انجي يا حلوة يا انجي |
هل لي يا روحي من مُنْجِ |
من سحرِ عيونك والغنجِ |
انجي يا حلوة يا انجي |
أرجعتِ اليومَ الكهلَ فتىً |
فعسى يلقاك ترى ومتى؟ |
ويقول السعدُ وَفَى وأتَى |
انجي يا حلوة يا انجي |
الليلُ تلوّنَ من شعرِك |
والصبحُ تنفسَ من نورك |
والزهرُ تضوعَ من عطرك |
انجي يا حلوة يا انجي |
البِيد أَنخْتُ بها العِيسَا |
والغيل تركت به قَيْسا |
وركبتُ الجو لباريسا |
ومغاني
((السين))
(2)
وغاليسا |
((
والشانزليزيه))
(3)
لأرى
الناسا |
والأيفل
(4)
والمنبر
ناسا |
((
لتوال)) يسامر جلاسا |
وظبا شَيّبْنَ لي الرأسا |
فِيهُنّ لقيتُك يا انجي |
قالت من أنتَ؟ |
أنا ضيف |
قد جاءَ إليك به الصيفُ |
ومعي كم ومعي كيف |
أيشوبك بعد ترى خوف |
والفتك بعينيك الدعج |
لا ضيفَ هنا يا مسيو… هنا |
للصيفِ نعم إن شئت… |
أنا!! |
((
وِي))
(5)
مسيو
أتبغي؟ |
قلت مني |
يا ليتَ الصيفَ يطولُ بنا |
وَافَرَحْةُ قلبي بالفرجِ |
ودبيبُ الحبِّ بَدَا يجري |
جريانُ الماءِ على الصخرِ |
أترى سلّمْتُ لها أمري |
يا قلبُ تَذَرّعْ بالصبرِ |
فالحبُ سيسكنُ في المُهَجِ |
قل لي يا قلبي يا غالي |
أَسَرَتْكَ إذاً ذاتُ الخالِ |
لا عمَّ فأشكو أحوالي |
لا خالَ يلبِّي تِسْآلي |
وأنا أتلظَّى في الحَرجِ |
ومضى يومٌ وأتى يومٌ |
وأنا سهرانُ ولا نومُ |
ألمٌ لا مِثْلَ له ألمُ |
دفقٌ في الحب له زخمُ |
أفكارٌ شتى في بالِي |
وطوَاني يأسٌ وبَرَانِي |
وشجاني تَوْقٌ بجِناني |
وأماني تسبق تَحْنَانِي |
وأحاولُ علّ تراني |
فعساها تَرْأَفُ بالحالِ |
لا مسيو تقول ولا (بونجور)
(6)
|
لا مستر لي مَثَلا أو (سنيور) |
أدلالٌ تقصد منه التأثير |
وغرورٌ فيه ترى التغرير |
أصحيحٌ حقاً يا أنجي |
وتمر كأنْ لَمْ تعرفنا |
والشوقٌ إليها يفضحنا |
إغراءٌ هزَّ مشاعرنا |
لسنا حَجَرا لسْنا طينا |
حتى نَتَعَامَى يا انجي |
وجرؤتُ فسِرْتُ لمكتبها |
تتعثرُ قدمي في مِشيتها |
(بونجور) تواكب بسمتها |
((وسِتْ
داون)) مسيو قالتها |
ما أرْوَعها ما أرْوَعها! |
فأنا أسمع قُلْ ما تشكو |
ماذا تبغي قل يا مسيو!! |
لِعَشَاء أنتِ به يحلو |
أأنا من تدعوني؟ |
أرجو |
ما أحْلاَها ما أحْلاَها! |
شكراً للدعوةِ أعذرني |
فصديقي قبْلَك واعدنِي |
حظي إن قصر لكني |
قد أطمعُ في وعد.... |
مني؟؟ |
كلا أعني لا يمكنني |
ويلي يا حلوة يا ويلي |
لا ترِسُ لديّ ولا خَيْلي |
لن أنسى صفعتها ميلي |
والصاع يرد لها كيلي |
والباديُ أظلمُ يا انجي |
وبيوليو اشتدتْ أزمات |
هرجٌ مرجٌ وهتافات |
وكُمَاةٌ يُبتدرون عتاة |
دكوا
((الباستيل))
(7)
فلا
حجرات |
بدمائهمو خضبتْ طُرقات |
وعَلَتْ للحق الرايات |
حدثٌ فيه عِبَرٌ وعظات |
قتلاكِ
((لمادلين)) مئات |
ضُرِبت بضحاياكِ المَثُلاتِ |
((
لوتريك))
(8)
((
بمولانروج))
(9)
غد |
فرد لا قبل ولا بعدُ |
((
مونمرتر))
(10)
ليس له
نِدُّ |
عشاقُ الفنِ له جندُ |
يستقطبهم أنّى وُجِدوا |
وفرنسا تزهو بحضارتها |
وتراثُ الكون بلوفرها |
((
باستير))
(11)
طليعة
منبتِها |
جان دارك نماذجُ صولتها |
والطبُ سما بنوابغها |
و
((الأيفل)) شاهدُ قوّتِها |
هيجو، موليير، ولافونتينْ |
فولتير ومونيسان السينْ |
زولا، بلزاك هما ومئينْ |
الشعر زها بهموا لسنينْ |
بروائعَ ترويها الملايينْ |
الحي اللاتيني جميلْ |
والجوُ بسان ميشيل عليلْ |
وشوارعُه بالغِيد تسِيلْ |
وعناقٌ يحلو ثَمّ طويلْ |
وأنا بالمنظر ثَمّتَ مذهولْ |
الفكرُ يضيقُ به صدري |
والصبرُ أمرَّ من الصبرٍ |
أبسان ميشيل ترى قدري |
أقدارٌ تفتك بالعمرِ |
لا أدري بل وبما يجرِي |
وصراخ مصحوب بعويل |
لا يبعد عنا غير قليلِ |
اصوات تنذر بالويلِ |
أسرعت وجدت ويا للهولِ |
انجي والدم كالسيل |
وفتى ينهالُ بلطمات |
أجهزتُ أنا باللكمات |
فترنحَ فوقَ البصطات |
والناسُ تحيّ ضرباتي |
والعاتي سيل اللعنات |
إسعافٌ جاء بنرساتِ |
نقلت انجي والعاتي |
سحبَ البوليس هوياتي |
وسئلتُ أنا عن غاياتي |
لم كَلْتُ له باللكماتِ |
نادتْني انجي بالذاتِ |
أنقذني… |
قلت أنا آت |
الذئبُ انقضَ على الشاةِ |
وأتتْ انجي ومحاميها |
والخوف يضيء بعينيها |
وإذا البوليس يشيرُ إليهما |
لا جنح
((إلي)) يا حاميها |
فخرجتُ يدي بأياديها |
انجي يا حلوةُ يا انجي |