الحلقة – 19 - |
صادق: زيارة مفاجئة وفي هذه الساعة المتأخرة من الليل اللهم اجعلها خير.. (ويتطلع إلى أخته ثم يقول): أراك تبتسمين.. |
يخيل إليك أنك تعرفين مقدماً أسباب الزيارة.. |
عايدة: (متظاهرة بالجهل) وأنَّى لي أن أعرف وأنا معك هنا.. |
صادق: ولكن محياك المطمئن يوحي بذلك.. |
عايدة: قل لا يعلم الغيب إلا الله.. |
صادق: هذا صحيح ولكن أخوك أستطيع أن اطلع على بعض خفايا نفسك وإن لم تعبري أو تفصحي عنها... |
عايدة: ولماذا تتعب نفسك يا أخي في الحدس والتخمين والأخذ والرد وبعد نصف ساعة تكون سلوى وسامي هنا وينجلى الصبح لذي عينين.. |
صادق: فليكن ما تريدين.. |
عايدة: إذهب إلى الصالون وسألحق بك بعد تغيير ملابسي.. |
صادق: حسناً.. حسناً.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ((فوزي)) يقول): |
فوزي: هل في الجو غيم ((يا فريد))
|
فريد: ماذا تعني يا ((فوزي))
|
فوزي: أعني هل بدأت تحركات من جانب الضيفة.. |
فريد: كل شيء هادىء في الجهة الغربية.. |
فوزي: أخشى أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.. |
فريد: فال الله ولا فالك يا شيخ.. |
فوزي: إن هي إلا تخوفات أحب أن تحتاط لها قبل الوقوع فيها.. |
فريد: ولكن والحمد لله لا شيء حتى الآن يستجلب النظر والبركة في البركة |
فوزي: حقاً البركة في ((عايدة)) فبيدها صمام الأمان - ولكن.. |
فريد: ولكن ماذا.. |
فوزي: هل تسمح لي بأن أكون معك صريحاً يا عزيزي.. |
فريد: قل لا عليك فما بيننا شيء (مخبَّى) |
فوزي: أخاف أن تغضبك صراحتي.. |
فريد: قل يا أخي ولا تخف |
فوزي: يمكن ((عايدة)) مرتبة ((مقلب))
|
فريد: مقلب.. لمن.. |
فوزي: مقلب لك.. |
فريد: كيف.. |
فوزي: أخاف أن تضع ((عايدة)) لضيفتك خطة تحرجك فيها وتضطرك للزواج وبذلك تخلص من شائعات حبك التي تظلّلها أينما سارت وحلت.. ثم. |
فريد: ثم ماذا.. |
فوزي: لا أشك أبداً أن ((عايدة)) تعتقد أنك السبب الذي وقف حائلاً بيني وبين الزواج منها.. |
فريد: وبعد فرحلة خيالك سبقت رحلات خيالي.. وماذا بعد.. |
فوزي: إذن وأنت ولا غيرك الشخص الذي حطم آمالها وسيظل يحطمها فيجب والواقع هذا القضاء عليك بطريقة سهلة هينة وهي زواجك من ضيفتك ابنة الربان.. |
فريد: (بتهكم) يا سلام يا صديقي فوزي ما كنت أظن أنك واسع الخيال بهذا الشكل المرعب.. |
فوزي: أنا أعلم إنك تسخر مما أقول ولكن هي تصورات جالت بخاطري وقد دفعني إخلاصي لك إلى مصارحتك بها.. |
فريد: شكراً يا عزيزي لصراحتك ولكني أعجب لتناقض آرائك فبينما كنت تمتدح ((عايدة)) قبلاً إذا بك تنزل بها إلى أسفل السافلين. |
فوزي: يا عزيزي قلت أنها تصورات خطرت ببالي أرجو أن أكون مخطئاً فيها |
فريد: يا عزيزي ((فوزي))
((عايدة)) اسمى وارفع من أن تنحدر إلى هذا المستوى ولن أعلق على ما قلت بل أترك للأيام كشف ذلك. |
فوزي: أوغل الليل فلننم.. تصبح على خير.. |
فريد: تصبح على خير.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت صادق يقول): |
صادق: أرانا نعيش يا أختي في دوامة من المفاجآت لا نخلص من واحدة حتى نستقبل أخرى |
عايدة: حقاً يا صادق.. |
صادق: ولعلي أقولها وأنا شديد الألم أن تنصب كل ويلات هذه المفاجآت عليك.. لقد بت أخشى على صحتك.. |
عايدة: (ضاحكة) لا تخف يا أخي فالله سبحانه وتعالى سيمدني بعونه وتوفيقه على هذه المشاكل ولاسيما كلها في سبيل الخير.. وبعد.. |
صادق: وبعد ماذا.. |
عايدة: ألا ترضي لأختك أن تثاب من عنده حسن الثواب.. |
صادق: كيف لا يا ((عايدة)) إنما تقومين من أعمال كلها إنسانية هدفها الخير ولم الشمل وتوحيد القلوب.. وإنني لعلى يقين أن ثوابك عند ربك لعظيم.. |
عايدة: الحمد لله يا أخي الذي سخرني لمثل هذه الأعمال الخيرية.. |
صادق: لا شك أنها نعمة من الله تعالى ولكن.. |
عايدة: ولكن ماذا.. |
صادق: أعمال طيبة ولكنها مرهقة لأعصابك وبالتالي لصحتك.. |
عايدة: الأجر على قدر المشقة يا أخي.. |
صادق: صدقت الأجر على قدر المشقة.. ولا أدري كيف ستعالجين موضوع سامي العجيب.. |
عايدة: لكل عقدة حل.. |
صادق: ولكن عقدة ابنة الربان ضيفة الجمعية عقدة يخيل إلى أنها صعبة الحل.. |
عايدة: لعلك على حق ولاسيما وإن ابنة الربان كما ظهر لي تحب ((فريد)) حباً جنونياً.. |
صادق: وسامي مغرم بها إلى حد الجنون.. |
عايدة: الشيء الملفت للنظر هو وقوع ((سامي)) الشاب القوي المتين الأعصاب.. |
صادق: والساخر دائماً وابداً في المجالس بكل من يشكو من الهوى أو يتحدث عن الغرام.. |
عايدة: هذا ما أعرفه وما أسمعه عن ((سامي)) أما أن يقع بهذا الشكل الذي حدثتني به ((سلوى)) والذي تجلى أثناء لقائه.. بابنة الربان عندنا الليلة فأمر غريب وعجيب.. |
صادق: أعود فأكرر ما قلته من قبل ربنا يعينك ويوفقك.. |
عايدة: ربنا يتقبل منك الدعاء تصبح على خير.. |
صادق: تصبحين على خير.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فوزي يقول): |
فوزي: أما تزال مصراً على رأيك.. عدم حضور حفل العشاء الذي.. ستقيمه ((سلوى)) لابنة الربان.. |
فريد: نعم يا فوزي.. |
فوزي: لماذا.. |
فريد: أبعد عن الشر وغنيلو.. |
فوزي: وأي شر سنتعرض له لا سمح الله من وراء حضورك حفل العشاء. |
فريد: أخشى أن تدور الهمسات التي دارت يوم وقفت مع ((سلوى)) وقفتك المشهورة في حفل العشاء الذي أقامه والد عايدة لك.. |
فوزي: ولكن سلوى غير ابنة الربان أين الثري من الثريا..؟ |
فريد: افرض أن ابنة الربان هفها الشوق إلي فاخترعت وسيلة من وسائل بنات حواء واضطررت لمجاملتها هل أخلص من ألسنة الناس.. |
فوزي: لا.. ولكن.. |
فريد: ولكن ماذا.. |
فوزي: ((سلوى)) ستنقذك.. |
فريد: ولم نسيت البركة ((عايدة)) ألا تزال على ظنك من إنها ربما ترتب مقلباً لي مع ابنة الربان.. |
فوزي: لا استبعد ذلك.. |
فريد: أما أنا فاستبعده من ((عايدة)) ولا استبعد أي تحرك فجائي نحوي من ابنة الربان ولذلك اخترت أهون الشرين.. |
فوزي: ولكن اعتذارك يا فريد لا يحميك من تخرصات الناس وتقولاتهم ولاسيما إذا كان بعضهم يعرف أن ابنة الربان هي ضيفتك في الأصل ثم.. |
فريد: ثم ماذا.. |
فوزي: ((سلوى)) ستتأثر من عدم حضوري.. ولاسيما وحفلة العشاء التي سيقيمها هي لك في الحقيقة وليس لضيفتك.. |
فريد: أمري لله.. والمنتهى إليه.. سأحضر.. وليكن مايكون.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت برابر يقول وصوت نارمين تبكي..): |
برابر: لا تبكي يا نارمين.. هذا أمر الله وعمتك ارتاحت المسكينة |
نارمين: (وهي تبكي) ولكني أحبها كما أحب أمي.. |
برابر: الموت حق على كل إنسان. صحيح حملك صار ثقيلاً بعد وفاة عمتك ولكني سأحضر خادمة لتعتني بأمك.. |
نارمين: لا لزوم يا أبي.. سأقوم بخدمتها وخدمتك لقد كبرت.. |
برابر: العمر الطويل يا روحي ولكن عندما تكونين بالمدرسة وأنا بالصيد من يعتني بأمك.. |
نارمين: هذا صحيح.. يعني مش راح نوفر فلوس لتداوي مامتي.. |
برابر: لا يا روحي أنا عمال أوفر الفلوس ومنتظر يجي دكتور اختصاصي عالمي للبلد حتى نعرض والدتك عليه.. |
نارمين: ربنا يخليك يا بابي.. |
برابر: ويخليك ليه يا روحي.ز |
نارمين: والخدامة امتى رايح تجيبها.. |
برابر: اليوم يا روحي.. |
نارمين: بس الخدامة مش راح تكون في حنان عمتي ولا في عنايتها بأمي.. |
برابر: البركة فيكي يا نان أنت وأنا نساعدها ونشرف معها على خدمة مامتك |
نارمين: لازم يا بابا لازم.. |
برابر: طيب أنا رايح.. |
نارمين: فين يا بابي.. |
برابر: أجيب الخدامة.. |
نارمين: طيب طيب.. مع السلامة.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فوزي يقول): |
فوزي: فريد.. فريد.. أنظر هناك.. ألا ترى.. |
فريد: لا أكاد أرى شيئاً من سطوع الأنوار.. ماذا هناك.. |
فوزي: تعال معي.. اقترب.. ألا ترى.. |
فريد: أجل.. أجل.. أرى ((سامي)) يتحدث مع ابنة الربان.. |
فوزي: ألا ترى إنهما منسجمان في الحديث.. |
فريد: أجل يا فوزي وإنه ليذكرني بالانسجام الذي كان بينك وبين ((سلوى))
|
فوزي: ليت تصور خيالك يكون في محله يا فريد.. إذن لتخلصت من هم كبير.. |
فريد: يا ليت يا فوزي.. يا ليت.. |
فوزي: انظر يا فريد.. ها هي ((سلوى)) تشترك معهما في الحديث |
فريد: وسامي ينطلق بعدها إلى ((عايدة)).. أنظر أراه يتحدث إليها وهي تصغي إليه باهتمام كبير.. ثم تبتسم.. |
فوزي: أنظر ((عايدة)) و((سامي)) يذهبان إلى حيث يقف ((صادق)). |
فريد: لا شك أنه حديث خطير اللهم اجعله خيراً.. |
فوزي: صادق يتطلع هنا وهناك وحين يرانا يتركهما.. أنظر أراه قادماً إلينا.. |
صادق: مرحبا يا شباب.. |
فوزي وفريد: وبك يا صادق.. |
صادق: فوزي.. هل تسمح لي بأن أتحدث إلى ((فريد)) على انفراد |
فوزي: بكل سرور.. تفضل.. |
|