الحلقة ـ 4 ـ |
ملكشاه: هنيئاً لك أيها الخاقان بالإسلام ولمن معك.. |
تتش: الفضل لله ثم لك أيها السلطان… |
ملكشاه: الفضل لله وحده والحمد والشكر له وحده أن شرح صدوركم للإسلام وهداكم إليه وإن فرحي يعلم الله لا يعدله فرح.. |
تتش: إننا نرجو منك أيها السلطان أن تبعث إلينا بالدعاة والمبلغين والمرشدين من الرجال والنساء لكي يعلمونا قواعد هذا الدين وآدابه.. |
ملكشاه: هذا الطلب سينفذ في الحال وسيقوم وزيري نظام الملك الذي تراه أمامك.. |
نظام الملك: أجل أيها السلطان سينفذ بإذن الله في الحال ومن اليوم.. |
تتش: والداعيات من النساء أرجو أن يكون في مستوى عقلية وفهم امرأة بين حملتكم اسمها بركوزار أن نساء بلادي مفتونات ومعجبات بها وبطريقة تعليمها.. |
ملكشاه: لدينا العديد من أمثال بركوزار أيها الخاقان.. |
تتش: حبذا لو تكون ((بركوزار)) هذه على رأسهن ومعها نسيت أن أقول سيدة أخرى تدعى ترك خاتون لا تقل عنها فهماً ومعرفة وأداء.. |
ملكشاه: أما هذه الأخيرة فهي زوجتي أيها الخاقان.. |
تتش: زوجتك أيها السلطان أنهم يحمدونها كثيراً لقوة شخصيتنا وتأثيرها في المستمعات.. |
ملكشاه: الحمد لله الذي وفقني إلى الزوجة الصالحة الداعية إلى سبيل ربها.. |
تتش: سوف يكون لنا اجتماع آخر أيها السلطان للتداول في مواضيع شتى.. |
ملكشاه: أكثر من اجتماع إذا شئت أيها الخاقان فأنا مستعد للمساعدة المطلقة في شتى الميادين.. |
تتش: إنني لا أريد أن أضيع وقتك الثمين لأني أعلم أن لك أهدافاً أخرى وليسمح لي أخي السلطان أن أسأله.. |
ملكشاه: تفضل أيها الأخ الخاقان.. |
تتش: ستكون مسيرتك من بلادنا إلى بلاد الصين.. أليس كذلك.. |
ملكشاه: بلى.. بلى.. |
تتش: سؤال آخر.. إذا سمحت.. |
ملكشاه: تفضل.. |
تتش: هل تسمحون لي ولقومي بأن نخرج معكم للجهاد في سبيل الله.. |
ملكشاه: الله أكبر.. إن في ذلك منتهى سعادتي وسروري أيها الأخ الخاقان.. وسيكون جيشي جيشك وجيشك جيشي.. |
تتش: إذن ننهي اجتماعاتنا غداً كي نتأهب للخروج معكم وفي طريقنا نستكمل المداولة في الأمور التي لم نتممها بعد.. |
ملكشاه: وهو كذلك.. بمشيئة الله.. |
تتش: نستودعك الله أيها السلطان.. |
ملكشاه: في حفظ الله وأمانه.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ترك خاتون تقول وهي متهللة فرحاً): |
خاتون: أسمعت بالنجاح الذي تمَّ في الاجتماع يا بركوزار.. |
بركوزار: سمعت طرفاً منه ولا بد أن لديك التفاصيل.. |
خاتون: قبل خاقان الترك وقومه الدخول في الإسلام وفعلاً تشهدوا أمام السلطان.. |
بركوزار: وهذا الهدف الرئيس من الحملة قد تحقق والحمد لله وماذا بعد؟ |
خاتون: أثنوا عليك كثيراً يا بركوزار.. |
بركوزار: من الذي زج باسمي في اجتماع القادة.. |
خاتون: خاقان الترك.. |
بركوزار: خاقان الترك.. |
خاتون: أجل.. ذكر اسمك حين طلب من السلطان إرسال دعاة وداعيات لتبليغ الإسلام بين رجال ونساء بلاده.. |
بركوزار: وبعد.. |
خاتون: وطلب أن تكوني على رأس النسوة الداعيات.. |
بركوزار: أنا.. كيف أترك زوجي.. وأنت.. |
خاتون: وأنا ذكرني أيضاً وطلب أن أكون من الداعيات ولكن الثناء كان كله منصباً عليك يا ابنة العم.. |
بركوزار: أنت صاحبة الفكرة ورائدتها وأنت أحق من كل أحد بالثناء والتقدير.. وسيكون أجرك عند الله عظيماً.. |
خاتون: ذلك ما أرجوه.. ذلك ما أرجوه.. |
بركوزار: قولي.. هل سيرسلنا السلطان للدعوة بين نساء الأتراك؟ |
خاتون: لا أظن.. |
بركوزار: إذن بم أجاب خاقان الترك على طلبه.. |
خاتون: قال له لدينا العديد من الداعيات للإسلام من أمثال بركوزار وترك خاتون.. |
بركوزار: كان بودي أن أذهب للدعوة للإسلام بين نساء الأتراك ولكن بصحبة زوجي لا على رأس فريق من الداعيات.. |
خاتون: وأنا مثلك يا أختاه.. المهم.. |
بركوزار: المهم ماذا؟ |
خاتون: بل والأهم.. |
بركوزار: هو ماذا؟ |
خاتون: هو أن خاقان الترك وجيشه سيشتركون مع جيش السلطان في قتال الصين.. |
بركوزار: يا سلام.. يا سلام.. انتصار باهر.. باهر يا خاتون.. هات ما عندك من بشائر.. |
خاتون: لقد أفرغت ما في جعبتي ولعلّ زوجك انوشتكين عنده من الأسرار ما لم يطلعني عليه السلطان ملكشاه.. |
بركوزار: لا أظن يا خاتون لا أظن.. على كل حال الحمد لله على نصره المبين.. |
خاتون: الحمد لله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ملك الصين يقول): |
الملك: وأخيراً عدت يا سنج بدون خف وليس بخفي حنين كما يقول المثل العربي.. |
سنج: لقد عملت فوق طاقتي ولكن قوة الإسلام لا يمكن أن تقف في طريقها أية قوة.. |
الملك: ما العمل يا سنج ما العمل؟ |
سنج: لا أدري يا مولاي لا أدري.. ولا سيما.. |
الملك: ولا سيما ماذا؟ |
سنج: بعد أن قرر خاقان الترك الانضمام بجيشه إلى جيش ملكشاه.. |
الملك: إذن فسيحاربنا خاقان الترك مع ملكشاه.. |
سنج: أجل.. أجل.. |
الملك: المسألة في غاية الخطورة يا سنج.. |
سنج: نعم يا مولاي.. وخطرها يبلغ ذروته حين يعلم رعايا مولاي من الأتراك بقصة إسلام الخاقان.. |
الملك: وبقايا الأسر الصينية التي قضيت عليها.. |
سنج: ليل من المشاكل ليس له آخر يا مولاي.. |
الملك: هل علمت متى ستشرع حملة ملكشاه وخاقان الترك مسيرتها صوب بلادنا.. |
سنج: في الأيام القريبة القادمة.. |
الملك: إذن يجب أن نستعد ولكن.. |
سنج: ولكن ماذا؟ |
الملك: الوقت ضيق يا سنج واستعداداتنا لن تكون مجدية في صد هجوم ملكشاه وحليفه.. |
سنج: هذا ما أراه يا سيدي السلطان.. |
الملك: ولكن القتال أمر لا مفر منه ولو أننا ننتظر أسوأ النتائج في اللقاءات الأولى مع جيوش السلطان ملكشاه وخاقان الترك.. |
سنج: هل يفضل مولاي الحرب على الصلح.. |
الملك: الصلح خير يا سنج ولكن كيف الوصول إليه وقد أحرقنا سفن الأنصار.. |
سنج: هل يفوضني مولاي بأن أسعى للصلح مع المسلمين؟ |
الملك: أخشى أن تفشل كما فشلت في قضية الترك.. |
سنج: إنها محاولة للخروج من المأزق الذي نحن فيه ولكن هذا لا يمنع أن نستعد للحرب على الأقل محاولة الصلح تعطينا الفرصة للاستعداد للحرب في حال فشلها.. |
الملك: حسناً.. جرب حظك في هذه المرة واعلم أنها الأخيرة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نظام الملك يقول): |
نظام الملك: لقد ألقى السلطان على عاتقنا تدبر أمر الدعاة والداعيات فعسى أن تساعدنا زوجتك بركوزار في تهيئة الداعيات.. |
انوشتكين: سأقول لها يا نظام الملك وإني لموقن أنها تعرف الكثيرات منهن ولكن.. |
نظام الملك: ولكن ماذا يا انوشتكين؟ |
انوشتكين: شرط ألا تذهب بركوزار معهن.. |
نظام الملك: ولم هذا الشرط؟ |
انوشتكين: لأني لا أستغني عنها وهي أيضاً.. |
نظام الملك: ولكنك متزوج عليها اثنتان.. |
انوشتكين: هذا صحيح ولكنها أي بركوزار هي الزوجة التي تفهمني وأفهمها.. |
نظام: الملك: وإذا أصر السلطان على ذهابها معهن فما رأيك؟ |
انوشتكين: سألتمس منه أن أكون أحد الدعاة فإني والحمد لله كما تعرف على علم بأمور الدين.. |
نظام الملك: ولكن السلطان لن يستغني عنك في قيادة فرسانه.. |
انوشتكين: وأنا لا أستغني عن زوجتي.. |
نظام الملك: حسناً.. حسناً.. سأرجو ترك خاتون أن تكلم السلطان في حال إصدار أمره بذهاب بركوزار مع الداعيات.. |
انوشتكين: لقد وجدت الحل أيها الوزير الحكيم.. |
نظام الملك: المهم الآن أن تقوم بركوزار بتزويدي بعدد من أسماء الداعيات في أسرع وقت ممكن فأنت تعلم أن وراءنا غزو الصين.. |
انوشتكين: بلى يا نظام الملك بلى.. استأذنك في الذهاب إليها.. |
نظام الملك: مع السلامة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت تتش يقول): |
تتش: من.. من.. أنت.. كيف جئت يا سنج؟ |
سنج: لا تسل كيف جئت بل سلني لم جئت؟ |
تتش: حسناً قل لي لم جئت؟ |
سنج: لتهنئتك بالدخول في الإسلام أنت وقومك.. |
تتش: شكراً.. شكراً.. هل هذا هو الهدف من زيارتك أو أنك تخفي أهدافاً أخرى.. |
سنج: لا يخلو الأمر من شيء كهذا.. |
تتش: حسناً.. قل لي ما هو هذا الشيء؟ |
سنج: أتوعدني بالمساعدة مسبقاً.. |
تتش: لا أستطيع أن أقطع بوعد مسبق قبل أن أعرف الهدف.. |
سنج: قبل أن أشرح الهدف الآخر من زيارتي أريد أن أسألك يا تتش.. |
تتش: قل يا سنج.. |
سنج: هل أنت متأكد من أن ملكشاه مصمم على غزو بلاد الصين.. |
تتش: بكل تأكيد.. بكل تأكيد.. |
سنج: متى سيكون ذلك.. |
تتش: هذا ما لا أعرفه لأنه سر من أسرار السلطان ملكشاه.. |
سنج: ولكني علمت أنك ستحاربنا معه.. |
تتش: بلى.. بلى.. |
سنج: إذن فأنت على علم بموعد الغزو.. |
تتش: وإذا كنت أعلم هل من صالحي أن أقوله لعدوي.. |
سنج: أأصبحت عدواً لك يا تتش.. |
تتش: أجل ولولا بقية من شفقة ولولا أن الرسل لا تقتل لقتلتك.. |
سنج: أهكذا غيرك الإسلام وبهذه السرعة.. |
تتش: أجل.. يا سنج.. أجل.. لقد نقلنا من حال إلى أحسن حال ليت ملكك يدخل في الإسلام كما دخلنا فيه.. |
سنج: سأنقل له تمنياتك هذه حين عودتي والآن.. |
تتش: والآن قل لي ما هو الهدف الآخر من زيارتك.. |
سنج: أنت تعلم يا تتش إن بلادنا واسعة الأرجاء.. فيها الجبال والوهاد والأنهار والأودية والغابات والصحارى.. |
تتش: أعلم ذلك..سنج: وتعلم أن من تحدثه نفسه يغزونا لن يجدنا لقمة سائغة كغيرنا من الأمم. |
تتش: هذا رأي سأجيب عليه بعد أن تنتهي من كلامك.. |
سنج: وتعلم أيضاً أن ما لدينا من الرجال لا عد له ولا حصر وأنه ليس من السهولة لأية قوة مهما كانت أن تتغلب علينا.. |
تتش: ولكننا أكثر منكم عدداً ونفراً بقوة إيماننا بالله الواحد القهار هذه القوة التي تفتقدونها أنتم.. |
سنج: قد يكون منطقك سليماً يا تتش.. المهم.. |
تتش: المهم ماذا؟ |
سنج: لقد وعدت بالمساعدة.. |
تتش: لم أعد إلا بعد أن أعرف الهدف الآخر.. |
سنج: تساعدني لدى السلطان ملكشاه.. |
تتش: في أي شيء.. |
سنج: هل تنقل ما أقول إلى السلطان ملكشاه مع المساعدة فيه.. |
تتش: قبل أن أعرف الهدف لا أستطيع أن أعد بنقله.. |
سنج: رأيت أن أوسطك في الصلح بين السلطان ملكشاه وملك الصين.. فما رأيك.. |
تتش: أعدك بنقل ذلك إلى السلطان ملكشاه وسأعلمك بالنتيجة.. |
|