شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العقد الماسي
قصتنا هذه الليلة، الرائعة الفرنسية الخالدة (( العقد الماسي )) لأشهر أدباء القصة في فرنسا جي موباسان. ولد جي موباسان عام 1850 وتوفي عام 1893. بالرغم من أن جي موباسان لم يعش أكثر من (42) سنة فقد استطاع في هذه المدة القصيرة أن يؤلف حوالي (200) قصة ورواية وأن يصبح في طليعة أدباء القصة ولا سيما القصة القصيرة. من أشهر رواياته (( حياة )) و (( الحبيب الجميل )) ومن أروع قصصه القصيرة التي بلغت في مجموعها حوالى (200) قصة.. رائعة هذه الأمسية (( العقد الماسي )) .
حوادث القصة
الراوي: كانت من هؤلاء الفتيات الجميلات الفاتنات.. ولدت - لسوء حظها - في عائلة من طبقة فقيرة.. لم تكن تملك (دوطة) ولا تنتظر تركة.. وليس لديها وسائل التعريف عن حالها حتى تشتهر فتحب فتتزوج من رجل مرموق، ولذلك ارتضت لنفسها أن تتزوج من موظف بسيط في إحدى الوزارات.
كان لباسها بسيطاً لأنها لا تملك ثمن الملابس الغالية، وكانت بالطبع غير سعيدة بهذه الحال وكأنها امرأة خلقت من غير هذه الطبقة ذلك لأن جمال المرأة هو أصلها وفصلها وعائلتها. وإحساس النساء بالظهور بمظهر الرشاقة غريزة متأصلة في نفوسهن متى ما اتسمت بالدهاء والمرونة دفعا بهن إلى طلب المساواة بأعظم السيدات حسباً ونسباً.
كانت بطلة قصتنا هذه متبرمة دائماً.. تشعر أنها خلقت للترف والنعيم ولذلك كانت تتألم من ضعة منزلها وجدرانه المتآكلة ومقاعده المتكسرة، وأثاثه المشوه الممزق.. فكانت تتحرق ألماً مما هي فيه.. لقد كانت تحلم ببيت هادىء جميل ينتظم غرفه الواسعة فراش وثير وتزين سقوف جدرانه تحف وقناديل شرقية الصنع وله قاعة كبيرة زخرفت حيطانها بالصور الزيتية البديعة وفرشت أبهاؤها بأثاث فخم.. وخدم وحشم من نساء ورجال يطوفون بهذا البيت الكبير.
وتتبخر هذه الأحلام ثم تنزل رذاذاً من السخط والتبرم عندما تجلس أمام مائدة العشاء وقد غشيها غطاء متسخ، لأنه لم يبدل منذ ثلاثة أيام، وجلس في الجهة المقابلة لها زوجها وقد كشف غطاء (سلطانية) الشوربة وتمتم في فرح قائلاً:
الزوج: أوه بالحساء شوربة لحم البقر اللطيفة المخلوطة بالجزر.. إنني لا أعرف حساء ألذ من ذلك..
الراوي: ولكن الزوجة كانت تحلم بعشاء فاخر تتألق أواني وأدوات مائدته على مفرش مزدان بأنواع الصور الأثرية، وأطباق متنوعة يدور بها الندل، وهمسات مجاملة وبسمات لطيفة من المعجبين تدغدغ أذنيها وتبهج ناظريها بينما هي تتناول طعامها من السمك ولحم الطير في شهية زائدة..
وكان لبطلة قصتنا صديقة غنية تربطها بها أواصر قوية منذ أيام الطفولة.. وقد استاءت من عودتها لأنها لا ترغب في زيارتها لما هي فيه من حال رثة فليس لديها ملابس أنيقة ولا مجوهرات فكانت تبكي بكاءً مراً كلما عادت من زيارتها لهذه الصديقة..
وجاءها زوجها ذات مساء يمسك بيده - في زهو وإعجاب - رقعة دعوة كبيرة.. وابتدرها قائلاً:
الزوج: هنا يوجد شيء لك يا عزيزتي..
الزوجة: وما هو..
