شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تاجر البندقية
ـ حفل تاريخ العالم بروائع من القصص ما تزال خالدة على مر من الزمن تتحدث عن عبقرية واضعيها، وعظمة منتجيها، وسمو تفكيرهم، ورفعة فنهم، وخيالهم الخصب اللامتناهي في أبعاده وآماده وتصوراته واختراعاته وينتظم هذه القصص أسلوب خلاق وتعبير مبدع ومعان سامية، وصور ناطقة وأحداث مثيرة واقعية وموضوعية سجلت أروع ما عرفه التاريخ منذ فجره حتى عصرنا الحاضر.
والحديث عن كل رائعة من روائع القصص العالمي بما تستحق من عرض وتحليل واستقراء يتطلب وقتاً طويلاً، ونحن في خلال الوقت المحدد سنحاول أن نلقي للمستمعين والمستمعات أضواء عالية ساطعة على المعالم البارزة في كل قصة من هذه الروائع...
ونبدأ حديثنا في الحلقة الأولى من روائع القصص العالمي بالرائعة العالمية الخالدة (تاجر البندقية) لرائد الشعر والقصة وقمتها في انكلترا ((وليم شكسبير))...
المعالم البارزة في هذه القصة:
وقف شعراؤنا وكتابنا على منازل المرأة فوصفوا شَعْرها وعينيها وشفتيها فالشعر قطعة من الليل والعينان براقتان تنفثان سحر هاروت وماروت، والشفتان كالأقحوان، وبعبارة أخرى تلهوان بالمفاتن الخارجية للمرأة وأغفلوا أعمق وأدق أسرارها، العواطف، الميول، والنزعات.
هذه الأسرار القدسية حاول شكسبير إبرازها في بطلة قصته (بورشيا) فقد منحها ذكاء لماحاً وسرعة بديهة ودهاء وصبراً ومتانة أعصاب، وزينها بخفة الروح والدعابة والحياء والعفة فحافظ بذلك على ((أنوثتها)) وقدمها لقرائه كمستقطر العطر كلما نشقناه ذكرنا الزهرة التي حملت عبيره.
إن شخصية (بورشيا) بالصورة التي أظهرها فيها ((شكسبير)) لا شك أنها أبرز ناحية في القصة... وتأتي بعدها شخصية المرابي اليهودي ((شايلوك)) التي أحكم شكسبير رسمها فأبرز فيها قذارة اليهود وجشعهم ومحاولتهم السيطرة المالية في البيئة التي يعيشون فيها وحقدهم ودناءتهم وخستهم في سبيل الوصول إلى مآربهم وقسوة قلوبهم التي لا تعرف الرحمة حين تلوح لهم فرصة الانتقام.
وشخصية (شايلوك) هي عقدة الرواية كما يقولون، أما شخصية (أنطونيو) فقد حاول شكسبير أن يضرب بها قول الشاعر العربي:
أيقنت أن المستحيل ثلاثة
الغول والعنقاء والخل الوفي
إذ استطاع أن يجسد الوفاء الكامل أو الأمثل في التاجر النبيل القديس ((أنطونيو)).
أما بقية شخوص القصة ((بسانيو)) زوج ((بورشيا)) ووصيفتها ((نريسا)) و((جراتيانو)) خادم ((بسانيو)) فهم في رأيي - النكرات أو المشتركون في الزفة على أصدق تعبير.
حوادث القصة:
كانت ((بورشيا)) تعيش في قصر ((بلمونت)) الفخم الذي يقع قرب مدينة البندقية وكان القصر مشيداً على ذروة رابيته في منتهى الجمال تصطفق أمواه الجداول حول جنباتها وتناغي النسائم شجيراتها.
ورثت ((بورشيا)) جاها وثروة عن أبيها، وجمالاً تحدثت به الركبان وعقلاً راجحاً وعلماً نافعاً وخلقاً فاضلاً ولا عجب أن يتهافت الأمراء والكبراء وطلاب المال والجاه إلى خطب ود ((بورشيا)) وبالتالي قلبها فكانت تقف منهم موقف المدلل المعتز بعلمه وتسخر منهم في ظرف وأدب وتخلع عليهم بعض الألقاب المضحكة فتسمي المغرم بالخيل ((مهرا)) والمدمن للخمر ((أسفنجه)).
وكان والد ((بورشيا)) ترك لها قبيل وفاته ثلاث علب وضع في أحداها صورتها وأوصاها بشدة ألا تتزوج إلا من ينتقي العلبة التي فيها صورتها ولقد وثق والدها منها فأعلمها في أي العلب الثلاث كانت صورتها وعلم ((بسانيو)) بأمر هذه الوصية فيمن علم وكان جميل الخلق والخلق ينحدر من عائلة ايطالية كريمة في البندقية. ولكنه كان فقيراً معدماً فاستشار صديقه التاجر الطيب ((أنطونيو)) فأنبأه بأمر الوصية وأشار عليه بأن يرمي بدلوه بين الدلاء فأجابه ((بسانيو)):
ـ ولكن الوصول إلى ((بورشيا)) يتطلب اصطناع المال والأبهة والفخامة وأنا منهم خال كما تعلم.
فابتسم أنطونيو وقال:
لا عليك يا صديقي سأقترض لك المال اللازم باسمي من المرابي اليهودي ((شايلوك)).
وكان ((شايلوك)) اليهودي أو (تاجر البندقية) كما حلا لشكسبير أن يسميه يتعاطى ((الربا)) بالإضافة إلى أعمال التجارة الأخرى وكان محتقراً من جميع تجار مدينة البندقية وفي مقدمتهم التاجر ((أنطونيو)) الذي كان يهينه كلما التقى بهم ويندد به وبقومه وخستهم ودنائتهم وضعتهم وحقارتهم وكان ((شايلوك)) يتحمل هذه الإهانات ويقيدها في سجل حقده ولؤمه منتظراً اليوم الذي ينتقم فيه لنفسه وقومه من ((أنطونيو)) وجاء اليوم الذي أنتظره ((شايلوك)) حين راجعه ((أنطونيو)) طالباً إقراضه ثلاثة آلاف دوكة (والدوكة هي العملة المستعملة آنئذ في البندقية) بالفائدة التي يريدها.
وضحك ((شايلوك)) في قرارة نفسه ورأى الفرصة مؤاتية للانتقام من خصمه اللدود فقال له:
ـ بالرغم من اهاناتك المتكررة لي ولقومي فإني مستعد لإقراضك هذا المبلغ بدون فائدة.
فدهش أنطونيو وقال:
ـ وكيف يكون ذلك؟.
فأجاب ((شايلوك)) بكلام ظاهره اللين وباطنه المكر والخديعة.
ـ سأشترط في صك الدين إني سأقتطع رطلاً من لحمك إذا لم تسدد المبلغ في اليوم المحدد.
وهزت الدهشة وجه ((أنطونيو)) وصديقه ((بسانيو)) وقال الأول:
ـ وهل هذا الشرط معقول؟.
وتصنع ((شايلوك)) الطيبة وحسن المعاملة وقال:
وهل من المعقول أن أطلب منك الوفاء بهذا الالتزام إذا لا قدر الله ولم تسدد هذا القرض...
ثم أمعن في ضحكه محاولاً التهوين على المدين.. ووقع ((أنطونيو)) على الصك لأنه كان مطمئناً إلى تسديد هذا الدين من مراكبه التجارية التي ستعود عما قريب موسوقة بالبضائع الشرقية.
وأخذ ((بسانيو)) المال وذهب في جمع من المرافقين والأتباع إلى منزل ((بورشيا)) يخطب يدها وفتنت به ((بورشيا)) وكادت لو شاءت أن تدله على العلبة المفقودة ولكنها غالبت نزواتها وحرصت على تنفيذ إرادة أبيها.
وشاء الحظ أن يواتي ((بسانيو)) فاختار العلبة الصحيحة وأشرقت الفرحة في وجه ((بورشيا)) بعد أن كادت تموت لو أخطأ ((بسانيو)) في الاختيار.
ولم يكن ((بسانيو)) رجلاً عادلاً لبورشيا فقد كان ساذجاً جاهلاً ولكن ((بورشيا)) التزمت بوصية أبيها ووطنت نفسها على قبول ما ارتضته الأقدار لها.
وفي اليوم الذي جرت فيه مراسيم الأكليل وبينما كان العروسان يحتفلان بقرانهما تلقى ((بسانيو)) رسالة من صديقه ((أنطونيو)) يعلنه فيها أنه لم يتمكن من تسديد القرض في موعده بسبب النكبة التي حلت به من جراء غرق بواخره التجارية وإن ((شايلوك)) اليهودي القذر مصر على أن يسترد دينه بموجب حرفية الصك أي باقتطاع رطل من اللحم من جسمه.
وشحب لون ((بسانيو)) وارتجف وهو يقرأ الرسالة وأحست ((بورشيا)) بذلك فسألته عما به... فأخبرها بحقيقة أمره وكشف لها أوراقه.
فتناست فعلته في إبان محنته وعزمت على مساعدته فقالت له:
أنها تضع ما لها ونفسها في سبيل تخليص صديقه من ورطته فشكرها وأخذ المال اللازم معه وأسرع لإنقاذ ((أنطونيو)) ذلك الصديق الذي سجل أروع صفحة في تاريخ الوفاء والشهامة والمروءة.
