يَا سَارِياً وَسَوادُ اللَّيْلِ يُخْفِيْهِ |
وَهَائِماً وَبَيَاضُ الصُّبْحِ يُبْدِيْهِ |
يَسْتَمْطِرُ الدَّمْعَ مِنْ بَرْحِ الفُرَاقِ فَلاَ |
دَمْعٌ يُهَدْهِدُ آلامَ الهَوَىَ فِيْهِ |
حَيْرَانُ فِي مَهْمَهِ الأَقْدَارِ تَنْشُره |
بِيَدٌ وَبِيَدٌ مِنَ الأَشْجَانِ تَطْوَيْه |
لَمْ تُبْقِ فِيْهِ تَبَاريْحُ النَّوى رَمَقَاً |
إِلاَّ شُعَاعاً مِنَ الذِّكْرَى يُنَاجِيْهِ |
ذِكْرَى حَبِيْبٍ سَقَاهُ الكَأْسَ مُتْرَعَةً |
مِنْ خَالِصِ الوُدِّ مُنْسَابَاً عَلَى فِيْه |
بَيْنَ الْخَمَائِلِ وَالأنسَامُ تُسْكِرُهُ |
بَيْنَ الْجَدَاوِلِ وَالأمْوَاهُ تُشْجِيْهِ |
يُمْسِي وَيُصْبِحُ وَالأَوتَاْرُ صَاْدِحَةٌ |
يُضْحِي وَيُبْكِرُ وَالْدُّنيَا تُغنِّيْهِ |
((ليلى)) إِلَى صَدْرِهِ نَشْوَىَ تُنَادِمُهُ |
وَالْخَمْرُ مِنْ ثَغْرِهَا وَالشَّوْقُ سَاقِيْهِ |
وَوَارِفٍ مِنْ نَعِيْمِ الْوَصْلِ لَفَّهُمَا |
فِي غَفْوةِ الدَّهْرِ فِي أَحْلَى مَجَالِيْهِ |
وَزَوْرَقٍ عَبْقَرِيِّ الصُّنْعِ ضَمَّهُمّا |
الْحُبُّ فِي رَكْبِهِ وَالْمَوْجُ حَادِيْهِ |
يَنْسَاْبُ فَوْقَ لُجَيْنِ الْمَاءِ تُرْقِصُهُ |
أَنْغَاْمُهُ وَنُسَيْمَاتٌ تُنَاغِيْهِ |
فِي هَدْأَةِ اللَّيْلِ وَالْبَدْرُ الرَّقِيْبُ سَرَى |
بِالْسِرِّ يَفْضَحُ مَا نُخْفِي وَيُفْشِيْهِ |
دُنْيَا مِنَ الأَمَلِ الْمَنْشُودِ حَطَّمَهَاْ |
صَحْوُ الْزَّمَانِ وَغَدْرٌ مِنْ لَيَالِيْهِ |
* * * |
يَا هَاجِرِي لَفْتَةً أَرْسَلْتَهَاْ فَذَكَتْ |
عَهْداً تَنَوَّرَتِ الدُّنيَاْ بِمَاضِيْهِ |
أَتُرجِعُ اللَّفتَةُ الْبَيْضَاءُ مَا دَرَسَتْ |
أَيْدِي الزَّمَانِ وَمَا كَادَتْ حَوَاشِيْهِ |
أَمْ أَنَّهَا ظِلُّ أَفْرَاحٍ يَمُرُّ عَلَى |
عُمْرِي كَظِلِّ سَحَابٍ مَرَّ بِالْتِيْهِ |