الزوج: خذي وأقرئي.. إنها رقعة دعوة من الوزير إلى حفلة راقصة يقيمها في منزله.
الزوجة: وماذا تنتظر مني أن أفعل بهذه الدعوة..؟
الزوج: يا عزيزتي: لقد ظننت أنك ستفرحين بها.. إنك لم تُدعي من قبل لمثل ذلك.. وإنها لفرصة جميلة.. وقد وجدت صعوبة كبيرة في الحصول عليها.. فرقاع الدعوة محدودة.. ولم يوزع منها إلا عدد قليل على الموظفين... إنك ستلتقين يا عزيزتي بالعلية من الموظفين وصفوة الناس.
الراوي: وتطلعت الزوجة في وجه زوجها وصاحت وقد نفذ صبرها قائلة:
الزوجة: وهل لدي من الملابس ما أتزين به لمثل هذه الحفلة..
الزوج: أعتقد أن ملابسك التي تذهبين بها عادة لحضور حفلة مسرحية مناسبة لذلك:
الراوي: وعلا بكاء الزوجة ونحيبها فتوقف الزوج عن الكلام وتطلع إلى زوجته التي انهمرت دموعها مدراراً.. ثم اقترب منها وغمغم قائلاً:
الزوج: ما بك يا عزيزتي؟ ماذا جرى؟
الزوجة: لا شيء.. إني لعدم وجود ملابس أنيقة لن أستطيع حضور هذه الحفلة.. فأعط بطاقة الدعوة إلى زميل من زملائك له زوجة عندها ما تتزين به لمثل هذه المناسبة..
الزوج: عزيزتي ماتيلدا.. كم تقدرين المبلغ اللازم لك لابتياع ملابس بسيطة أنيقة يمكنك ارتداؤها لهذه المناسبة ولمناسبات أخرى مستقبلاً.
الزوجة: لا أدري بالضبط يا عزيزي ولكن يلوح لي أن المبلغ لا يزيد عن أربعمائة فرنك..
الزوج: حسناً.. سأعطيك الأربعمائة فرنك.. ولكن اجتهدي أن يكون لباسك جميلاً.
الراوي: وأقترب يوم الحفلة وبالرغم من أن فستان ماتيلدا قد أصبح جاهزاً فإن ملامحها ما زالت ترهقها كدراً من الحزن، والقلق، والعصبية. ولاحظ زوجها ذلك فقال لها:
الزوج: ماتيلدا.. ما بك.. إن حالك مضحك في هذه الأيام الثلاثة..
الزوجة: إنني لمتضايقة لأني لا أملك مجوهرات حتى ولا حجراً واحداً أقلده عنقي أو أزين به صدري.. وسيطلع الناس على بشاعة فقري المدقع إنني أفضل لذلك ألا أذهب إلى هذه الحفلة..
الزوج: تستطيعين وضع زهر طبيعي.. إنه موضة الموسم.. فبعشر فرنكات تشترين اثنين أو ثلاث زهرات بديعة..
الزوجة: لا.. لا شيء أشد تعاسة وضعة من أن تظهر المرأة فقيرة بين نساء ثريات..
الزوج: كم أنت غبية يا عزيزتي.. اذهبي إلى صديقتك مدام فروستير واسأليها أن تعيرك بعض المجوهرات..
الراوي: وبفرحة طاغية وسرور جارف قالت ماتيلدا:
الزوجة: صحيح! صحيح أن ذلك لم يخطر ببالي..
الراوي: وفي اليوم التالي ذهبت ((ماتيلدا)) إلى صديقتها وأنبأتها بحاجتنا فقامت هذه إلى خزانتها وأحضرت علبة مجوهرات كبيرة لتختار منها ((ماتيلدا)) ما تريد...
وجربت ((ماتيلدا)) أمام المرآة القلائد والخواتم، ونفائس الأحجار الكريمة الدقيقة الصنع ولم يرقها شيء منها.. وأخيراً وجدت في علبة من الساتان الأسود عقداً من الماس خفق قلبها له بسرور عارم وارتجفت يداها وهي تحوط عنقها به ثم سألت صديقتها أن تعيره لها فأجابتها إلى سؤالها. وغمرت ((ماتيلدا)) عنق صديقتها بالقبلات وانصرفت بالعقد وكأنه كنز بين يديها.
