شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 16 ـ
مزنة: أماه!.. هيا.. إلى معركة.. هيا.. إني على أتم الاستعداد..
سلمى: أية معركة يا بنيتي..
مزنة: أنسيت معركة العرب مع الفرس..
سلمى: (ضاحكة) صحيح.. لقد نسيت ذلك..
مزنة: حدثيني.. فكلي آذان صاغية..
(نقلة صوتية بدون موسيقى)..
المثنى: الجيش مستعد للتحرك أيها الأمير..
(يرفع هاني يده ويشير إلى الأمام فيتحرك الجيش.. ويقول..)..
هاني: اللَّهم هذا يوم له ما بعده.. فأجعله مولد عهد جديد.. يرتفع فيه قدر العرب، وتتحقق حريتهم إلى الأمام يا أهلي وقومي..
(تدق الطبول.. ويبدأ زحف الجيش.. يرى المثنى فارساً يعدو من جهة الصحراء في طريقه فيقول)..
المثنى: إني أبصر فارساً يعدو مسرعاً من جهة الصحراء في طريقه إلينا.. إنه الأعشى إن صدقني بصري.. إنه هو.. أي ورب الكعبة.. أيها الأمير..
هاني: عجل به إلي فإننا ننتظر أخباره..
(يصل الأعشى ونسمع وقع حوافر فرسه)..
المثنى: هذا هو الأعشى أيها الأمير..
هاني: ما وراءك يا أخا كندة؟..
الأعشى: أبشر بالخير أيها الأمير.. ورأى الخيل والفرسان.. الجزيرة العربية كلها تزحف لنصرتكم، وهذه كلها ورائي..
هاني: بشرك الله بالخير.. ما هي أخبار إخواننا في الحجاز؟..
الأعشى: ليسوا أقل حماسة من إخوانهم في أرجاء الجزيرة وقد دعا لكم النبي بالنصر..
المثنى: وبماذا دعا لنا محمد؟..
الأعشى: قال ((اللَّهم انصر شيبان.. اللَّهم انصر شيبان))..
أصوات: مرحى.. مرحى.. مرحى..
حنظلة: نحن على مقربة من ذي قار أيها الأمير..
هاني: بشرت بالخير يا حنظلة.. قل للمثنى أن يعسكر بالجيش على مقربة من الماء..
(تنفخ الأبواق يتوقف الجيش، تضرب الخيام، بالقرب من الماء)..
عمرو ابن شريك: يقوم بهذا ابن معد يكرب على أحسن وجه سأبلغه أمرك..
هاني: هيئوا الطعام ولينم الفرسان باكراً فقد أضناهم التعب وطال بهم السير.. ولتأخذ كل فرقة أماكنها وليشرف المثنى على تنظيم إقامتها وبعد ذلك تعالوا إلى خيمتي للتشاور مع بقية الأمراء القوّاد..
عمرو: حسناً.. حسناً..
(نقلة صوتية بدون موسيقى)..
أم هند: إنها ستكون معركة حامية الوطيس.. أرجو أن يتحقق لنا فيها النصر..
وطفاء: إنها معركة موت أو حياة بالنسبة للعرب.. إنها أول مرة يقف فيها العرب موقف الند من فارس أيتها الأميرة..
هند: إنها معركة الشرف والكرامة وسيدفع الفرس المتجبرون الثمن غالياً يا عمتاه..
وطفاء: إن دورنا في المعركة مقصور على تضميد الجرحى وسيساعدنا الحارث بن كلدة في ذلك.. ولكن إذا ما اقتضى الحال فسندافع عن أعراضنا بسيوفنا..
هند: لقد وضع الأمير هاني بن مسعود سرية من الرجال بالقرب من أماكننا لتدفع عنا غائلة العدو..
أم هند: لله در الأمير ما أبعد تفكيره.. وأعظم تقديره للأمور فلندع الله أن ينصرنا على عدونا..
أصوات نسائية: اللَّهم انصرنا.. اللَّهم انصرنا..
(نقلة صوتية)..
هاني: جمعتكم أيها السادة لنكون على تعبئة تامة في الصباح الباكر وأن للحرب عدتها فلا يصح أن نهمل شيئاً مهما قل.. فليتكلم كل واحد منكم بما يراه..
المثنى: هنالك قواعد عامة في الحروب يجب أن نتبعها. أما الفروع فإنها تتغير تبعاً للتطور في المعركة..
هاني: لا توفر علينا رأياً يا ابن حارثة..
المثنى: أولاً أهبة الاستطلاع ثم رسم الخطة وتنظيم مواقع الجيش وتنظيم حركاته بأوقاتها وأعداد الكمائن وتأمين المواصلات بين الفرق والعناية بالجرحى وإذكاء العزيمة في النفوس..
هاني: ما أروع ما أشرت يا بن العم، فهل عند أحدكم غير ما قاله المثنى، ماذا تقول يا عمرو؟..
عمرو: أرى أن لا يستهدف رجالنا لنشاب العدو ما أمكنهم..
هاني: وكيف لنا أن نتقي نبالهم؟..
عمرو: نجعل التعبئة في ساحة المعركة فئات صغيرة الحركة تعجل في الحملة على العدو فلا تترك لرماته.. فرصة يطلقون فيها نبالهم علينا.. ثم تبرز الكمائن فتفاجئهم من كل ناحية وتضرب في صفوفهم حتى ينتشر الذعر والفوضى.. كل مدد يأتينا يجب أن يدخل المعركة فيذهل الفرس ويظنون فينا الكثرة..
