شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المياه بمكة في أدوارها التاريخية (6)
عين البطحاء:
آسف لكون هذه العين أهمل المؤرخون أمرها، ومنبعها الأصلي، وكل ما جاء عنها فهو عرض في ذكر خبر البرك الخمس التي أنشأها صالح بن العباس سنة 210هـ. جاء في بغية الراغبين: "فأمر صالح ابن العباس سنة 210هـ أن تتخذ لهذه العين أي لعين حنين خمس برك في السوق لئلا يتعب أهل أسفل مكة والثنية وأهل أجياد وأن يوصلها إلى بركة أم جعفر بالمعلا، وأن يجري عينا من بركة أم جعفر من فضل مالها في (عين تسكب في بركة البطحاء) عند شعب علي أمام المولد النبوي".أهـ.
كلنا نعرف أن الماء الموجود اليوم في ماجل المسفلة (1) ، (والعامة تقول بركة ماجد) هو ماء عين جارية، وهذا الماء تارة يكثر، وتارة يقل، وكل الهيئات التي ألفت في الزمن السابق لم تلتفت إلى معرفة المجرى الأصلي لهذا الماء ونميل إلى أن السبب الرئيسي لهذا هو كون العين المذكورة خاصة، وأقول خاصة بناء على أن الوضع الحاضر يدل على ذلك أما التاريخ فالذي يفهم منه غير هذا، وقد انتقلت الآن إلى علي باشا، وفي عام 1345هـ اهتم بالأمر بعض مستأجري البستان لقلة مائها فبحثوا عن منبعها الأصلي، وكان ذلك بإشراف هيئة (عين زبيدة)، فاستمروا في ذلك إلى أن وصلوا إلى (بيت الخزندار) في القشاشية، ولم يتمكنوا من التقدم نظراً لكون المجرى واقع تحت دارهم، وأن التقدم إلى الأمام يحتاج إلى فتح فتحات في نفس الدار، ولذلك وقف البحث عند هذا الحد.
وكل الذين ذكروا (عين البطحاء) قالوا: إنها تنتهي إلى ماجل المسفلة، وأنها تسكب في بركة البطحاء (الذي قالوا أنها أمام مولد علي) فلا يبعد أن تكون هذه العين هي العين الجارية الآن إلى ماجل المسفلة، وهذا القول نقوله من باب الحدس والتخمين، لا من باب التحقيق، لأنه لم تقم لدينا الأدلة الكافية التي تجعلنا نجزم بشيء حول ذلك، ومن كانت لديه حقيقة فليتفضل بها علينا لنكون له من الشاكرين.
برك صالح بن العباس:
طغيان السيول وتخريب المجاري في ذلك الوقت لعدم تعهدها بالعمارة، أضف قلة الأمطار كما يقول بعض المؤرخين كل ذلك أثر في مجرى ماء (عين حنين) ولذلك قام صالح بن العباس بن محمد بن علي بعمل خمس برك بأسفل مكة لئلا يتعب أهل أسفل مكة، فجعل الأولى واسمها بركة البطحاء (نسبة لعين البطحاء) عند شعب ابن يوسف أمام مولد النبي، وشعب ابن يوسف هذا هو الشعب المعروف اليوم بشعب علي، وجعل الثانية في الصفا واسمها بازان (2) ، وجعل الثالثة عند الحناطين، وقد ذكر صاحب بغية الراغبين أن ذلك عند باب الوداع، والذي أميل إليه أنها عند إبراهيم لأن باب إبراهيم هذا يسمى باب الحناطين، وإبراهيم الذي ينسب إليه الباب الآن حناط (نسبة إلى بائعي الحنطة) كان هناك.
والبركة الرابعة عند سكة الثنية دون دار أويس، ولم أعرف سكة الثنية ولا أويس، ولا داره، ولم أقف على شيء أستدل منه، ولا بعض الاستدلال.
والبركة الخامسة عند سوق الحطب بأسفل مكة، وسوق الحطب هو المكان المعروف اليوم بـ (الهجلة) وقد أوصل صالح بن العباس مجاري هذه البرك الخمس ببركة أم جعفر بالمعلا، فكان فضل مائها مع ماء العين التي تسكب في بركة البطحاء يتصرف على البرك الخمس، والفائض من حاجة الناس يذهب إلى ماجل المسفلة. وقد ذكر غير واحد من المؤرخين أن صالح بن العباس وقف بوجهاء مكة على تلك البركة حين جريان مائها، ونحر عند كل بركة جزوراً وقسم لحمها.
وذكر صاحب إفادة الأنام نقلاً عن ابن فهد أن زبيدة لامت صالح بن العباس على هذا، وتمنت لو أن كتب إليها لتقوم به لتستتم ما نوت عمله مع أهل حرم الله فاعتذر إليها.
"للبحث صلة"
(ابن عبد المقصود)
جريدة (أم القرى): العدد: 523
14 رمضان سنة 1353هـ
الموافق 21 ديسمبر سنة 1934م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1428  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.