الحلقة ـ 2 ـ |
جورج: آسف يا مستر أندرسن. |
جيمس: وماذا تريد؟؟ |
جورج: جئت لأستعير بعض الكتب... |
جيمس: ولم لم تأت قبل هذا الوقت وأنت تعلم أن باب المكتبة يقفل في الساعة السادسة مساءً والآن الساعة التاسعة. |
جورج: أني جد آسف يا سيدي.... |
جيمس: قل أجئت من أجل الكتب أم جئت لشيء آخر؟؟ |
جورج: ما الذي يدعوك لإساءة الظن بي يا مستر أندرسن؟؟ |
جيمس: سوابقك يا جورج... |
جورج: كانت كلها عن غير قصد... وإني أكرر اعتذاري عنها... |
جيمس: أنصرف الآن وإذا أردت كتباً فتعال في الوقت الذي تكون فيه المكتبة مفتوحة... ثم إن المكتبة في الدور الأرضي وليس في الدور العلوي.. أفهمت... |
جورج: أجل.. أجل... |
جيمس: مع السلامة... |
جورج: شكراً مستر أندرسن.. إني آسف.. آسف... |
يذهب ويعود أندرسن إلى مكانه والموسيقى مصاحبة تقول له سوزي: |
سوزي: إنه جورج براون يا أبي... أليس كذلك؟ |
جيمس: أجل يا سوزي أجل.. |
سوزي: إنه ثقيل وبارد يا أبي.. ما أغلظ حديثه.. أنه يضايقني حين يراني في الأماكن العامة ويحاول التحدث إلي ولكني أتجافاه... |
جيمس: خيراً تفعلين يا بنيتي فإنه غير محمود السيرة وسوف أضع حداً لتصرفاته هذه... |
سوزي: لا تأبه له يا أبي فابنتك تعرف كيف تلقن هذا وأمثاله درساً في احترام بنات الناس... |
جيمس: على كل حال يجب أن أفعل شيئاً من جهتي يا بنيتي... |
سوزي: ذلك تقديره راجع إليك يا أبي... |
جيمس: والآن.. أتريدين النوم أم لك رغبة في الحديث... |
سوزي: لم ننه بعد حديثنا عن أندرو؟؟ |
جيمس: لقد وعدني مدير المكتب البرقي إذا وجده مناسباً... |
سوزي: هل بلغت أندرو..؟؟ |
جيمس: كانت خالتها هوجان بالصدفة معنا فكلفتها إبلاغه... |
سوزي: حسناً فعلت يا أبي ولكن... |
جيمس: ولكن ماذا؟؟ |
سوزي: هل رأيت أندرو يا أبي؟؟ |
جيمس: أذكر أنه جاء مرة مع نفر من فتيان الحي فأقرضته بعض الكتب... |
سوزي: يا له من فتى رائع... إنه يفكر في تنمية مداركه بالرغم من عمله الشاق المضني... |
جيمس: صدقت... صدقت... |
سوزي: ولكنك يا والدي لم تقل لي بالضبط كيف شكل أندرو...؟؟ |
جيمس: لا أتذكر شكله بالضبط ولكني أتذكر أنه حسن الوجه... |
سوزي: ويقيني إنه حسن الخلق... |
جيمس: أرجو أن يكون ذلك فإن وظيفته الجديدة تتطلب دماثة خلق وقوة بدن وصبر... |
سوزي: أما قوة البدن فالذي يشتغل في ذلك المعمل القذر لا بد وأن يكون قويَّ البدن... جلداً.. صبوراً. |
جيمس: أجل... أجل فعسى أن يكون حسن الخلق.. حسن المعاملة هيا بنا يا بنيتي فإني أحس بالنوم يداعب أجفاني... |
سوزي: هيا بنا يا أبي.. طابت ليلتك... |
جيمس: طابت ليلتك يا بنيتي... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هوجان يقول وهو مضطرب:) |
هوجان: ها يا أندور كيف ترى نفسك... |
أندرو: كما تريدني يا خالي... |
هوجان: كن رابط الجأش, حسن الحديث... |
أندرو: كن مطمئناً... |
هوجان: لا تنس عبارات التخاطب التي قلتها لك... |
أندرو: لقد حفظتها عن ظهر قلب... |
هوجان: هل أرافقك إلى الداخل إن كنت خائفاً؟؟ |
أندرو: كلا يا خالي... أنتظر أنت هنا... سأحصل على هذا العمل لنفسي... |
هوجان: أنظر ها هو الخادم يدعوك... اذهب... الله معك... |
أندرو: شكراً يا خالي... |
(يدخل على مستر بروكس مدير المكتب البرقي ويقول): |
صباح الخير يا سيدي... |
بروكس: صباح الخير... هل أنت أندرو؟؟ |
أندرو: أجل يا سيدي... |
بروكس: هل تحسن القراءة والكتابة؟؟ |
أندرو: بكل تأكيد يا سيدي.. |
بروكس: حسناً أن مظهرك لائق وشكلك حسن... |
أندرو: شكراً لسيدي على إطرائه... |
بروكس: متى تستطيع البدء في العمل؟ |
أندرو: في الحال إذا أمر سيدي... |
بروكس: اذهب إلى مستر فوكس ليطلعك على ماهية العمل حتى تباشر فوراً كما قلت.... |
أندرو: أمرك يا سيدي... |
بروكس: (لنفسه) حقاً أنه ولد مهذب... أرجو أن نكون قد أحسنا الاختيار... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت كارنيجي تقول:) |
كارنيجي: طِّمنِّي يا هوجان.. طِّمنِّي.. هل انتظم أندرو في عمله.... |
هوجان: أجل.. أجل وكان رائعاًً وشجاعاً ومهذباً في مقابلته كما أخبرني مستر بروكس... |
كارنيجي: إذن فقد أعجب به... |
هوجان: كل الإعجاب... |
كارنيجي: إنني أدعو له بالتوفيق... وأرجو ألا تبخل أنت في نصحه كلما سنحت لك الفرصة... |
هوجان: كيف أنسى وإني أعده من واجبي وأندرو هو ابني كما هو ابنك... |
كارنيجي: هل رأيت المستر جيمس أندرسن؟؟ |
هوجان: لا يا كارنيجي وإني سأنتهز أول فرصة لأذهب إليه وأشكره... |
كارنيجي: أنك تحسن صنعاً يا أخي ولكن... |
هوجان: ولكن ماذا؟ |
كارنيجي: ما رأيك لو أخذت معك أندرو فإني أريده أن يتعرف بالرجال الطيبيين ثم أيضاً ليشكره بنفسه.... |
هوجان: حسناً سأعمل الترتيب اللازم... |
كارنيجي: ومستر بروكس؟؟ |
هوجان: ماذا عن مستر بروكس؟؟ |
كارنيجي: ألا يحسن أن تدعوه إلى الشاي في بيتك أو بيتي... |
هوجان: إني أفكر في ذلك بعد أول راتب يقبضه أندرو... ليس لأني سأكلف أندرو بدفع التكاليف بل لأطمئن على أنه نجح في عمله... |
كارنيجي: حبذا لو تدعو مستر أندرسن معه... |
هوجان: رأيك سديد يا أختاه.. سأفعل.. فإلى اللقاء... |
كارنيجي: مع السلامة وإلى اللقاء... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سرية نسمع بعدها صوت سوزي تقول): |
سوزي: من.. أنت؟ ماذا تريد؟ |
جورج: أريد أن تقرضينني كتباً... |
سوزي: ولكن الكتب في الدور الأول لا الثاني... |
جورج: يا الهي لقد ضللت طريقي... |
سوزي: ليست هذه أول مرة تضل فيها طريقك يا جورج... |
جورج: معذرة يا آنسة سوزي فإني في كل مرة آتي إلى هنا أحس أن شيئاً يجذبني إلى الدور الثاني فيها... |
سوزي: ابعد يا هذا عن طريقي.. أني أنصحك... |
جورج: ولكنك قاسية... قاسية... |
سوزي: وهذا دليل على قسوتي... |
(تضربه بحذائها فيصرخ): |
جورج: تضربينني بحذائك.. أنك فظيعة.. فظيعة جداً... |
سوزي: هذا درس لأمثالك من الفتيان المائعين الماجنين اذهب قبل أن أدعو موظف المكتبة... |
(وترى أباها قادماً فتقول): |
أبي.. أتيت في الوقت المناسب... |
جيمس: وهذه هراوة على ظهرك أيها العابث المغفل... |
