| عودة على بدء |
| ويبيع عكاش وهذال ما كان لديهم من فاكهة ويعودان أدراجهما في الطريق إلى بلدهما الطائف. وفي الطريق كانا يقطعانه بالحديث... |
| ـ كانت الأسعار مجزية يا هذال بالنسبة لي.. وأنت. |
| ـ الحمد لله على نعمته وأنا كذلك... ربحت في الرمان أكثر مما كنت أتصور... |
| ـ ألم تلاحظ شيئاً جديداً على معاملة القرشيين. |
| ـ بلى يا عكاش بلى.. لاحظت أنهم يجادلون في البيع والشراء أكثر من أي مرة مضت أقصد أكثر من الموسم المنصرم.. |
| ـ إنك تأخذ القرش منهم بكل جهد وكأنهم يعضون عليه بالنواجذ. |
| ـ أتدري مرد ذلك يا عكاش؟؟ |
| ـ بلى.. إنه الخوف.. إنها حالة القلق التي ترين على أهل مكة.. لعلهم يتوقعون أحداثاً تجعلهم يحرصون على القرش فلا ينفقون إلا في موضعه... |
| ـ صدقت يا عكاش صدقت... وكيف لا يعيش القرشيون في قلق وهم يرون قادتهم عاجزين عن القبض على اثنين ارسلهما محمد بن عبد الله... |
| ـ اثنان من رجال محمد دوَّخا أبا سفيان ورجال أبي سفيان فكيف إذا جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بخيله ورجله... |
| ـ لا حديث للناس في مكة إلاَّ عن عمرو بن أمية الضمري ورفيقه الذي يتلهفون على معرفة اسمه ويسخرون من رجال أبي سفيان على أفلاتهما من أيديهم... |
| ـ وخطفهما جثة خبيب بن عدي والخشبة المصلوب عليها أرأيت أي إهانة لحقت بأبي سفيان والقرشيين.. |
| مع عمرو بن أمية الضمري ورفيقه... |
| وبينا كان عمرو وسلمة يسيران في طريقهما إلى يثرب يرى عمرو في أسفل الوادي فيقول: |
| ـ مكانك يا سلمة. إني أبصر رجلين في أسفل الوادي لعلهما مرسلان من قبل أبي سفيان لتعقب آثارنا.. |
| ـ لا يستبعد ذلك يا عمرو - ولاسيما وإني أراهما مسلحين يمشيان في حذر وحيطة... |
| ـ علينا أن نتخلص منهما قبل أن يفتكا بنا... |
| ـ ألا نتأكد أنهما من القرشيين قبل أن تهاجمهما فقد يكونان من قومنا أو من الجواسيس الذين يرسلهم الرسول صلى الله عليه وسلم لترقب أحوال قريش... |
| ـ صدقت يا سلمة وإن كنت أميل إلى أنهما من القرشيين. على كل فلنقترب منهما ونرقبهما من مكان لا يشعران بوجودنا فيه. |
| ويمشيان في حذر وخفيه وإذا بسلمة يهمس في أذن عمرو قائلاً: |
| ـ عمرو.. عمرو.. إنهما قرشيان.. إذ نحن الآن بالنقيع. والنقيع تحت سلطان المسلمين وفي حماهم، وإني أجزم أنهما عينان لقريش... |
| ـ خذ أنت هذا الجانب يا سلمة وأنا الجانب المقابل... وسأطلب إليهما أن يستسلما فإن أبيا قتلناهما... |
| ـ حسناُ.. حسناً.. إني مستعد.. هيا.. |
| ويصرخ عمرو فجأة في وجههما قائلاً: |
| ـ مكانكما أيها القرشيان.. سلما.. تسلما... |
| ويجيب أحد القرشيين... |
| ـ لن نستسلم... |
| ـ خذها من يد عمرو |
| فيصيبه عمرو في مقتل فيصرخ وقد وقع قتيلاً.. أما القرشي الآخر فيقول سلمة. |
| ـ لقد استسلم الآخر يا عمرو. |
| ـ هلم إليه يا سلمة.. خذ سلاحه وشد وثاقه وسنسوقه معنا إلى المدينة.. وسآخذ أنا سلاح المقتول.. وليعلم مشركو قريش إن الله ناصر دينه ولو كره المشركون... |
|
انتهى
|
|
|