شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أين الحجون؟ (3)
تابع الرواية الأولى:
وكون الفاسي اعتبر الجبل المشرف على قبر السيدة خديجة من الحجون فيه نظر، لأن هذا الجبل سماه الأزرقي بجبل أبي دجانة، وسماه أيضاً جبل البرم، وهذا قوله: "أبو دجانة هو الجبل الذي خلف المقبرة شارعاً على الوادي، ويقال له جبل البرم، وأبو دجانة، والأحداب التي خلفه تسمى ذات الأعاصير (1) .." ص 491 طبعة أوروبا. ولقد احتاط الأزرقي مما وقع فيه الناس عندما حدد الحجون فقال: (الحجون الجبل المشرف حذاء مسجد البيعة، ولفظة (حذاء) هنا ضرورية ليخرج جبل أبو دجانة)، وسنعالج لفظة حذاء بأكثر من هذا عند ذكر الرواية الرابعة.
الرواية الثانية:
أما الذين قالوا بأن الحجون يبعد عن مكة فهما السكري والسهيلي، وهذا قول السكري: "الحجون مكان من البيت على ميل ونصف"، وذا قول السهيلي: "الحجون على فرسخ وثلث من مكة عليه سقيفة آل زياد بن عبد الله الحارثي". وانتقد ابن ظهيرة رواية السهيلي فقال: "وأغرب السهيلي في محل الحجون" ص 359. ولسنا في حاجة إلى مناقشة هذه الرواية لأن نفس المختلفين على مكان الحجون أنفسهم يضعفونها.
الرواية الثالثة:
أما الرواية التي تقول بأن الحجون هو المكان المسمى بالحجون اليوم فهي تخالف الحقيقة، لأن المعروف عند أهل السير وأكثر المؤرخين أن هذا المكان يسمى ثنية كداء، وعرفها الأزرقي بثنية المقبرة، وثنية المدنيين. وقد وهم بعض أهل السير فقالوا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح من كداء، وهو يخالف قول جمهور العلماء، إذ الثابت أن دخوله صلى الله عليه وسلم كان من شعب الأخنس (2) ومنه إلى ثنية أذاخر (3) ، فمكة. وقد ذهب الأستاذ حسين باسلامة في كتابه (حياة سيد العرب) إلى أن شعب أبي طالب الذي حصرت قريش فيه بني هاشم وبني عبد المطلب عند مدخل الحجون من المعلاة، وهو تحريف نلفت نظر فضيلة الأستاذ إليه.
ونأسف جداً إلى أن بعض المؤرخين الثقاة وافقوا العامة فيما ذهبوا إليه فذكروا بأن كداء (4) هي الحجون، ومنهم المحب الطبري، وابن فهد، وصاحب فتح الباري، والسنجاري، ولا دليل لهم على ذلك.
وفي سنة 837هـ جعل سردون المحمدي رئيس العمائر بالمسجد الطريقين طريقاً واحداً. وروى السنجاري أنه في شوال 1085هـ شرع محمد بن سليمان المغربي في تنظيف الحجون وإصلاحه، وجعل عليه ضفيرتين رضما بلاطين، ولا شك في أنها وقعت إصلاحات غير هذه لم أعثر عليها، وقد أصلح هذه الثنية المرحوم الملك حسين، وكان يشغل فيه كل من أراد إهانته لسبب او لغير سبب. وأقوى الأيدي التي عملت فيها حاروية، وأكثر العمل كان ليلاً، وطالما سالت دماء بسبب ذلك، لأن الخطة المتبعة هي أن تذهب للعمل حارتان، ليس بينهما حلف، والحلف في القانون الحاروي يمكن تفسيره بأن الكل من المتحالفين ما للآخر وعليه ما عليه، وكانت العصبية الحاروية يومذاك بالغة أشدها، ولأدنى الأسباب كان ينقلب الموقف من عمل إلى غارات، ثم عدل عن تلك الخطة التي غيرها على أثر طلب تقدم به المشائخ. ففي ذمة التاريخ. وقد احتفل المرحوم الحسين بفتح هذا الطريق يوم الأحد 28/11/1340هـ، ونشرت جريدة القبلة خبر ذلك بالعدد 605. (يتبع).
مكة: ابن عبد المقصود
"صوت الحجاز" العدد: 178
الثلاثاء 17 رجب سنة 1354هـ
الموافق 15 أكتوبر سنة 1935م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1382  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.