شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يوم المجلس
روى الرازي في مناقب الشافعي كلاماً عن رحلته إلى الإمام مالك بالمدينة المنورة ولقائه به قال: أي الإمام الشافعي: (دخلت إلى والي مكة وأخذت كتابه إلى والي المدينة، وإلى مالك بن أنس فقدمت المدينة، فأبلغت الكتاب إلى الوالي، فلما قرأه قال: يا فتى إن المشي من جوف المدينة إلى جوف مكة - حافياً - رجلاً.. أهون علي من المشي إلى باب مالك بن أنس، فلست أرى الذل حتى أقف على بابه.. فقلت أصلح الله الأمير، إن رأى الأمير أن يوجه إليه ليحضر.. فقال: هيهات.. ليتني إذا ركبت أنا ومن معي وأصابنا من تراب (العقيق) نلنا بعض حاجتنا.. فوعدته العصر.. وركبنا جميعاً فوالله لكان كما قال: لقد أصابنا من تراب العقيق، فتقدم رجل فقرع الباب، فخرجت جارية سوداء، فقال لها الأمير: قولي لمولاك إني بالباب، فدخلت فأبطأت.. ثم خرجت فقالت: إن مولاي يقرئك السلام ويقول إن كانت مسألة فارفعها في رقعة يخرج إليك الجواب. وإن كان للحديث فقد عرفت (يوم المجلس) فانصرف.. فقال لها: قولي له إن معي كتاب والي مكة إليه في حاجة مهمة.. فدخلت وخرجت وفي يدها (كرسي) فوضعته ثم إذا أنا بمالك قد خرج وعليه المهابة والوقار، وهو شيخ طوال مسنون اللحية فجلس وهو متطلس.. فرفع إليه الوالي الكتاب، فبلغ إلى هذا "إن هذا الرجل من أمره وحالي فتحدثه، وتفعل، وتصنع فرمي الكتاب من يده ثم قال سبحان الله.. أو صار على رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ بالوسائل.. فرأيت الوالي قد تهيبه أن يكلم فتقدمت إليه، وقلت: أصلحك الله إني رجل (مطلبي) وما حالي وقصتي.. فلما سمع كلامي نظر إلى (ساعة).. وكان لمالك فراسة فقال ما اسمك؟ قلت (محمد) قال يا محمد اتق الله - وأجهل المعاصي فإنه سيكون لك شأن الشأن".
هذه هي كرامة العلم والله.. وهذه وصية الأئمة المهديين.. وكذلك كان العمل الأول من المتقين، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يزال الخير في وفي أمتي إلى أن تقوم الساعة" أو كما قال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :342  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 998 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.