جورج: آه... آه يا ظهري... يا ظهري... |
جيمس: اذهب عليك اللعنة... عليك اللعنة... |
سوزي: سلمت يدك يا أبي... |
جيمس: ويدك يا بنيتي... أرجو ألا يكون قد أزعجك هذا الفتى المغرور... |
سوزي: لقد لاقى جزاءه... أبي.. أبي.. أراك تحمل معك بعض الحاجات فهل تنتظر زائرين؟؟ |
جيمس: أجل يا بنيتي... |
سوزي: من هم؟ |
جيمس: أنسيت يا سوزي؟ |
سوزي: أوه يا لغبائي.. والد أندرو وخاله... أليس كذلك؟؟ |
جيمس: أجل.. أجل... |
سوزي: وأندرو أليس معهم يا أبي... |
جيمس: لا أظن.. أنه لم يبلغ بعد مبلغ الرجال حتى يحضر معهم... |
سوزي: إذن اذهب لتحضير الشاي... |
جيمس: افعلي مشكورة... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أندرو يقول:) |
أندرو: ما بك يا جورج تمشي منحنياً أتشكو من شيء؟؟ |
جورج: لا يا أندرو... لا شيء... |
أندرو: أنك تتكلم بالأحاجي والألغاز... |
جورج: لا أحاجي ولا ألغاز... لقد أصبت بهراوة على ظهري... |
أندرو: ممن... وفي أي حادث... |
جورج: من سيد جليل... أما الحادث فلا داعي لذكره... |
أندرو: يلوح لي أنك أصبت في غزوة من غزواتك... |
جورج: تصور ما شئت وأرجوك أن تعفيني من ذكر الحادث.. |
أندرو: ذلك لك يا جورج... المهم أرجو أن تكون الإصابة سليمة... |
جورج: سليمة كما يظهر حتى الآن.. |
أندرو: ولكن أرى إصابة أخرى على خدك... أهي من هراوة أيضاً؟؟ |
جورج: هذه ليست من هراوة... |
أندرو: إنما ماذا؟ |
جورج: إنك محقق بارع يا أندرو.. ليتك اشتغلت موظفاً بالشرطة... |
أندرو: أرجو عفوك يا جورج إذا أثقلت عليك بأسئلتي فإنما أقولها بدافع الصداقة التي بيني وبينك... |
جورج: فلنترك التحدث عن الإصابات وتعال نتحدث عن عملك كيف هو... لعلك مرتاح فيه... |
أندرو: كل الراحة يا أخي... |
جورج: أتمنى لك التوفيق من كل قلبي... |
أندرو: وأنا أشكرك وأتمنى لك التوفيق في غزواتك المقبلة وبدون إصابات... |
جورج: لقد انتهى عهد الغزوات فقد خسرت المعركة إلى الأبد... |
أندرو: يا الهي... إنها لا شك معركة مصيرية... |
جورج: أجل.. أجل.. وقد وضع والد الفتاة حداً لها... |
أندرو: من هو والد الفتاة؟ |
جورج: أنك تعرفه ولن أبوح لك باسمه... |
أندرو: أنت حر يا أخي... |
جورج: استأذنك... |
أندرو: مع السلامة وإلى اللقاء... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سوزي تقول:) |
سوزي: لقد جاء والد أندرو وخاله يشكرانك على ما صنعت لابنهما... |
جيمس: أجل.. أجل ولا بد أنك سمعت الحديث... |
سوزي: نعم.. لقد كانا حقاً مهذبين ولطيفين... ولكني رأيت مدير المكتب البرقي يأتي في أثرهما... |
جيمس: لقد أتى من دون سابق موعد لأنك تعرفين ما بيننا من مودة وصداقة... |
سوزي: إنه لطيف جداً... لقد سمعته وهو يشيد بذكاء أندرو وكيف أنه حفظ عن ظهر قلب عنوان كل منزل في مدينة بتسبرج ولما يمض عليه وقت طويل... |
جيمس: أجل وكذلك أحبه الجميع لمرحه وأدبه ودماثة أخلاقه وهي صفات سوف تكون السلم الرئيسي لنجاحه... |
سوزي: ولكنني أخشى على أندرو يا أبي... |
جيمس: مم تخشين عليه؟؟ |
|