شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تانزانيا
أولاً ـ لمحة جغرافية تاريخية:
وتبلغ مساحة تانزانيا (363,708) ثلاثمائة وثلاثة وستين ألف وسبعمائة وثمانية ميل مربع وسكانها بحسب إحصاء عام 1968 (12,500,000) اثني عشر مليون ونصف المليون وعملتها الشلن التانـزانـي ويسـاوي الـدولار الأمريكي الواحد (7,143) سبعة شلنات ومائة وثلاثة وأربعين من الشلن. وعاصمتها دار السلام. ويحدها شرقاً المحيط الهندي وشمالاً كينيا ويوغندا وغرباً الكونغو الديمقراطية وجنوباً موزمبيق وزامبيا.
وقد احتلها العرب في القرن الثامن للميلاد وأعقبهم البرتغال وبعض المتأمرين الأوروبيين حتى عام 1885 حيث احتلها الألمان وسموها إفريقية الشرقية أو (تنجنيقا). وبعد الحرب العالمية الأولى دخلت تحت النير البريطاني وبقيت كذلك حتى استقلت تماماً في 9 ديسمبر 1961 وأصبحت جمهورية. وفي 26 أبريل 1964 احتلت جزيرة زنجبار بعد مؤامرة وحشية سفكت فيها دماء بريئة وأصبحت آنئذ جمهورية تانزانيا وزنجبار وظلت كذلك حتى أكتوبر 1964 حين ألقت كلمة زنزبار وأصبحت جمهورية تانزانيا.
وأهم حاصلاتها البن والشاي والتبغ وبها الماس والذهب. وقد اكتشف الدكتور لويس لبكي وزوجته بقايا هيكل إنسان يرجع تاريخه إلى مليون سنة.
ثانياً ـ المسلمون في تنزانيا:
يبلغ عدد المسلمين في تنزانيا حوالي سبعين في المائة من سكانها الأصليين البالغ عددهم اثنا عشر مليوناً ونصف المليون ولكن الحكومة التانزانية تدعى أن عدد المسلمين لا يتجاوز الأربعة ملايين وذلك حسب الإحصاء الذي قامت به فاحتسبت كل بيت من بيوت المسلمين وحدة واحدة.
بينما كل بيت من هذه البيوت يوجد فيه على الأقل ثلاثة أشخاص إن لم يكن أكثر.
والحكومة المسيطرة على تانزانيا اشتراكية متطرقة وبمعنى أصح شيوعية صينية. والبلاد تحكم بشكل إرهابي وهذا ما يلاحظه كل من يزور تانزانيا. فالخوف يعلو جميع الوجوه والناس يتخافتون ويتهامسون ويسرون ولا يجهرون. والحكومة تحكم البلد بقبضة من حديد ولا سيما بعد الأحداث الأخيرة في زنجبار والتي أعقبها مصرع الطاغية عبيد كرومي.
وفي الحكومة التانزانية خمسة وزراء مسلمون حتى أن نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء رشيد كرامي هو مسلم. ولكن الوزراء المسلمين لا حول لهم ولا طول فسيف الطاغية (ناريري) رئيس الجمهورية حاد وقاطع والشيوعية الصينية مع الصليبية الحاقدة تسنده وتؤيده ضد الإسلام والمسلمين. وكل ما يهم ((ناريري)) وحزبه أن لا يرفع المسلمين رؤوسهم من تحت الكابوس الذي يجثم على صدورهم لأنهم في اليوم الذي يستطيعون فيه زحزحة هذا الكابوس أو هذا النور فقل على الصليبية والشيوعية السلام في تانزانيا. ويجب أن لا تنسى دور الصهاينة في الانقلاب الذي أطاح بالحكم الإسلامي في زنجبار وأدى إلى ضمها إلى تانزانيا. ولكن ظل الصهاينة بدأ يتقلص تدريجياً هناك. فقد ألقيت خمس قنابل في يوم واحد في دار السلام بينما كنت فيها وثبت من التحقيق فيما بعد أن الفاعلين كانوا من الصهاينة، كما تتواتر الأنباء عن قتل بعض الصهاينة من قبل رجال الحدود التانزانية ومع ذلك فعلي الإغراق في التفاؤل فما يزال التنين الصهيوني موجوداً في التجارة والزراعة والفنادق فالصهاينة عندهم اضخم وأعظم فندق في شرق افريقية هو فندق (كليمانجارو) بدار السلام وعندهم فنادق أخرى منتشرة هنا وهناك.
ومعظم المسلمين في تانزانيا قدموا من الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية والبقية من الآسيويين.
وأكثر المسلمون سنيون باستثناء الإسماعيليين الذين يتزعمون الحركة التجارية في تانزانيا والشيعة الاثنا عشرية وعددهم غير قليل في دار السلام، كما علمت يناصبون المسلمين العداء ويتعاونون مع الصليبية الحاقدة ضدهم. وقد شكا لي أعضاء المجلس القومي الإسلامي مر الشكوى مما يلاقونه من الشيعة الاثنا عشرية وكنت أقول لهم تذرعوا بالصبر فالحكومة التانزانية تطرد بين الآونة والأخرى عدداً لا بأس من الشيعة الاثنا عشرية والإسماعيلية، وسوف يأتي الوقت الذي تتطهر فيه بلادكم من أدرانهم. وفي انتظار ذلك الوقت عليكم أن ترفعوا من مستواكم الديني والتفاني والاجتماعي والاقتصادي.
ثالثاً ـ المجلس القومي الإسلامي:
قامت حكومة (ناريري) بعد ضمها سلطنة زنجبار إليها بحل الجمعية الإسلامية في دار السلام. وهي الجمعية التي كانت تلعب دوراً كبيراً في مناهضة الحكم ((الناريري)). ولكن تسيطر الحكومة على المسلمين وتضمن المؤيدين لسياستها من بينهم دعت المسلمين إلى انتخاب مجلس قومي إسلامي يرعى شئون المسلمين الدينية ويكون مسؤولاً عنهم أمام السلطة الحاكمة.
وهكذا أجرت انتخابات صورية كان من نتائجها انتخاب مجلس قومي أعلى للمسلمين في تانزانيا.
والمجلس القومي الإسلامي هذا غير مؤيد من أكثرية المسلمين في تانزانيا وأثناء وجودي في دار السلام اتصلت بمعارضي هذا المجلس ودار بيننا نقاش طويل حاد كنت أحاول فيه إقناعهم بأن وجود هذا المجلس خير من عدم وجوده وأنه من الممكن توجيه القائمين عليه لما فيه مصلحة المسلمين وذلك بالتعاون معهم. أما هذا الموقف العدائي فسيضطر أعضاء المجلس الحالي إلى الارتماء في أحضان السلطة الحاكمة وفيه ما فيه ضرر كبير على المسلمين. وفي لقاءاتي المتكررة مع أعضاء المجلس القومي الإسلامي سواء في مركزهم الرئيسي أو في مدارسهم أوفى احتفاءاتهم الخاصة بي كنت أهيب بهم إلى العمل على كسب ثقة المسلمين في تانزانيا بهم وكسب الثقة لا يكون إلا بالقيام بما تعود بالنفع على جميع المسلمين في بلادهم. وقد أحسست منهم تجاوباً مشجعاً. والمجلس القومي الإسلامي يكن للملكة ولعاهلها العظيم كل تقدير واحترام. وقد كان رئيس المجلس وأمينه العام وبعض الأعضاء مع وجوه المسلمين في استقبالي في المطار عندما أعلنتهم بقدومي. وقد رتب المجلس برنامجاً لزيارتي للمساجد والمراكز والمدارس والبلدان القريبة من دار السلام العاصمة. وكان الأمين العام للمجلس يرافقني في زياراتي جميعها وقد سألني ما إذا كان بالإمكان تعيين ممثل لمسلمي تانزانيا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي فقلت له فليتقدم رئيس المجلس بطلب كهذا إلى الأمانة العامة للرابطة التي لا شك ستدرسه وتقرر رأيها بشأنه. ثم طلب مني تزويد مدارسه بالكتب المدرسية للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية ويكتب مراجع لمكتبة المجلس فوعدته بتلبية طلبه.
رابعاً ـ المركز الإسلامي في دار السلام:
وقد بنته مشيخة الأزهر على قطعة أرض مساحتها خمسة فدادين وسجلته باسم المجلس القومي الإسلامي في تانزانيا ولم يكمل بناء المركز بل توقف على اثر نكبة، حزيران 1967م وبالمركز خمسة أساتذة وطبيب وطبيبة. ويدرس المركز العلوم الدينية التي تؤهل الطالب لدخول الأزهر.
وقد فهمت من الأمين العام للمجلس القومي إنهم غير راضين عن السياسة التي يتبعها المدرسون في هذا المركز وأنهم ينتظرون انتهاء المدة التي حددتها مشيخة الأزهر لتسليم المركز نهائياً للمجلس القومي الإسلامي.
خامساً ـ وجوه نشاط المجلس القومي الإسلامي:
أ ـ للمجلس القومي الإسلامي مدرستان ثانويتان في دار السلام بإحداها (677) طالباً وطالبة وبالثانية (400) طالب داخلي. ولهم (21) مدرسة خارج العاصمة دار السلام. ومدارس المجلس بحاجة إلى مدرسين للغة العربية والدين. ويدرسون الدين حالياً باللغة السواحلية وهي اللغة الرسمية لحكومة تانزانيا. وقد علمت أن هاتين المدرستين قد بناها الأغا خاتيون وقدموهما هدية للمجلس القومي الإسلامي. وبهاتين المدرستين (25) مدرساً ومدرسة.
ب ـ مدرسة الجنيد الإسلامية: وهي مدرسة ابتدائية أهلية غير كاملة للبنين والبنات أسسها السيد عبد القادر الجنيد أمام المسجد الكبير في دار السلام. والمدرسة تدرس الدين واللغة العربية ومؤسسها من السادة من أهل حضرموت ويجيد العربية ومعلوماته الدينية جيدة. ومدرسته تقوم بنشاط واسع في تعليم الجيل الناشىء من أبناء وبنات المسلمين من الجالية العربية ومن الأفارقة في دار السلام وهي بحاجة إلى الدعم والتوجيه وإني اقترح إعانتها بعشرة آلاف ريال سعودي لمرة واحدة.
وهنالك مدارس إسلامية أخرى في دار السلام وهي صغيرة وليس لها مثل نشاط هذه المدرسة.
سادساً ـ موعظة دينية في الجامع الكبير:
وفي يوم الجمعة وبعد أن خطبت وصليت بالمسلمين صلاة الجمعة في الجامع الكبير بدار السلام ألقيت موعظة دينية دعوت فيها إلى الاتحاد والتضامن ونبذ الخلف والانقسام والتمسك بشعائر الدين الحنيف وتبليغ رسالة الإسلام. وقد ترجمت الموعظة باللغة السواحلية وكان لها وقعها الحسن ولله الحمد. فقد تزاحم الناس بعد انتهائها للسلام على حتى كدت اختنق من شدة الزحام.
سابعاً ـ محاضرة في المركز الرئيسي للحزب الحاكم:
ودعيت من قبل شباب بالحزب الحاكم لإلقاء محاضرة في المركز الرئيسي للحزب فلبيت الدعوة وكانت المحاضرة عن دور الشباب المسلم في بناء المجتمع الحضاري الحالي وبعد انتهاء المحاضرة جرى حوار مفتوح حول أفضل الوسائل لتوعية الشباب المسلم توعية دينية سلمية ثم تطرق الحوار إلى ما تبذله المملكة العربية السعودية بالنسبة للطلاب المسلمين في العالم فذكرت مساعداتها لاتحاد الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة وكندا والطلاب المسلمين في ميونيخ وآخن واتحاد الطلبة المسلمين في المملكة المتحدة وأيرلندة والتعليم المجاني في المملكة مع المكافآت الشهرية لكل طالب جامعي وكذلك ذكرت لهم جهود الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والمنح الدراسية التي تقدمها الطلاب المسلمين في شتى أنحاء العالم وخلصنا إلى الحديث عن رابطة العالم الإسلامي وأهدافها ومنجزاتها وانتهى الحوار وجو من البشر يرين على وجوه المجتمعين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1003  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 63 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.