مكتبك وأكتب يا حبيبي ريثما أنا أستمع إلى أسطوانة فيروز. بكتب اسمك يا حبيبي عالحور العتيق. |
(نسمع الأسطوانة ريثما ينتهي خالد من تسطير الرسالة وعندها يقول): |
خالد: انتهيت.. |
فتحي: وأنا انتهيت على رأي المرحوم سيد درويش.. |
خالد: هيا إلى البريد وبعده. |
فتحي: وبعده: |
أمر على الديار ديار ليلى |
اقبل ذا الجدار وذا الجدارا |
وما حب الديار شغفن قلبي |
ولكن حب من سكن الديارا |
|
خالد: يا سلام وهذه موهبة جديدة بالإضافة إلى موهبة مقلد.. |
فتحي: يعني أصبحت شاعر في مصاف المرحومين شوقي وحافظ إبراهيم. |
خالد: وليش تطلع في العالي يا أخي ما تقول مثلاً شاعر الجامعة. |
فتحي: أو شاعر الدرب الأحمر.. |
خالد: عظيم هايل. وسنطلق عليك منذ اليوم شاعر شارع الدرب الأحمر. |
فتحي: طيب يا مجنون ليلى. |
(يضحكان) |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فرهود يقول): |
فرهود: يا سلام يا خواجه خريستو. |
خريستو: أنا اسمي يا خبيبي. خريستو. روستو. كرومبو. سفوكليس. |
فرهود: يا اسم عظيم يا خواجه. هايل جداً. |
خريستو: (اخنا) يا (روخي) من بقايا الإسبارطيين. أنت يعرفهم. |
فرهود:كيف يا خواجه. كيف. كانوا مشهورين بالألعاب الرياضية وبالشجاعة والبطولة. وألعاب الرياضة هي من آثارهم. |
خريستو: برافو.. برافوا.. أنت يفهم تاريخ كويس قوي.. |
فرهود: العفو يا خواجه خريستو. العفو. |
خريستو: أنا لازم يا (خبيبي) أخدمك بعيوني.. |
فرهود: تسلم عيونك. |
خريستو: أنت راجل جدع وصاحب بوليتيكا. وفهمان لازم ندخلك في (الكوبانية) بتاعنا.. |
فرهود: أنت عندك (كوبانية) كوبانية ايه؟ |
خريستو: كوبانية عندها مشاريع كبيرة. جداً.. |
فرهود: هذا شرف عظيم لي يا خواجه. |
خريستو: يا سلام أنت راجل هايل. هايل جداً. |
فرهود: (الكوبانية) بتاعكم مركزها فين؟ |
خريستو: في (ليماسول).. |
فرهود: يعني هنا.. |
خريستو: عليك نور. |
فرهود: استبينا. بس أنا أريد منك هذا المعروف. |
خريستو: قول يا (خبيبي) قول. |
فرهود: توديني لمصر. نفسي أشوف مصر.. |
خريستو: استبينا.. |
|