وذهبت إلى الحفلة الراقصة ماتيلدا وزوجها.. واستشعرت بالفوز والفخر لأنها بدأت أجمل سيدة في تلك الحفلة.. جمالاً، ورشاقة وأناقة وفتنة وكادت تجن من فرط فرحها. وقد التف حولها فراش من المدعوين يلتمسون التعرف إليها بما فيهم مساعدو الوزير وأركان وزارته حتى الوزير نفسه لاحظ ذلك.
وقد تمتعت ((ماتيلدا)) بتلك الحفلة بما في هذه الكلمة من معنى إنها كانت تحتفل بانتصار جمالها بأمجاد نجاحها المكلل بسحابة من السعادة كونتها تحيات ومجاملات المعجبين لاستحق نصرها أن يكون نصراً مؤزراً وحبيباً إلى قلب أية امرأة فكيف بـ ((ماتيلدا)).
وغادرت ((ماتيلدا)) الحفل قبل الصبح.. وكان زوجها منذ منتصف الليل قد آوى إلى غرفة جانبية من منزل الدعوة مع ثلاثة من زملائه تاركين أزواجهم يستمتعن بأكبر قسط من مباهج الحفلة.
ووضع زوج ((ماتيلدا)) على كتفها شالاً بسيطاً يصلح للاستعمال اليومي لا للظهور في حفل كهذا ولا يوائم لباسها الأنيق وقد أحست ((ماتيلدا)) بذلك وحاولت الفرار من مكان الحفل حتى لا يشاهدها أحد من النساء اللواتي كن يرتدين أغلى الفراء.
وخرجت ((ماتيلدا)) على عجل وزوجها خلفها يقول:
الزوج: انتظري قليلاً ريثما آتيك بعربة فالجو في الخارج بارد جداً..
الراوي: ولم ترد ((ماتيلدا)) على رجائه بل أسرعت بالخروج وسارا مسافة قصيرة حتى وجدا عربة القيا بنفسيهما فيها ووصلا إلى منزلهما ودخلاه وقد تنفس الصبح..
ورمت ((ماتيلدا)) بالشال الذي كان يغطي أكتافها وصدرها ووقفت أمام المرآة تستعرض المجد الذي أحرزته في تلك الليلة وإذا بها تصرخ بأعلى صوتها قائلة:
الزوجة: آه؟ يا إلهي، آه يا إلهي!
الزوج: ما بك يا عزيزتي؟ ما بك؟
الزوجة: لقد ضاع العقد.. ضاع العقد.. فقدته..
الزوج: ماذا؟ كيف ذلك غير ممكن..
الراوي: وطفقا يفتشان ثنايا الملابس وجيوبها وكل ناحية فيها فلم يجدا. وعندها قال الزوج..
الزوج: هل أنت متأكدة أن العقد كان في عنقك عندما غادرت الحفلة؟
الزوجة: نعم وقد تلمسته بينما كنت أسير في دهليز بيت الوزير.
الزوج: لو سقط العقد ونحن نمشي في الطريق لشعرنا بسقوطه من صوته من غير شك قد سقط في العربة..
الزوجة: نعم.. أعتقد ذلك.. هل أخذت رقم العربة..
الزوج: لا.. وأنت لم تلاحظي الرقم؟
الزوجة: لا..
الراوي: وتطلع كل منهما للآخر مشدوها وأخيراً ارتدى ((الزوج لوازل)) ملابسه ثانية وقرر أن يقص آثار الطريق التي مشيا عليها لعله يجد العقد. وظلت ((ماتيلدا)) بعد خروجه منكمشة في ملابسها تترقب على أحر من الجمر عودة زوجها ((لوازل)). وفي الساعة السابعة بالتوقيت الإفرنجي رجع ((لوازل)) بخفي حنين أنه لم يجد العقد.. فسارع إلى مركز الشرطة وسجل ذلك ثم إلى أصحاب الجرائد ودور النشر وأعلن عن مكافأة لمن يجد هذا العقد.. وطرق أبواب الشركات التي تؤجر عربات الحنطور ولم يترك وسيلة إلا لجأ إليها ولا قبساً من رجاء إلا سار إليه. وفي ذات مساء عاد إلى منزله أصفر الوجه غائر العينين والخدين لأن جهوده ذهبت عبثاً فخاطب زوجته قائلاً:
الزوج: ماتيلدا: يجب أن تكتبي إلى صديقتك بأن (إبزيم) العقد قد كسر وأنك عاملة على إصلاحه.. واطلبي منها إمهالك حتى يتم إصلاحه..
الراوي: وصدعت ((ماتيلدا)) بما أمرت، وبعد أسبوعين من ضياع العقد فقدا كل أمل في العثور عليه.. وفقدا معه خمس سنوات من ثيابهما وأخيراً قرر ((الزوج أوزال)) أن يجد بديلاً عنه. وفي اليوم التالي شرعا في التطواف بالصاغة وباعة المجوهرات وأخذا معهما العلبة التي كان بها العقد المفقود.. وسألا صانعها إن كان لديه مثيل للعقد الذي كان بها فأخبرهما أنه صنع العلبة ولم يصنع العقد.. وخرجا من عنده للتطواف.. وأخيراً وجدا في أحد الدكاكين عقداً شبيهاً له طلب صاحبه فيه أربعين ألف فرنك وبعد المفاصلة قبل أن يبيعه بستة وثلاثين ألف فرنك.. فالتمسا منه أن يمهلهما ثلاثة أيام لتدبير ثمن العقد واتفقا معه أنه في حال وجود العقد الأصلي بعد الشراء سيعيدان إليه عقده ويبيعانه له بنقص ألفي فرنك عن ثمنه. وكان ((الزوج أوزال)) يدخر ثمانية عشر ألف فرنك بقية إرث تركه له والده وعليه الآن بتدبير البقية فاقترض ألف فرنك من رجل واحد وخمسمائة من آخر ومائة فرنك من هنا وستين من هناك ووقع على كمبيالات لبنوك ومرابين بفوائد فاحشة قد يمضي عمره كله ولا يستطيع تسديدها ولكنه كان في حالة غير طبيعية.. إنه يريد دفع ثمن غرور زوجته وحبها للعظمة (والنفخة الكذابة) كما يقولون.. وأخيراً جمع المبلغ واشترى العقد وأرسل زوجته به.. وقد عاتبتها صديقتها على تأخرها في إرسال العقد فراحت تعتذر إليها وتحاول أن تشاغلها بالكلام حتى لا تفتح العلبة وترى العقد وتلحظانه لا يشبه تماماً عقدها المفقود.. ولم تهدأ أعصاب ((ماتيلدا)) إلا بعد أن أخذت الصديقة العلبة ووضعتها في الخزانة من دون أن تفتحها.. وغادرت ((ماتيلدا)) منزل صديقتها متمنية لو كان لها جناحان لتطير بهما قبل أن تكتشف صديقتها الأمر.
وجربت ((ماتيلدا)) الآن حياة الفقر المدقع وذاقت ألوان آلامها وأحزانها وتعاستها وشقائها.. وقابلت بتصميم وشجاعة هذا المصير المظلم.. فالدين المخيف يجب أن يسدد وكان أول عمل قامت به هو الاستغناء عن الخادم والرحيل عن الشقة والسكن في غرفة على سطح (روف) إحدى العمارات لا نور بها ولا ماء فكانت تنقل جرة الماء وتصعد بها وهي تتوقف لاهثة على السلالم.. ثم زاولت غسيل الصحون والملابس والمفارش فكانت تنشر الغسيل على الحبال حتى يجف.. وكانت تنقل صندوق الزبالة إلى الشارع كل صباح.. وكانت ترتدي ملابس الخدم وتخرج إلى السوق والملاية على ذراعها لتشتري من الجزار والبقال والفكهاني وتفاصل هذا وتشتم ذاك في سبيل توفير قرش واحد.. واشتغل زوجها في عمل إضافي بعد انتهاء عمله اليومي الرسمي.
