الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

بيوت وصهاريج منى

قال العمري: "وبمنى بيوت هي كالقربة" منها ما هو مسكون ومنها ما هو برسم بضائع الكارم أيام الموسم تكرى بأجرة طائلة، وبها آبار متخذة لخزن ماء الأسقية - يباع على الحجيج وهو ماء ثقيل وبئ لما يحمل من أوساخ الذبائح وبقايا الأضاحي ودماء القرابين".

قلت: فأما الدور فقد زادت وتكاثرت وارتفعت ونفعت.. وكلما علت استوعبت وأما الأجور فقد تضاعفت.. وأما الآبار أي الصهاريج فإنها لا تملأ من السيول كما كانت في عصر العمري.. بل تعبأ من ماء (عين زبيدة) خلال الأشهر الأخيرة من كل عام قبل حلول أيام التشريق بشهر أو شهرين.. فهي ماء زلال نظيف لا ريبة فيه.. ولا أقذار.. وأما سعره فبمقدار أجر السقاة لحمله فقط، وأما السبل التي لعامة الحجيج فإنها تملأ السهل والجبل من سفوح جبل عرفات حتى ينتهي الشوط بالحاج إلى أرصفة الميناء، وجزى الله المحسنين ما قدموا من خير يجدونه عند الله.