شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المؤتمر الثاني للدول غير المنحازة
وهل يحقق السلام العالمي؟
كتب جان جاك روسو في كتابه عن التعليم المسمى ((إميل)) يقول: أن خير طريقة تعلم بها ((إميل)) ألاَّ يتدلى من النافذة هي أن تدعه يسقط منها. لكن عيب هذه الطريقة للأسف هو أن ((إميل)) قد لا يعمر حتى يستفيد من تجاربه)).
ولقد سلك العالم في ممارسته العلاقات الدولية، طوال عصور التاريخ قديمة وحديثة، طريقاً أشبه بعملية السقوط من النافذة فكانت الإصابات شديدة وبالغة ولكنها - ربما لحسن الحظ - لم تكن مميتة أو قاتلة. وأخشى ما يخشاه المراقبون حدوث سقطة جديدة تكون فيها نهاية العالم. ولذلك فهم يهيبون بالدول المحبة للسلام أن تستضيء بما مر من تجارب في رسم سياسة سلام دائم.
ومما يشجع دعاة هذه السياسة ويبعث على تفاؤلهم ظروف وعبر تعلموا منها أن القضايا والمسائل التي بدت، خلال سنوات طويلة، بعيدة المنال مستصعية الحل أسلست قيادها أخيراً بفضل الجهود المخلصة والصبر والمثابرة.
إن شبح القنبلة الهيدروجينية وأسلحة الفناء، والتدمير التي تطالعنا بها أجهزة أعلام صانعيها قد خلفت في نفوس الناس وعياً وإدراكاً سليماً لمعنى المصير المحتوم أو فناء الخلق (جميعاً).
فهل للمؤتمرين في الخامس من شهر أكتوبر أن يبنوا من هذا الوعي الشامل صرحاً للسلام العالمي ثابت الدعائم مشمخر البنيان؟
عصر المفاجآت:
لعلّ أبرز ما يتميز به عصرنا الحاضر هو المفاجآت في كل شيء تقريباً، فمن ضروب هذه المفاجآت استرجال المرأة ومنافستها للرجل حتى في البطولة العضلية. لقد شاهدت في جولتي الأخيرة بأوروبا هذه الناحية بأجلى مظاهرها فترحمت على شاعرنا الذي قال:
كتب القتل والقتال علينا
وعلى الغانيات جر الذيول
وقلت في نفسي لو كان الشاعر إياه حيًّا ورأى شباب (الخنافس) يتمشكحون في شوارع برلين ولندن وتهافت الناس على رؤيتهم لقال: كتب علينا جر الذيول ولبس الأساور ووضع القلائد التي تنتهي بقلب ذهبي على أعناقنا وقص شعرنا بشكل مثير أو وضع باروكة (شعر مستعار) إذا كان شعرنا من النوع الذي لا يتناسب مع موضة شعر الخنافس بالإضافة إلى نتف الحواجب ووضع روج خفيف غير ظاهر تماماً على الشفاه.
ولعلّ أقبح ما رأيت من استرجال المرأة إدمانها على التدخين بشكل فظيع. إن موضة التدخين منتشرة بين صغار الفتيات أكثر من كبارهن. لقد رأيت في لندن فتاة لما تتجاوز الثانية عشرة من العمر شعرها مصفصف أو مصفوف على موضة الخنافس ووجهها ما ترك نوعاً من المساحيق إلاَّ استعمله، وسيجارة تلتصق بين إصبعيها وحذاء بكعب عالٍ يضم رجليها، وهي تتمخطر تستعرض ما على واجهات المخازن في (البيكادلي) وسحابة من الدخان تظللها فتطلعت وزوجي إليها وقلنا لا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
المرأة بين الصبا والشيخوخة:
اللغة البرتغالية لغة لا نزال هنا نعرف النزر اليسير عن آدابها. وفي الصورة الأدبية التالية ما يدل على أن هذه اللغة قادرةً على تكييف العواطف بشكل فيه دقة الوصف وصدق التعبير. وقد اخترت (تابلوهاً) حياً عن ((المرأة بين الصبا والشيخوخة)).
المرأة: في السنة العاشرة من عمرها شرنقة تنتظر نور الحب لتتحول إلى فراشة جميلة.
المرأة: في الثالثة عشرة قصيدة شعرية لم تكتمل قوافيها بعد.
المرأة: في الرابعة عشرة لحن قيثارة لم تنظم أوتارها.
المرأة: في السادسة عشرة تمثال السيدة يطلب قلباً يقيم له فيه مذبحاً.
المرأة: في السابعة عشرة صندوق مقفل على جواهر ثمينة.
المرأة: في الثامنة عشرة ليلة من ليالي الخريف تنيرها النجوم المشعشعة.
المرأة: في التاسعة عشرة مساء تفوح فيه الروائح الذكية فتعطر القلوب.
المرأة: في العشرين قصيدة من أرق الأشعار.
المرأة: في الحادية والعشرين كوكب الزهرة يبكي عند شرفة جولييت.
المرأة: في الثانية والعشرين دمعة تبلل ضريح البكارة.
المرأة: في الثالثة والعشرين أشعة مغضضة.
المرأة: في الرابعة والعشرين رقاص متدلي بين الريبة والأمل.
المرأة: في الخامسة والعشرين غناء مطرب في اللَّيالي المقمرة ولكن قل من يصغي إليه.
المرأة: في السادسة والعشرين آخر طبعة من رواية كان لها شهرة عظيمة.
المرأة: في السابعة والعشرين منديل لا يزال عليه أثر من الروائح العطرية.
المرأة: في الثامنة والعشرين نجمة الصبح يكاد يطفىء نورها بزوغ الفجر.
المرأة: في التاسعة والعشرين شمس تغطيها غمامة رقيقة.
المرأة: في الثلاثين العصر يلبس ثوب المساء.
المرأة: في الحادية والثلاثين مساء يدخل في الليل.
المرأة: في الثانية والثلاثين ربابة بدأت أوتارها تتقطع.
المرأة: في الرابعة والثلاثين سرير الأطفال.
المرأة: في الخامسة والثلاثين باقة من الزهور الطبيعية مضى عليها ثلاثة أيام.
المرأة: في الحادية والأربعين عقرب يدل على كل شيء.
المرأة: في الثانية والأربعين عش تركنه العصافير.
المرأة: في الثالثة والأربعين الثقالة بكل معناها.
المرأة: في الرابعة والأربعين علامة تعجب لكل ما يقع تحت نظرها.
المرأة: في الخامسة والأربعين نواسة لم يعد فيها زيت.
المرأة: في السادسة والأربعين نخلة آيلة للسقوط.
المرأة: في السابعة والأربعين تابوت وضعت فيه المسرات.
المرأة: في الثامنة والأربعين خيال يمثل الماضي.
المرأة: في التاسعة والأربعين خيال يمثل الماضي.
المرأة: في الخمسين قبر دفنت فيه الآمال.
بعد المعركة: للشاعر الفرنسي فيكتور هيجو:
كان أبي ذلك البطل الحلو الابتسام.
يرود على جواده، مساء موقعه، الميدان وقد غطته جثث القتلى وخيم عليه اللَّيل. وكان يتبعه جندي واحد محبوب إليه بين سائر الجند لعظيم بسالته وطول قامته.
خيل لأبي في الغسق أنه يسمع أنة ضعيفة.
ذلك أن إسبانياني الجيش المنهزم.
كان يزحف على حافة الطريق.
مكفهر الوجه، منسحق الأعضاء.
يتدفق الدم من جراحه، والنزع آخذ منه حتى كاد يلفظ النفس الأخير.
وهو يقول: اسقوني! اسقوني!
فتأثر أبي وناول جنديه الأمين.
زمزمية ماء كانت مدلاة إلى سرج حصانه،
وقال له: خذ واسق هذا الجريح المسكين.
وفيما الجندي منحن ينعطف على الرجل الظاهر أنه إسباني،
وإذا بهذا قبض على طبنجة كانت لا تزال في يده،
وسددها إلى جبين أبي صارخاً: مت.
كاد الطلق يصيب المرمى،
فأطار قبعته وأجفل الجواد إلى الوراء.
وإذا بأبي يقول: أسقه، أسقه أيضاً.
واللَّه أعلم:
لماذا توضع الأزرار على أطراف أكمام ثياب الرجل؟
لأن فردريك الكبير ملك بروسيا كان مولعاً بالزينة وحسن البزة. فرأى جنوده يمسحون وجوههم بأكمامهم فكره منهم تلك العادة وأمر أن توضع أزرار على الجهة العليا من الأكمام حتى لا يستطيع الجندي أن يمسح وجهه بكم ثوبه. ثم تلاشت العادة القديمة رويداً ونقلت الأزرار إلى القسم الأسفل حتى لا تبقى ظاهرة.
لماذا يدور الكلب مراراً قبل أن يضطجع على الأرض؟
لأن الكلب لما كان في حالته الوحشية الأولى كان يعيش في الغابات والأدغال كالذئب والثعلب فكان يدور مراراً ليمهد الأوراق والنبات ويبعدها عن جسمه حتى يستطيع أن ينام في مكان منبسط ولا تزال هذه العادة غريزية فيه حتى الآن.
لماذا يصافح أحدنا الآخر باليد اليمنى؟
لأن العداوة في الزمن القديم كانت عامة فكان على كل إنسان أن يحمل سلاحه، وكانوا يعلقون سيوفهم أو خناجرهم على الجانب الأيسر، من تجريدها حالاً باليد اليمنى ساعة الخطر. فمتى أراد أحدهم ولاءه وصداقته مد إلى مصافحه يمناه. فإذا كان الآخر صافحه باليمن أيضاً وذلك دليل على السلام بينهما لأن يد الواحد اليمنى في يد الآخر اليمنى فلا يمكنهما تجريد السيوف.
للترفيه:
كان غني يعظ شحاذاً فقال له:
ـ ألا تعلم أن السعادة تطرق باب كل إنسان يا عزيزي؟
ـ نعم، وقد طرقت بابي حين كنت غائباً فاغتاظت وصارت تبعث إلي بابنتها كل يوم..
ـ ابنتها؟ من تعني؟
ـ أعني التعاسة.
الأب: هل تعلم ماذا يحل بالأولاد الكذابين يا بني؟
الابن: نعم. متى كبروا تستخدمهم المحلات التجارية لإقناع الزبائن بجودة البضاعة.
عاد رجل إلى منزله وأنبأ زوجته أنه راهن في السباق على فرس تدعى ((الفاتنة)) فربح.
وفي اليوم التالي عنّ له أن يعود إلى السباق ولكنه نسي اسم الفرس، فسأل زوجته إن كانت تتذكر الاسم الذي قاله. فابتسمت وقالت:
ـ انظر إلي فلا بد أن تتذكر.
فنظر وفكر ولكن دون جدوى وأخيراً ضاق ذرعه وقال:
ـ تباً له من اسم قبيح.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1252  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.