هاني: بالصواب أشرت يا ابن معد يكرب وأنت ماذا تقول يا شريك؟..
شريك: لا يجب أن ينسى الخطباء والشعراء دورهم في التحريض على القتال فلا تهن العزائم..
هاني: وهذا رأي خبير خاض المعارك وعرف أهمية الروح المعنوية.. لا تنسى دورك يا أعشى فكن صناجة العرب اليوم..
الأعشى: لن أترك الصفوف حتى تغلي الأرض بوقع حوافر الخيل وسأقيم الدنيا على رؤوس القوم فلا يهدأ لهم بال..
هاني: أنت لها والله يا أعشى.. أيها السادة قوموا إلى راحتكم وموعدنا في الصباح الباكر..
(في الصباح الباكر هاني ابن مسعود والقادة على هضبة تشرف على سهل ((الحبايات)))..
هاني: خدوا مواقعكم أيها السادة وطاولوا القوم في هذا النهار لنختبر عزيمتهم ونتعرف على خططهم في القتال المثنى مع شيبان في القلب وابن معد يكرب مع فرسان بكر في الميمنة وشريك مع فرسانه من ربيعة وتغلب في الميسرة..
(يتحرك القواد وتتفرق الجيوش إلى مواقعها)..
هاني: إلى بصناجة العرب..
الأعشى: أنا بين يديك يا مولاي..
هاني: لقد أخذ الفرسان مواقعهم فامش بين الصفوف محرضاً تستنهض الهمم..
الأعشى: سمعاً وطاعة.. (ينطلق وبيده ربابته ولا ينقطع عن المشي).. الطبول تقرع بشدة..
(يبدأ الفرس بحركة طليعية ثم بالهجوم فيتلقاهم المثنى بجيشه)..
(وقع حوافر الخيل أصوات صليل السيوف، الغبار يملأ فضاء المعركة، هاني يراقب سير المعركة ويرسل بملاحظاته إلى القواد، يأتي المساء بغير نتيجة لأحد الطرفين، تنسحب الجيوش عن بعضها).
(مجلس حرب في خيمة الأمير هاني يحضره جميع القواد).
هني: كانت معركة اليوم معركة استكشاف قام بها الفريقان فماذا هو رأيك يا مثنى..
المثنى: لقد خبرت أساليب الفرس وسمعت عن قتالهم مع الروم فهم يعتمدون على فيلتهم وفي ظني أنهم سوف لا يوفرونها غداً..
هاني: وما تقول أنت يا بن معد يكرب؟..
عمرو: إن الخيل لتنفر إذا ما بدأت الفيلة في زعيقها وأنا لا أخشى أن لا يثبت قومنا في مجابهة الفيلة فلنعمد إلى المبارزة ونمعن في قادتهم قتلاً وتجريحاً ونمنع بذلك تدخل الفيلة في معركة الغد..
شريك: لقد أصاب بن معد يكرب وإذا سمح الأمير فسأبدأ القوم بالمبارزة غداً..
عمرو: ليس من ينكر عليك سبقك في الإقدام والشجاعة ولكن الشيخوخة بلغت منك منتهاها فدع هذا لنا أيها الأمير وابق على قيادة الجيش تحرض وتستشير الهمم..
هاني: لن يتخلف أحد إذا ما حمى وطيس المعركة.. وليكن غداً يوم ابن معد يكرب فهو بطل السيوف والرمح ولكل حادث حديث، خذوا راحتكم أيها السادة..
(في الصباح الباكر تخرج الجيوش إلى ميدان المعركة تدق الطبول الحرب والفرق تأخذ مواقعها. الجيشان وجهاً لوجه على تعبئة، هاني بن مسعود على هضبة يشرف على سير المعركة في أرض ذات العجرم، فالأعشى يطوف بربابته بين الصفوف يستشير الهمم)..
(يخرج عمرو بن معد يكرب إلى وسط الساحة، وتدق حوافر فرسه الأرض بشدة وتثير الغبار يصول يميناً وشمالاً ثم يقف متكأ على رمحه ويدعو إلى المبارزة)..
عمرو: من يبارزني.. من يبارزني؟..
يخرج من صفوف فارس بطل مجدود العدة ويهجم على عمرو، ما هي إلا جولة حتى يغفله عمرو، أصوات تهلهل من صفوف العرب، يخرج ثلاثة فرسان وراء بعضهم ولكن عمرو ينتهي منهم جميعاً عند العصر.. أصوات تهليل من صفوف العرب.. هتافات: مرحى للبطل مرحى للبطل..
(ينطلق الهجوم من صفوف الفرس وينشب قتال عنيف بدون نتيجة لأحد الطرفين.. تدق طبول الانفصال فينسحب الجيشان إلى أماكنهما)..
(خبطة موسيقية قوية)..
مزنة: لماذا توقفت عن الكلام يا أماه؟..
سلمى: لقد انسحب الجيشان إلى أماكنهما وعلينا أن ننسحب إلى غرف نومنا فقد أوغل الليل..
مزنة: وأي نوم يطيب لي وأنا لم أعرف بعد نتيجة المعركة..
سلمى: ستعرفين ذلك غداً إن شاء الله..
مزنة: إن شاء الله تصبحين على خير يا أماه..
سلمى: تصبحين على خير بنيتي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :755  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 69
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج