شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 3 ـ
ملكشاه: أنوشتكين!
أنوشتكين: نعم أيها السلطان..
ملكشاه: سترافقنا يا انوشتكين..
أنوشتكين: هذا شرف لي يا مولاي..
ملكشاه: وليكن (انسز) (Encis) مكانك أثناء غيابك..
انوشتكين: أمرك أيها السلطان..
ملكشاه: هل توافق على ذلك يا نظام الملك؟
نظام الملك: استغفر الله أيها السلطان فأنت صاحب الأمر والنهي وما امرت به هو الرأي الصواب..
ملكشاه: الحمد لله.. والآن سر يا أنوشتكين حيث أمرتك ومن ثم أسرع في اللحاق بنا..
انوشتكين: أمرك يا مولاي..
ملكشاه: والآن هيا بنا نسير على بركة الله..
نظام الملك: على بركة الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت تركان خاتون تقول):
خاتون: بركوزار! بركوزار!
بركوزار: نعم يا ترك خاتون..
خاتون: تعالي..
بركوزار: خيراً إن شاء الله..
خاتون: اجلسي..
بركوزار: ما بك؟ أراك مضطربة؟
خاتون: هل يظهر ذلك على وجهي؟
بركوزار: بكل جلاء.. قولي ما بك؟
خاتون: أنا خائفة!
بركوزار: خائفة! من أي شيء؟
خاتون: خائفة.. على ملكشاه..
بركوزار: ملكشاه من أي شيء تخافين عليه..
خاتون: من الأعداء..
بركوزار: ولكن نظام الملك وزوجي انوشتكين قد وضعا حراسة شديدة على مكان الاجتماع..
خاتون: والباطنية هل تعيقهم أية حراسة عن تنفيذ مخططاتهم؟
بركوزار: الباطنية وأمثالهم من الفرق الضالة قد اتخذت إجراءات وقائية ضدهم.. كوني مطمئنة..
خاتون: أأنت متأكدة من ذلك..
بركوزار: كل التأكيد والله سبحانه وتعالى يتولاه بعين عنايته التي لا تنام..
خاتون: الله يتولاه بعين عنايته التي لا تنام..
بركوزار: والآن هل هذا روعك؟
خاتون: بلى.. بلى.. شكراً يا ابنة العم..
بركوزار: كنت نصحتك من قبل أنه إذا أحسست بأي هم أو غم أو خوف فتوضأي وصلي ركعتين ثم إقرئي ما تيسر من القرآن وبعده سوف تشعرين بأن كل شيء قد زال..
خاتون: حسناً سأفعل الآن..
بركوزار: هيا قومي..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت تتش خاقان الترك يقول):
تتش: أيها السلطان كان قومك وأهلك في هذه البلاد ينتظرون منك العون والمساعدة مما أفاء الله عليكم من الخيرات والثروات فإذا بكم تغزونهم وتحاولون استرقاقهم واستعبادهم..
ملكشاه: أيها الخاقان.. يظهر أنك لم تعرف بعد أهداف حملتي هذه..
تتش: لا قل لي من فضلك أيها السلطان ما هي الأهداف؟
ملكشاه: ليس الهدف كما ظننت أيها الخاقان إنه غزو وفتح واحتلال وإنما..
تتش: إنما ماذا أيها السلطان..
ملكشاه: أن أدعو قومي وأهلي هنا وأنت على رأسهم إلى الدخول في الإسلام الذي أكرمنا الله وأعزنا به فأخرجنا به من الظلمات إلى النور ومن وهدة الذل والعبودية إلى قمة المجد والكرامة..
تتش: ولكني فهمت أيها السلطان غير ذلك..
ملكشاه: ممن أيها الخاقان..
تتش: من ملك الصين..
ملكشاه: إن ملك الصين أيها الخاقان يريد أن يغرر بكم فيحملكم على قتالنا حتى يفني بعضنا البعض فيتخلص منا ومنكم حتى يصفو له الجو..
تتش: كلام منطقي سديد أيها السلطان..
ملكشاه: ثم إنكم بدخولكم في الإسلام ستصبحون منا لكم ما لنا وعليكم ما علينا ودين الإسلام كما سمعت أو ربما رأيت من اعتنقه من رعاياك دين السماحة والبساطة والمساواة والأخوة.
تتش: هذا ما سمعته وهذا ما أراه مجسداً فيكم فها أنتم قد أصبحتم ملوكاً على بلاد المسلمين بعد أن دخلتم في دين الإسلام وهو أكبر دليل على المساواة والعدالة.
ملكشاه: إذن ما هو رأيك أيها الخاقان فيما دعوتك إليه..
تتش: هل تسمح بأن اختلي بمستشاري للتداول في الأمر وإعطاء قرارنا فيما دعوتنا إليه.
ملكشاه: لك ما تريد أيها الخاقان..
(ثم يدعو قائلاً):
نظام الملك..
نظام الملك: لبيك أيها السلطان..
ملكشاه: خذ الخاقان ومستشاريه إلى القاعة المجاورة..
نظام الملك: أمرك يا مولاي..
ملكشاه: تفضل أيها الخاقان فالقاعة جاهزة..
تتش: شكراً أيها السلطان..
(يخرجون وملكشاه يقول):
ملكشاه: انوشتكين..
انوشتكين: مولاي السلطان..
ملكشاه: هل القاعة مجهزة بما يلزم..
أنوشتكين: نعم أيها السلطان..
ملكشاه: والحجاب والحراس..
انوشتكين: أجل يا مولاي..
ملكشاه: شكراً..
(يدخل نظام الملك فيقول له ملكشاه): هل كل شيء على ما يرام يا نظام الملك؟
نظام الملك: نعم أيها السلطان ولقد رأيت في عيونهم علائم الارتياح..
ملكشاه: الحمد لله.. أرجو أن تظهر آثار ذلك على قرارهم..
نظام الملك: عسى أن يشرح الله صدورهم للإسلام يا مولاي..
ملكشاه: إنني يا نظام الملك مطمئن من سير المحادثات إلى نوايا خاقان الترك الحسنة ولكن..
نظام الملك: ولكن ماذا يا مولاي؟
ملكشاه: خاقان الترك يخشى من ملك الصين..
نظام الملك: يخشى من ملك الصين إن دخل في الإسلام أم أن ملك الصين هو الذي يخشى من دخول الترك في الإسلام لأن في بلاده أعداداً كبيرة منهم يخاف أن يتسرب إليهم الإسلام..
ملكشاه: الخوف متبادل كما يظهر يا نظام الملك..
نظام الملك: ولكن خاقان الترك يجب ألاَّ يخشى من ملك الصين فجيوشكم يا مولاي ستدافع عنه ضد أي معتدٍ أو غازي..
ملكشاه: هذا صحيح ولكن هدف ملك الصين بالإضافة إلى خوفه على رعاياه من الترك في بلاده يريد أن نتصادم مع الترك حتى تضعف قوتنا عندما تدق جيوشنا أبواب بلاده..
نظام الملك: إنها خطة ماكرة من الصين رد الله كيدهم في نحورهم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سنج يقول):
سنج: المفاوضات جارية بين ملكشاه وخاقان الترك أيها الملك..
الملك: يجب إحباط هذه المفاوضات يا سنج.. لا شك تعلم مدى ضررها بنا في حال نجاحها..
سنج: لقد عملت يا سيدي ما أستطيع ولكن..
الملك: ولكن ماذا يا سنج..
سنج: مستشارو خاقان الترك هم أصل البلاء..
الملك: ماذا تقول؟
سنج: أقول إن مستشاري خاقان الترك هم الذين يحضونه على قبول التفاوض والمصالحة مع ملكشاه..
الملك: ألم تستطع شراء ضمائرهم؟
سنج: شريت ضمائر بعضهم ولكني لم أتمكن من شراء الأغلبية..
الملك: إذن فقد فشلت في مهمتك..
سنج: لا أعتقد حتى الآن أيها الملك..
الملك: كيف؟
سنج: لأن المفاوضات ما تزال جارية ورجالي مثبتون في مدينة فرغانة يحاولون إحباطها..
الملك: وإذا فرضنا أن المفاوضات نجحت.. ما العمل؟
سنج: كيف يفترض مولاي نجاح مفاوضات تطلب من الترك أن يدخلوا في دين الإسلام..
الملك: هل المفاوضات تتركز على هذا الشرط وحده..
سنج: نعم أيها المليك..
الملك: إنه شرط قاسٍ ربما لا يقبل به الترك..
سنج: هذا ما أسعى إليه جاهداً يا مولاي..
الملك: ولكن..
سنج: ولكن ماذا يا سيدي؟
املك: لو فرضنا جدلاً أن الترك قبلوا الدخول في الإسلام ماذا سيكون عليه موقفنا..
سنج: الرأي لمولاي المليك أولاً وآخراً؟
الملك: إنني أنا أيضاً يا سنج حائر لا أدري ماذا أفعل؟
سنج: هل غير الحرب وسيلة أخرى؟
الملك: ولكن هل نحن مستعدون لها..
سنج: بلادنا واسعة شاسعة لا تستطيع جيوش ملكشاه ولا جيوش المسلمين جميعها أن تحتلها..
الملك: هذا صحيح.. ولكن الحرب من حيث هي حرب هل نحن مستعدون لها؟
سنج: هذا لا يعرفه أحد غير مولاي المليك..
الملك: أظن أننا لا نستطيع مواجهة جيش ملكشاه الكبير وسنضطر إلى التقهقر والانسحاب..
سنج: والانسحاب سيورط ملكشاه لأنه سيبعد عن مراكز تموينه وعندها ننقض عليه ونبيده مع جيشه..
الملك: ولكني أخشى قيام الترك في مملكتي والأسر الصينية التي قضيت على أربابها أن تتعاون مع ملكشاه وعندها يتسع الخرق على الراقع..
سنج: هذه أمور سيدي المليك خير من يقدرها حق تقديرها..
الملك: حسناً سنقرر الحرب من عدم الحرب بعد أن نعرف نتيجة المفاوضات الجارية..
سنج: رأي سديد يا مولاي..
الملك: إذن فأذهب وراقب عن كثب سير المفاوضات وزودني بأنبائها أولاً فأول..
سنج: بالأمر سيدي المليك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ترك خاتون تقول):
خاتون: شكراً على نصائحك القيّمة يا بركوزار لقد عملت بها وإني الآن أشعر بنوع من الطمأنينة والاستقرار..
بركوزار: الحمد لله.. وأرجو أن تتبعيها كلما حز بك أمر..
خاتون: إن شاء الله.. قولي يا بركوزار..
بركوزار: تفضلي يا خاتون..
خاتون: ما هي أخبار المفاوضات؟
بركوزار: ما المسؤولة بأعلم من السائلة..
خاتون: ولكني لا أعرف أي شيء.. صدقيني يا بركوزار.. صدقيني..
بركوزار: ولا أنا يا خاتون..
خاتون: ولكنك واسعة الاتصال أكثر مني ولا بد أن زوجتك انوشتكين قد بعث إليك بشيء عنها.
بركوزار: صدقيني لم أتلق منه أي شيء منذ رحيله مع السلطان..
خاتون: ونائب زوجك (انسز) ألم يقل لك شيئاً؟
بركوزار: كيف أستطيع الوصول إليه وأنا طيلة يومي وليلي مع الممرضات أو معك..
خاتون: ولكن استطالة أيام المفاوضات ربما يدل على تعثرها..
بركوزار: من يدري ربما يدل على أنها تسير في طريقها الصحيح..
خاتون: ماذا تقصدين بطريقها الصحيح..
بركوزار: الطريق الذي رسمه لها السلطان ملكشاه..
خاتون: ما أجمل تعابيرك يا بركوزار كأنك خلقت لكل شيء.. لقد جمعت من كل شيء أحسنه طوبى لك..
بركوزار: إنها عين الرضا يا خاتون..
خاتون: إنه الواقع.. بل الحقيقة أقولها يا بركوزار..
بركوزار: شكراً يا ابنة العم بل ألف شكر..
خاتون: والآن؟
بركوزار: والآن ماذا؟
خاتون: هل تظل هكذا على ما نحن عليه نعيش في ليل من القلق والحيرة..
بركوزار: وماذا عسى أن ينفعنا قلقنا أو حيرتنا..
خاتون: هل نستطيع أن ندفع ذلك..
بركوزار: بلى.. بلى..
خاتون: بماذا؟
بركوزار: بالصبر والإيمان..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نظام الملك يقول):
نظام الملك: انتهى اجتماع خاقان الترك بمستشاريه وهاهم يعودون إلينا..
ملكشاه: أرجو أن يكون عوداً حميداً يا نظام الملك..
نظام الملك: أسارير وجوه المجتمعين كما يقول انوشتكين تبشر بخير..
ملكشاه: إن شاء الله..
(يدخل تتش خاقان الترك ومستشاريه وهو يقول):
تتش: السلام على السلطان..
ملكشاه: السلام على من أتبع الهدى..
تتش: أيها السلطان..
ملكشاه: نعم أيها الخاقان..
تتش: لقد قررت وقومي.. أن ندخل في الإسلام.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :988  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج