الحلقة ـ 6 ـ |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هوجان:) |
هوجان: أما يزال أندي مصمماً على قضاء إجازته في دنفر لاين باسكتلندا يا أختاه... |
كارنيجي: هذا هو برنامجه حتى الآن وإنه ينتظر إذن الشركة له بالسفر... |
هوجان: إن أندي في الحقيقة بحاجة إلى إجازة... فقد أنهك جسمه وأرهقه من العمل المتواصل والكد ليل نهار. |
كارنيجي: ولكنه كد والحمد لله قد أتى بنتائج باهرة... يا هوجان... |
هوجان: صدقت... صدقت.. غير أني أرى إن الإجازة ضرورية له لأني أخشى عليه من الإرهاق... |
كارنيجي: هذا صحيح... وقد شعر هو بذلك فقدم طلب الإجازة... |
هوجان: هل ستصحبينه يا أختاه في إجازته..؟ |
كارنيجي: لا أدري.. ويا ليته يأخذني معه فأنا أيضاً بحاجة إلى الاستجمام والراحة بعد سنوات الكد المريرة... |
هوجان: كارنيجي... |
كارنيجي: نعم يا أخي... |
هوجان: ألا يفكر أندي في الزواج... |
كارنيجي: لا بد أنه يفكر ولكنه لم يفاتحني في ذلك.... |
هوجان: هل فكرت في عروس له؟؟ |
كارنيجي: عمل أندي المتواصل والساعات القليلة التي أراه فيها لم تدع لي المجال في التحدث معه في مثل هذا الموضوع ولكن... |
هوجان: ولكن ماذا؟ |
كارنيجي: سمعته يمتدح جمال ((سوزي)) ابنة مستر أندرسن... |
هوجان: أين رآها؟؟ |
كارنيجي: يظهر في إحدى زيارته لمكتبة أبيها... ألم يرها - على فكرة - في زيارته معك لأبيها أخيراً... |
هوجان: لا لأن سوزي لم تحضر مجلسنا... |
كارنيجي: يظهر أن أباها من المحافظين... |
هوجان: وابنته يلوح لي أنها كذلك لأنها لا تشاهد كثيراً في الأماكن العامة... |
كارنيجي: نعم التربية ونعم الأب والبنت... |
هوجان: خرجنا عن الموضوع... ماذا كانت انطباعات (أندي) عن ابنة مستر أندرسن بعد أن رآها في المكتبة |
كارنيجي: كما قلت قبلاً امتدحها وأشاد بجمالها وأثره في نفسه ثم قال... |
هوجان: قال ماذا؟؟ |
كارنيجي: ((أين الثرى من الثريا))... أين ابنة مستر أندرسن العظيم من الساعي ابن البائع المتجول... |
هوجان: يلوح لي أن ابنة مستر أندرسن قد تركت أثراً عميقاً في نفسه... |
كارنيجي: وأنا معك غير أن أندي كما تعرف يزن الأمور بميزان العقل لا بميزان العاطفة... |
هوجان: لعله يجد في رحلته هذه العروس المناسبة... |
كارنيجي: العروس المناسبة - في رأيي - هي ابنة مستر أندرسن يا هوجان... ليته يتقدم إلى أبيها بعد أن أصبح في هذا المركز الضخم... |
هوجان: لقد علمت أن (أندي) زار مستر أندرسن زيارة خاصة بعد الزيارة التي كنت معه فيها لعله فاتحه في الأمر... |
كارنيجي: إن أندي لا يطلع سره لأحد حتى لو كان من أقرب المقربين إليه.... |
هوجان: على كل حال إذا لم نعرف اليوم فسنعرف فيما بعد ولاسيما حادثا كالزواج... |
كارنيجي: أجل.. أجل... |
هوجان: استأذن وأرجوك تتصلي بي عندما تقررون السفر حتى أبعث معكم رسائل وهدايا إلى الأهل والأصدقاء في اسكتلندا.. آه... |
كارنيجي: ولم تتأوه؟؟ |
هوجان: ليتني أستطيع مادياً السفر معكما... |
كارنيجي: كان سرورنا سيكتمل.. فإلى فرصة أخرى يا أخي... |
هوجان: مع السلامة... |
كارنيجي: مع السلامة وإلى اللقاء... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جورج يقول:) |
جورج: ما هي الأخبار عن (أندي) يا هاردي؟؟ |
هاردي: إنه يقفز من نجاح إلى آخر.. وأنت يا جورج... |
جورج: أسقط من فشل إلى فشل... |
هاردي: لماذا وكل أسباب النجاح مهيأة لك... |
جورج: تقول لماذا وأنت تعلم السبب... |
هاردي: صدقني لا أعرفه... |
جورج: كيف.... |
هاردي: صدقني أقول لك لا أعرفه.... |
جورج: إنك تتجاهل تجاهل العارف... |
هاردي: ما الذي يدفعني إلى ذلك... |
جورج: لا أدري سل نفسك يا أخي... |
هاردي: أنت غريب في تصرفاتك ومعالجتك للأمور يا جورج... |
جورج: وهذا مصدر فشلي... |
هاردي: حسناً... لم لا تفتش على الدَّاء وتستعمل له الدواء... |
جورج: الداء أعرفه ولكن الدواء بعيد المنال... |
هاردي: أراك تتكلم بالأحاجي والألغاز.. لم لا تكون صريحاً فتريحني وتريح نفسك... |
جورج: سأكون معك صريحاً فهل تساعدني.. |
هاردي: أعدك ضمن طاقاتي وإمكاناتي... |
جورج: اتفقنا.... |
هاردي: قل من فضلك... |
جورج: الدواء... الدواء... |
هاردي: الدواء... الدواء... ما هو؟؟ |
جورج: الدواء بيدها... |
هاردي: بيد من؟؟ |
جورج: سوزي ابنة مستر أندرسن... |
هاردي: سوزي... |
جورج: أجل سوزي... |
هاردي: تقدم واطلب يدها فعندك جميع المؤهلات: شباب, وجاه ومال. |
جورج: تقدمت فطردت... بل وضربت بهراوة من أبيها ما تزال آثارها ظاهرة على ظهري... |
هاردي: يظهر أنك لم تسلك الطريق الصحيح.... |
جورج: ربما ولكن ما العمل؟؟ |
هاردي: البنات على رأس من يشيل... |
جورج: ولكن ((سوزي)) نسيجة وحدها... فريدة في نوعها... |
هاردي: طالما حواء تلد فليس هنالك فتاة نسيجة وحدها أو فريدة نوعها... |
جورج: إذن فليس لديك إلا هذا الحل... |
هاردي: هذا في رأيي هو الحل السليم... |
جورج: حسناً ولكنني أريد أن أعرف... |
هاردي: تعرف ماذا؟؟ |
جورج: من هو صاحب الحظ السعيد الذي استولى على قلب (سوزي)... |
هاردي: وإذا عرفته... هل تهنئه؟ |
جورج: لا... ولكني سأرتاح عندما أعرف... |
هاردي: أخشى إذا ما عرفت صاحب الحظ السعيد - على رأيك - أن تقوم بعمل طائش كما يفعل بعض الحمقى والأغبياء وأنت بالطبع لست منهم... |
جورج: ثق إنني لن أقدم على عمل طائش لو عرفت اسم صاحب الحظ السعيد... |
هاردي: فتش من جهتك وسأفتش أنا من جهتي وإلى الملتقى... |
جورج: إلى الملتقى... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة نسمع بعدها صوت جيمس يقول:) |
جيمس: ما بك يا سوزي كل الوجوه في فلوريدا تطفح بالبشر والسرور وأنت عابسة متجهمة الوجه... هل تشكين من شيء... |
سوزي: لا.. يا أبي.. أبداً... |
جيمس: غير معقول.. غير معقول... أنك منذ زيارة (أندي) الأخيرة وأنت غير طبيعية... فهل أنت مستاءة من شيء أو قلقة على شيء... |
سوزي: أبداً يا أبي.. |
جيمس: ولكنك كنت حريصة على الإجازة وقضائها في ميامي وعلى شطئان فلوريدا... فهل ما أنت فيه شأن من جاء ليستمتع بإجازة.. |
سوزي: أرجوك يا أبي لا تحرجني بأسئلتك فأني أخشى أن افقد صبري فيصدر مني ما قد يسيئك... |
جيمس: يا الهي.. أبلغ بك الحال إلى هذا الحد... إنني والدك ويجب أن تقولي فقد أساعد على تخفيف ما تشكين منه... |
سوزي: أريد العودة إلى بتسبرج... |
جيمس: نعود ولم نرتح بعد من وعثاء السفر... |
سوزي: سأعود وحدي إذن... |
جيمس: تعودين وحدك يا للهول... سوزي.. أنت حقاً غير طبيعية قولي يا بنيتي أنا أبوك.. قولي ماذا يضايقك.. قولي: |
(وتنفجر باكية فيقول لها): |
جيمس: ابك... ابك... فالبكاء سيفتأ ما بصدرك من هم وغم... |
سوزي: عد بي يا أبي إلى الفندق فقد بدأت العيون ترمقني وأنا أبكي... |
جيمس: لا.. لن نذهب إلى الفندق.. وإنما نمشي على الشاطئ فاستنشاق الهواء العليل سيسري عنك آلامك وأحزانك التي لا أدري أسبابها... |
لا تدري أسبابها... هيا بنا نتمشى.. هيا.. |
(موسيقى تختلط بتكسر الأمواج على الشاطئ نسمع بعدها صوت جيمس يقول:) |
جيمس: حقاً يا بنيتي لا أدري أسباب ما أنت فيه كما أني لا أذكر أني قمت بعمل يسيء إليك... |
سوزي: أستغفر الله يا أبي... أستغفر الله... أعف عني يا أبي... إنها حالة انفعال طارئة وقد زالت والحمد لله بعد هذا المشوار على هذا الشاطئ الجميل... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت كارنيجي:) |
كارنيجي: أندي.. أندي.. |
أندي: نعم يا مامي.. |
كارنيجي: متى قررت السفر إلى اسكتلندا؟؟ |
أندي: اسكتلندا؟؟!! |
كارنيجي: اسكتلندا.. أجل اسكتلندا... هل غيرت رأيك؟؟ |
أندي: يلوح لي أننا سوف لا نذهب إلى اسكتلندا هذه المرة... |
كارنيجي: إذن فليس هنالك من سفر... |
أندي: لا... ولكن... |
كارنيجي: ولكن ماذا؟ |
أندي: سنسافر أو بالأحرى سنقضي إجازتنا في مكان غير اسكتلندا... |
كارنيجي: أين؟؟ |
أندي: في ميامي.. فلوريدا |
كارنيجي: ولم عدلت عن اسكتلندا؟؟ |
أندي: الوقت غير مناسب للزيارة فالأرض هناك مغطاة بالثلوج والأمطار لا تنقطع... |
كارنيجي: حقاً يا بنتي ولكنها بلادنا وقد اعتدنا جوها... |
أندي: ولكن إقامتنا الطويلة بأمريكا أثرت على مناعتنا ومقاومتنا للبرد.. على أننا سنذهب إلى اسكتلندا في وقت مناسب... |
كارنيجي: متى في الصيف يا أندي... |
أندي: أرجو أن يكون ذلك... |
كارنيجي: ومتى سنذهب إلى ميامي... |
أندي: غداً إذا كنت مستعدة لذلك... |
كارنيجي: إنني مستعدة من الآن... |
أندي: ووالدي من سيعتني به في غيابك؟؟ |
كارنيجي: خالي وزوجته من أقرباء أبيك كما تعلم... |
أندي: أجل... وإنها لأمرأة نبيلة... إذن خذي يا أماه في أسباب السفر أما أنا فسأذهب لأني على موعد مع مستر سكوت... |
كارنيجي: مع السلامة.... |
أندي: مع السلامة.... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جورج يقول:) |
جورج: ها.. هاردي... هل توصلت إلى شيء؟؟ |
هاردي: لا يا عزيزي جورج ولكن... |
جورج: ولكن ماذا... |
هاردي: يخيل إلي أن منافسيك على حب سوزي كثيرون... |
جورج: مثلاً من؟؟ |
هاردي: جون هارفي |
جورج: وغيره... |
هاردي: جوزيف ستيفنسن... |
جورج: وغيره... |
هاردي: ربما أندي... |
جورج: صديقي أندي غير معقول... أنه سينسحب إذا عرف أني في الطريق... |
هاردي: ولكن سوزي كما تقول لا تريدك وقد أيدت هي وأباها رأيهما بصراحة فيك... |
جورج: أجل.. أجل.. ولكن... |
هاردي: ولكن ماذا؟؟ |
جورج: هل أنت متأكد أن منافسي أو بالأحرى صاحب الحظ السعيد هو صديقي أندي... يا الهي حتى في زواجه يكون ناجحاً... |
هاردي: حقاً يا جورج... ما دخل (أندي) معركة إلا وانتصر فيها وظفر بحصة الأسد منها... |
جورج: ثم ماذا؟؟ |
هاردي: يا أخي أنت تركض وراء سراب بينما هنالك من تفكر فيك؟؟ |
جورج: من هي؟؟ |
هاردي: (أيضاً) ابنة مستر بروكس مدير المكتب البرقي... وهي فتاة رائعة الجمال والخلق.. |
جورج: بفكر في اللي ناسيني ودور على اللي بايعني.. شكراً يا هاردي أنك والله نعم الصديق لقد نبهتني إلى هذه الإنسانة الطيبة المحمودة من جميع من اتصلوا بها.. شكراً.. شكراً.. |
هاردي: إذن فإلى إيفا ووالد إيفا... متمنياً لك حظاً سعيداً.. ومستقبلاً باهراً... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جيمس يقول:) |
جيمس: سامحيني يا بنيتي... لقد كنت غبياً وكأني لم أمر بالحال التي كنت فيها... |
سوزي: الآن عرفت سبب انفعالي... يا أبي... |
جيمس: أجل.. أجل.. إنه سفر أندي إلى اسكتلندا... يا لغبائي. ولكن... |
سوزي: ولكن ماذا؟ |
جيمس: إذا قلت لك شيئاً هل استحق أن أظل في نظرك غبياً... |
سوزي: قل وعندها ستحكم أنت على نفسك إذ أنني لا أتجرأ على الحكم عليك... |
جيمس: تذكرين زيارة أندي وحده لنا في تلك الليلة... |
سوزي: أذكر... |
جيمس: في تلك الليلة خطبك مني... |
سوزي: (مندهشة) خطبني.. تقول خطبني أندي... |
جيمس: أجل.. أجل.. |
سوزي: وبماذا أجبته أندي.. |
جيمس: استمهلت الرد حتى أعرف كل ما عندك نحو أندي... |
سوزي: أوه يا أبي. حقاً أنني أنا الغبية لا أنت... لقد استدرجتني حتى كشفت جميع أوراقي لك... |
(يضحكان ثم يلتفت جيمس ويقول): |
جيمس: انظري يا سوزي.. انظري... |
سوزي: أين..؟ |
جيمس: هناك... هناك.. |
سوزي: أنه... أنه... |
|