جمهورية
(1)
الكونغو الديمقراطية |
(الكونغو البلجيكية سابقاً وزائير حالياً) |
أولاً ـ لمحة جغرافية تاريخية: |
وتبلغ مساحة زائير تقريباً (905563) تسعمائة وخمسة آلاف وخمسمائة وثلاثة وستين ميل مربع. وعدد سكانها بحسب إحصاء عام 1968م (16,730,000) ستة عشر مليون وسبعمائة وثلاثين ألفاً نسمة. وعملتها تسمى (زائير) وكل دولار أمريكي واحد يساوي نصف زائير. |
ويحدها شمالاً جمهورية السودان وجمهورية إفريقية الوسطى وغرباً جمهورية الكونغو برازفيل والمحيط الهادي وجنوباً انجولا وزامبيا وشرقاً يوغندا وتانزانيا وقد أصبحت مستعمرة بلجيكية منذ عام 1908م حتى نالت استقلالها في 30 يونيو 1960م وعقب هذا الاستقلال حصلت حروب داخلية ونزاع على السلطة وتدخل من جانب هيئة الأمم ومن الدول الإفريقية المجاورة حتى استقرت الأمور في عام 1969م على يد الرئيس الحالي الجنرال موبوتوسي سي سيكو. |
وزائير غنية بثرواتها الطبيعية والمعدنية مثل النحاس والألماس والكوبالت والذهب والفضة والحديد والزنك والقصدير واليورانيوم والراديوم. وفيها الغابات المليئة بأنواع الحيوانات وبالأخشاب وتكثر فيها زراعة البن والمطاط والقطن. وتعتبر زائير من أغنى بلاد العالم. |
ثانياً ـ المسلمون في الكونغو كنشاسا (زائير حالياً): |
تلقت رابطة العالم الإسلامي رسالة من الشيخ عمران جمعه كابولو رئيس الرابطة الإسلامية بجمهورية (زائير) (الكونغو كنشاسا) مع أحد القادمين من هناك يذكر فيها أن حكومة زائير أصدرت قانوناً يدعو مختلف الهيئات الدينية غير الكاثوليك والبروتستانت بطلب الشخصية المدنية الرسمية وعلى كل هيئة مقابل هذا الاعتراف الرسمي بشخصيتها المدنية أن يكون له رصيد في البنك المركزي لا يقل عن مئتين ألف دولار أمريكي وأن المسلمين عاجزون عن دفع هذا المبلغ ويطلبون العون والمدد. وقد أردف القادم هذا أن اثنين من الوزراء المسيحيين يتزعمان حركة عدم الاعتراف بالإسلام كدين من الأديان السماوية الأخرى المعترف بها وأن المسلمين في كرب شديد لأن هنالك محاولات للاعتداء على المساجد والمدارس واغتصابها. |
وقد تلقت الرابطة هذا الخبر بتحفظ شديد وأبلغت القادم أن يخبر الشيخ عمران جمعة بأنها تتألم للبلاء الذي حل بالمسلمين هناك وأنها ستوفد مدير رابطة العالم الإسلامي لزيارة الكونغو وهو في طريقه إلى جزيرة موريشس كما طلبت إليه أن يبلغ الشيخ عمران جمعة أن يقوم بمحاولة أخرى لإفهام المسؤولين هناك بأن الدين الإسلامي اقدم من كل الأديان الأخرى في جمهورية زائير وأن المسلمين قاوموا الغزاة المستعمرين من البلجيك وأن كثيرين استشهدوا في سبيل الدفاع عن حرية زائير. وحين وصلت يوغندا اتصلت بالشيخ عمران جمعة في الكونغو كنشاسا فأعلمني أن وضع المسلمين في جمهورية زائير قد تحسن فلما انتهت زيارتي ليوغندا أسرعت إلى كنشاسا ولما قابلت الشيخ عمران جمعة أخذني بالأحضان وقال لي إني أهنئك بأن الله سبحانه وتعالى قد جعل كلمته هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.. وإني أبشرك أن فخامة الجنرال موبوتوسي سي سيكو رئيس جمهورية زائير قد منح الشخصية المدنية للرابطة الخيرية المسماة بالرابطة الإسلامية بجمهورية زائير وبعمران جمعة كممثل لجميع المسلمين في زائير من دون دفع دولار واحد فقبلته وقلت له بشرك الله بالخير ولكن قلي كيف حدث ذلك فأجاب. |
عندما وردت تعليمات الرابطة عاودنا الكرة مع أعضاء الحكومة طبقاً لإرشاداتكم فابتدأ الوضع يتحسن وأصاخ الأعضاء إلى كلامنا وفي خلال هذه المحاولة يشاء الله إلا أن يعز دينه ويعلي كلمته فيشترك الوزيران المسيحيان اللذان كانا يتزعمان المعارضة في مؤامرة عند رئيس الجمهورية فيقبض على أحدهما ويزج به في السجن ويفر الآخر ويلتجأ إلى زعيم الكاثوليك في روما وإذا بالجنرال موبوتو يصدر أمره كما قلت لك من قبل ولم يكف بذلك بل إنه حين اجتماع حزبه أشاد بموقف المسلمين في محاربة الغزاة المستعمرين. وكادت الدنيا لا تسع سروري وفرحتي بما سمعت وإذا بي اطلب من الشيخ عمران جمعة أن يرتب لي مؤتمراً صحفياً وبمقابلة تلفزيونية وقد استطاع الشيخ عمران بمساعدة أحد أعضاء رابطته وهو موظف كبير في وزارة الإعلام أن يرتب كل شيء وعقد المؤتمر الصحفي بساحة مسجد سوزوكي حضره ممثلو الصحف في كنشاسا ومندوبو إذاعة كنشاسا وتليفزيونها والمصورون وبدأ السؤال الأول عن أهداف الزيارة فأجبتهم بما يلي: لقد جئت إلى كنشاسا لتقديم واجب الشكر والتقدير إلى صاحب الفخامة الجنرال موبوتوسي سي سيكو رئيس جمهورية زائير على اعترافه بالدين الإسلامي كأحد الأديان السماوية الأصيلة في جمهورية زائير وعلى أن الرابطة الإسلامية ورئيسها الشيخ عمران جمعة هو الممثل - الشرعي لجميع مسلمي زائير ثم أردفت قائلاً وأنه لعمري قرار عادل ذلك لأن الدين الإسلامي هو أقدم الديانات السماوية بجمهورية زائير لأن المسلمين في الكونغو بقيادة زعيمهم حامد الملقب عند الغربيين بـ (تيب تيب) قاوموا الغزو البلجيكي مدة (25) سنة حتى سقط زعيمهم شهيداً في ساحة الشرف والكرامة. |
ثم ناشدت جميع المسلمين في جمهورية زائير بأن يتعاونوا مع إخوانهم المواطنين في جمهورية زائير ويعملوا جميعاً على رفعة زائير وازدهارها. |
وبعد ذلك سئلت عن المملكة والرابطة فأجبت بما يجب علي أن أجيب وأنفض الاجتماع وقد أذيع الحديث بالخمس اللغات التي يذيع بها تلفزيون زائير. |
ولو كان العصر عصر معجزات لقلت إن اعتراف حكومة زائير بالدين الإسلامي وبتوحيد المسلمين في جميع أنحاء هذه الجمهورية تحت لواء الرابطة الإسلامية ورئيسها الشيخ عمران جمعة هي معجزة من معجزات هذا العصر. |
وفي اليوم التالي للمؤتمر الصحفي قمت بزيارة المساجد والمدارس التابعة للرابطة الإسلامية في كنشاسا وهي عبارة عن كتاتيب إلا مدرسة ثانوية واحدة لم يكمل بناؤها لضعف إمكانيات المسلمين المادية وأن جميع المساجد والمدارس بحاجة إلى التعمير والتأثيث وقد علمت أن المسلمين في جمهورية زائير يبلغ عددهم حوالي المليون وأنهم يتركزون في ستانلي فيل وفي سنجوني ولم استطع الوصول إلى هذين البلدين لأن ذلك كان يقتضين البقاء على الأقل أسبوعين لهذه الغاية وإني أرى ما يلي: |
1 ـ أن ترفع الرابطة التماساً إلى المقام السامي بالتبرع لمسلمي جمهورية زائير بخمسين ألف ريال سعودي سنوي. |
2 ـ أن ترسل الرابطة خمسة أساتذة على الأقل ممن يتقون اللغة الفرنسية بالإضافة إلى اللغة العربية وعلوم الدين ليتعلم أبناء المسلمين هناك لأنها اللغة الوحيدة التي يتكلمونها. |
3 ـ أن يعين الشيخ عمران جمعة عضواً في المجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي. |
ثالثاً ـ نشاط الفرق المنحرفة في جمهورية زائير: |
يبلغ عدد الإسماعيليين في كنشاسا حوالى (900) شخص ولكن ليس لهم أي مجهود ضد المسلمين السنيين كذلك القاديانية فعددهم لا يتجاوز الألفين وليس لهم نشاط يذكر ضد المسلمين مثل نشاطهم في كينيا. |
وفي كنشاسا ظاهرة غريبة وهي وجود تعاون بين المسلمين السنيين والشيعة الأثنا عشرية والبهرة والإسماعيلية فعندما قام المسلمون السنيون ببناء مسجد في كنشاسا حضر أصحاب هذه الفرق حفل وضع الحجر الأساسي لهذا المسجد كما علمت أنهم تبرعوا من أجل بنائه. |
رابعاً ـ الصهيونية في جمهورية زائير: |
وللصهاينة نشاط كبير في جمهورية زائير فالمصانع الكبيرة فيها بأيديهم وخبرائهم في الزراعة والجمعيات التعاونية منتشرون في عرض البلاد وطولها. والبلجيكيون وإن أعطوا لجمهورية زائير استقلالها وخرجت جيوشهم منها إلا أنهم عادوا إليها فاستعمروها اقتصادياً بمساندة رؤوس الأموال الصهيونية وسفراء الدول العربية والإسلامية في جمهورية زائير يقيمون بنشاط ملموس في الحد من التغلغل الصهيوني في جمهورية زائير. |
|