و((بورشيا)).... هل اكتفت بتقديم المال... وتطلعت إلى التفكير في الخلاص من ((بسانيو)) التي فضحت الظروف خفاياه وخباياه؟ إنها متعلمة وهو جاهل.. أنها متبحرة وهو طاف.. هل تتركه يواجه مشكلته الذي كان هو سببها... ورجعت ((بورشيا)) إلى قلبها تسأله: أحقاً تحب ((بسانيو)) على عجره وبجره وإذا بفؤادها يجيبها... نعم وإذا بها تقرر أن تكون بجانب ((بسانيو)) تعضده وتسنده وتعززه وتنصره...
وعاد ((بسانيو)) صديقه ((أنطونيو)) في سجنه ثم ذهب من عنده إلى مقابلة اليهودي ((شايلوك)) وقدم له قيمة القرض فأبى اليهودي أن يقبل، فعرض عليه القرض وفائدته فرفض ((شايلوك)) وأصر على اقتطاع رطل لحم من جسد صديقه... ولما رأى ((بسانيو)) ألاَّ فائدة ترجى من قبوله للمال حتى ولو كان أضعاف القرض لجأ إلى استدرار الرحمة في قلب ((شايلوك)) فلم يترك في قاموس معرفة كلمة تؤدي إليه إلاَّ استعملها فأصر وأصر ((شايلوك)) على أن يتقاضى دينه لحم إنساني... وغم الأمر على ((بسانيو)) وأسودت الدنيا في عينيه وزاد الطين بلَّة حين علم ((بسانيو)) من المستشار الذي نصبه ((أنطونيو)) للدفاع عنه أن الصك واضح والحجة دامغة... فرطل اللحم يجب أن يقتطع ولكن هنالك شعوراً وهنالك إحساساً، وأي قاضي مهما بلغ من تعلقه بحرفية القانون يجيز لنفسه أن يأذن باقتطاع لحم إنسان وفاء دين عليه بيد أن القانون إذا استبحيت حرمته صارت أمور الناس إلى الفوضى. فكيف إذن الوصول إلى توفيق بين الناحية الإنسانية والقانونية ولا سيما ولؤم اليهودي وحقده لا يتحولان عن عزمه ولو رد إليه ماله أضعافاً مضاعفة.
وعلمت ((بورشيا)) بالورطة التي يتخبط فيها زوجها... فأهاب بها وفاؤها ونادتها جرأتها لتفعل العجائب والمدهشات.. فقلبت الأمر على نواحيه فهداها عقلها النير إلى حيلة تيقنت أن فيها نجاة صديق زوجها فكاتبت من غير علم ((بسانيو)) المستشار ((بلاريو)) الذي كان يدافع عن ((أنطونيو)) وكان من أقاربها وعرفت منه تفاصيل القضية وطلبت إليه توكيلها عنه للمرافعة وتزويدها بروب المحاماة.. ففعل هذا وزودها بكتاب إلى دوق البندقية الذي كان ينظر في هذه القضية قائلاً:
إنه بالنظر لمرضه فقد وكل عنه الدكتور بلناست للمرافعة.
ودخلت ((بورشيا)) قاعة الجلسة في زي المحامين ومعها وصيفتها (غريسا) في زي كاتب المحامي ولما جاء دورها للمرافعة قامت وتطلعت في الحاضرين وتكلمت بصوت رزين هادىء معبر طالبة فيه الرحمة من (شايلوك) وقبول المال سداداً للدين... ولما رفض هذا... طلبت منه أن ترى الصك فسلمها إياه فقرأته ثم استدارت إلى الحاضرين: الصك واضح والقانون لا يمكن تغييره... أيها اليهودي، لقد أعطاك القانون هذا الحق فهل أنت مستعد لاستيفائه... فتهلل وجه ((شايلوك)) فرحاً وشحذ نصله وأظهر منتهى الاستعداد. وهنا التفتت ((بورشيا)) إليه قائلة:
أين الميزان - يجب أن تقتطع أيها اليهودي من صدر ((أنطونيو)) رطلاً من اللحم لا يزيد ولا ينقص وإلا تعرضت للعقاب. ولما رأت حيرته أردفت قائلة: هل أحضرت معك جراحاً وإلا تعرض ((أنطونيو)) للموت من النزيف.. فأجاب ((شايلوك)) إن ذلك غير وارد في الصك. فقالت ((بورشيا)) عندئذ، لقد سمح القانون باقتطاع رطل من لحم ((أنطونيو)) وأجاز القضاء ذلك.
وهنا صرخ ((شايلوك)) بفرحة قائلاً ((أنطونيو)).
ـ تعال... استعد.
ولكن ((بورشيا)) استمهلته قائلة:
أيها اليهودي الحقير... هنالك شيء آخر... فالصك لم يعطك حق قطرة دم بل نص على رطل من اللحم فإن استطعت أن تقطع لحماً فافعل ذلك ولكن حذار أن تهرق نقطة دم مسيحي فإنك إن فعلت فستصادر أراضيك وأموالك وتصبح ملكاً للدولة في البندقية.
ودوت القاعة بالتصفيق وأسقط في يدي ((شايلوك)) فطلب دفع قيمة الصك نقداً... وهنا هرع ((بسانيو)) للدفع فمنعته بورشيا وقالت.
أيها اليهودي القذر أنت موقوف لأن القوانين المعمول بها في البندقية تقضي بمصادرة أموالك لصالح الدولة لأنك تآمرت على حياة أحد مواطنيها.. وحياتك الآن تحت رحمة الدوق فاركع على ركبتيك والتمس منه العفو.
وهنا التفت الدوق إلى ((شايلوك)) قائلاً:
إننا نعفو عنك قبل أن تطلب، على أن تذهب نصف ثروتك ((لانطونيو)) والنصف الآخر إلى الدولة.
وهنا قال الرجل الطيب ((أنطونيو)).
إنني أهب حصتي إلى ابنة ((شايلوك)) التي تزوجت من الشاب المسيحي ((لورنزو)) فقال ((شايلوك)) في يأس:
أوافق على ذلك وأرجوكم السماح لي في الذهاب إلى منزلي فإنني أشعر بالمرض.
وأطلق سراح ((أنطونيو)) وقال الدوق له: يجب أن تجزل مكافأة محاميك ودعا المحامي إلى الغداء معه فاعتذر بارتباطه بمواعيد مسبقة.
وقدم ((بوسانيو)) إلى ((بورشيا)) مقابل أتعابها مبلغ الثلاثة الاف دوكة الذي كان سيدفعها إلى ((شايلوك)) فاعتذرت من قبولها ونزولاً على إصراره طلبت منه أن يعطيها قفازه فخلعه فشاهدت الخاتم الذي كانت قد أهدته له من قبل... فالتمعت عيناها وسألته أن يعطيها الخاتم جزاء على تخليصها لصديقه فاعتذر بأنه هدية من زوجه ولا يمكن التفريط بها فتظاهرت بالغضب وانصرفت... وكانت ((تريسا)) قد طلبت من (جراتيانو) أيضاً خاتمه الذي كانت أهدته له يوم أكليلهما فاعتذر كسيده فغضبت هي الأخرى وتبعت سيدتها. فلحق بها ((بسانيو)) و((جراتيانو)) وقدما لهما الخاتمين ولا تسل عن مبلغ سرورهما.
وعادت ((بورشيا)) إلى قصرها ورجعت إلى (جر الذيول) وعاد ((بسانيو)) ومعه صديقه ((أنطونيو)) إلى (بلمونت) حيث قدم صديقه إليها وروى لها قصة المحامي الدكتور الذي كانت نجاة صديقه على يديه فتظاهرت بالفرحة وهنأت أنطونيو بخلاصه وفيما هم يتسامرون سمعوا شجاراً في الجهة الأخرى بين ((تريسا)) و((جراتيانو)) التي اتهمته بأنه أهدى خاتمها إلى امرأة أخرى وهو يحلف أنه أهداه إلى كاتب المحامي الشاب مقتدياً بسيده الذي قدم خاتمه هدية إلى المحامي الشاب. فادعت ((بورشيا)) الغضب وأنَّبت ((بسانيو)) على فعلته واتهمته بأنه أهدى الخاتم هو الآخر إلى امرأة عزيزة عليه وحاول ((بسانيو)) دفع التهم عن نفسه وتدخل ((أنطونيو)) في الأمر.
وهنا أخرجت ((بورشيا)) نفس الخاتم وأعطته لأنطونيو قائلة:
ـ أعطه ((ليسانيو)) ومره ألاَّ يفرط فيه ثانية.
وهنا اكتشف زوجها حقيقة فعلتها بعد أن عبثت به وحيرته، وانفجر الجميع مرحاً وحبوراً بلغ أشده واستوى حين اطلعت ((بورشيا)) ((أنطونيو)) على الرسائل التي تلقتها وفيها ما يفيد بسلامة بواخره التجارية وعودتها قريباً موسوقة بالبضائع والخيرات.
وكانت ((بورشيا)) المرأة المثالية التي ما وجدت إلا في مخيلة شاعر فحل اسمه شكسبير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :3685  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج