الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

حتى قالت السماء

عن ابن عباس قال: قيل لعمر بن الخطاب حدثنا عن شأن العسرة؟ فقال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا نزلاً أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان أحدنا يذهب يلتمس الخلاء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته تنقطع وحتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرته فيشربه ويضعه على بطنه، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله عودك في الدعاء خيراً فادع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتحب ذلك يا أبا بكر؟ قال: نعم، قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فلم يرجعهما (حتى قالت السماء) فأطلت ثم سكبت فملؤا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر..".

وفي ذلك أيضاً عن جعدة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً عظيم البطن فقال بإصبعه في بطنه: لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك".

قلت: فهذا أصل المتداول في كلام الناس إلى زماننا هذا فما يزالون يقولون.. إذا وصفوا المطر: (قالت السماء..).. وإذا عبروا عن حادث أي حادث مما يتصل بالجمادات.. حتى الإناء إذا كسر قالوا عنه (قال.. وحدة ونصف) وما من كلمة إلا ولها جذر بقى على قديمه صحيحاً أو تحرف باختلاف الألسنة وتنوع العجمة.