وقد استداما هذه الحال واستمرأها مدة عشرة سنوات حتى تم لهما تسديد هذه الديون.. وقد أحنت السنون والهموم ظهر ((ماتيلدا)) وأخذت معها نضارة شبابها ورونق جمالها فبدت الآن امرأة عجوز قوية العضلات.. خشنة المظهر والمخبر.. وصبغت الأيام شعرها بالبياض وطبعتها بطابع الطبقة الدنيا.. في حركاتهم وسكناتهم ومأكلهم وملبسهم حتى أنها حينما تتكلم كانت تتكلم بصوت خشن عالٍ.. ولكنها كانت بعض الأحايين التي يكون فيها زوجها في دائرة عمله تجلس إلى الشباك وتسبح في خيالات الماضي وأحلام تلك الحفلة الراقصة وكيف كان جمالها مثار إعجاب المدعوين.. وماذا كان سيحدث لها لو لم تضيع العقد؟ وكيف كان جمالها مثار إعجاب المدعوين.. وماذا كان سيحدث لها لو لم تضيع العقد؟ من يعرف؟ من يعلم؟ كم هي الحياة غريبة في أطوارها.. سرعان ما تتغير.. وكم من شيء صغير تافه تحتاجه فيرفعك أو يهدمك.
وفي يوم من أيام الآحاد كانت ((ماتيلدا)) تتمشى في شارع الشانزليزيه تستروح من متاعب عملها طوال الأسبوع إذا بها تلمح فجأة سيدة ومعها طفل.. كانت تلك السيدة مدام فروستير صديقتها وصاحبة العقد المشؤوم.. إنها ما تزال في ريق الشباب ونضارة العمر.. وقد حرّك هذا المنظر أشجانها وصممت أن تسعى إليها وتطلعها على قضية العقد ولا سيما وأنها سددت قيمته.. فلماذا لا تخبرها..؟ لماذا؟ وذهبت إليها ((ماتيلدا)) وابتدرتها قائلة:
ماتيلدا: طاب يومك يا جين..
الراوي: ولم تعرفها هذه واستغربت أن تخاطبها امرأة وترفع الكلفة من دون سابق معرفة فتذمرت وأجابت قائلة:
مدام فروستيير: ولكن.. مدام.. أنا لا أعرفك.. لعلّك ارتكبت خطأ..
ماتيلدا: لا.. إنني ماتيلدا لوزال.
مدام فروستيير: (صارخة).. أوه.. أيتها المسكينة.. كم تغيرت كثيراً..
ماتيلدا: نعم.. لقد مررت بأيام عصيبة منذ رأيتك آخر مرة وكل هذا العذاب بسببك.
مدام فروستيير: بسببي.. كيف؟
ماتيلدا: أتذكرين العقد الماسي الذي أعرتني إياه لحضور الحفلة الراقصة في الوزارة؟
مدام فروستيير: نعم.. ثم ماذا؟
ماتيلدا: لقد أضعته..
مدام فروستيير: كيف يكون ذلك وقد أرجعتيه إلي..؟
ماتيلدا: لقد أرجعت عقداً مماثلاً له.. وقضيت وزوجي عشر سنين نسدد ثمنه.. وإنك كما تعلمين كان ذلك أمراً عسيراً على مثلنا لأننا لا نملك نقوداً.. على كل حال.. لقد دفعنا الثمن وإنني في منتهى السرور.
مدام فروستيير: تقولين إنك اشتريت عقداً ماسياً بدلاً من عقدي الضائع؟
ماتيلدا: نعم.. ألم تلاحظي ذلك..؟ ألم يكونا متشابهين تماماً؟
الراوي: وشفعت ((ماتيلدا)) إجابتها هذه بابتسامة عجب وزهو وفرحة عابرة.. وقد تأثرت مدام فروستيير جداً بما سمعت فأخذت بيدي ((ماتيلدا)) وقالت:
مدام فروستيير: أوه.. أيتها المسكينة ماتيلدا.. ولكن عقدي كان من الماس الصناعي لا يتجاوز ثمنه أكثر من خمسمائة فرنك..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2865  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج