شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مطاردة ومفاجآت
ويصل عمرو وسلمة إلى مكان جثة خبيب بن عدي المصلوب فيتساءل عمرو:
ـ أترى هؤلاء الذين يحرسون جثة خبيب بن عدي..
ـ بلى يا عمرو بلى. وهم ثلاثة..
ـ سأباغت الحراس يا سلمة وأنتزع الخشبة المصلوب عليها خبيب بن عدي وأهبط بها في مسيل الوادي الذي تراه أمامك..
ـ حسناً يا عمرو.. وما هو دوري أنا.
ـ تشاغل الحراس بصوتك وقعقعة سلاحك حتى يظنوا أن المهاجمين أكثر من واحد فأهتبل الفرصة وأنتزع الخشبة والجثة ولقاؤنا في بطن الوادي..
وعندما يقتربان نسمع أحد حراس الجثة يقول:
ـ يا قوم! واللات والعزى إني لأحسُّ مشية في هذا الليل البهيم وكأنها مشية عمرو بن أمية.. ولولا أنه في يثرب لقلت جازماً إنه هنا..
ويتضاحك رفيقاه قائلين:
ـ لعلَّه الخوف ألقى في روعك ما ألقى..
وبينا كان الحراس مستغرقين في ضحكهم، إذا بهم يسمعون صوتاً فظيعاً وقعقعة سلاح وجرياً وركضاً فتبهتهم المفاجأة ويكون خلالها عمرو بن أمية قد أنتزع الخشبة وجثة خبيب بن عدي وهذا ما وقع فعلاً إذ نسمع أحد الحراس يقول:
ـ لقد كذبتموني يا قوم.. ها هو عمرو بن أمية قد أنتزع على مسمع ومرأى منَّا جثة خبيب بن عدي والخشبة أيضاً.
ويضرب الحارسان الآخران كفًّا على كف وهما يقولان:
ـ وأسوأتاه.. واسوأتاه.. هلموا بنا نقتفي أثره..
ويقول الحارس الثالث:
ـ أنتركه ومن معه يذهبون بالجثة.. كيف نداري وجوهنا أمام ابي سفيان.. هيا بنا نتتبعه..
وينطلقون سراعاً في آثار عمرو وسلمة وعمرو يقول:
ـ ما أفظع صوتك يا سلمة.. لقد خفت أنا فكيف الحراس؟
ـ إنهم جادون في إثرنا يا عمرو فأين الجثة؟
ـ غيبتها في جرف سحيق بهذا الوادي لا يستطيع أحد أن يعرفه. والآن هيا بنا إلى ذلك الكهف في أعلى هذا الجبل نأوي إليه حتى تنقطع آثار المقتفين.
ويتوقف المطاردون بعد أن أجهدهم السير ويتلفت أحدهم يمنة ويسرة ويقول:
ـ قاتله الله.. أين ذهب بالجثة..
ـ والخشبة أيضاً..
ـ لكأن مسيل الوادي ابتلعهما. هيا بنا نعود فقد فاز بسؤله عمرو..
وفي الكهف حيث يأوي عمرو وصاحبه يقول سلمة وقد أيقن من انقطاع المطاردين.
ـ لقد نجانا الله منهم يا عمرو للمرة الثانية فالحمد لله..
ـ الحمد لله..
ويتابع سلمة حديثه قائلاً:
ـ لعلَّهم عثروا على الجثة فانشغلوا بها عن اللّحاق بنا..
ـ أما الجثَّة فثق يا سلمة أنهم لن يعثروا عليها.. إن الجرف الذي رميتها فيه مظلم سحيق، ولن يستطيعوا رؤية الجثة حتى لو جاؤوه في وضح النهار..
ويشير سلمة بيده إلى عمرو قائلاً:
ـ صه يا عمرو.. صه.. وانظر الرجل القادم.. ما الذي جاء به في هذا الصباح الباكر..
ـ إنه كهل يا سلمة.. أعور العين، ومعه كسب مسروق..
ـ أقدرت ترى عينه.. ما أحد بصرك..
ويصل القادم فيرى من في الكهف فيقول:
ـ ممن القوم؟
ويجيبه عمرو..
ـ من بني بكر وأنت؟
ـ من بني بكر..
ـ يا مرحبا. يا مرحبا.. أراك موسوقاً بالغنيمة..
ـ إنها يا بن العم من السبيل التي عرَّفتك أنت ورفيقك بهذا الكهف..
ـ فهمت يا بن العم فهمت.. ولكني أراك متعباً.. لعلّ طريقك كان طويلاً..
ـ بلى.. بلى.. وإني بحاجة إلى الراحة فقد أنضاني طوله..
ـ ونحن مثلك بحاجة إلى الراحة..
ويهمهم القادم بنوع من الغناء فيخاطبه سلمة قائلاً:
ـ أراك تهمهم بالغناء يا بن العم، وما إخالك مكدوداً بل كلك سرور وحبور..
ـ صدقت.. فغنيمتي كانت من قوم يدينون بدين محمد..
يقولها ثم يستلقي ضاحكاً فيقول له سلمة:
ـ من هم؟ ألعلَّهم أصحاب ذلك الساحر المجنون الذي يسكن يثرب..
ـ بلى يا بن العم بلى..
ثم ينطلق يغني:
ولست بمسلم ما دمت حياً
ولست أدين دين المسلمينا
ويقول عمرو في نفسه ستعلم يا وجه السوء من هم المسلمون..
ويكرر القادم غناءه: (ولست بمسلم الخ) ثم يغلبه النعاس فينام ويسمع له شخير فيقول سلمة:
ـ لقد نام عدو الله ورسوله والمسلمين..
ـ سأجعل سية قوسي في عينه الصحيحة حتى تخرج من خلف راسه..
ويفرز عمرو سية قوسه في عين النائم فيصرخ هذا من الألم والاختناق ثم لا يلبث أن يموت فيقول عمرو..
ـ هيا يا سلمة فهذا عدو ثانٍ خلص الله المسلمين منه..
ـ إنه لا يريد أن يدين بدين المسلمين ويحه إلى جهنم وبئس القرار..
وينهض عمرو قائماً قائلاً..
ـ هيا بنا ننطلق مسرعين فأبو سفيان لن يقر له قرار حتى يدركنا بخيله ورجله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :662  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 63 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج