شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شرف الدنيا والآخرة
روى الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب "مفتاح دار السعادة" عن كتاب "الجليس، والأنيس" لأبي الفرج المعافى بن زكريا الحريري: حدثنا محمد بن الحسين بن دريد حدثنا أبو حاتم عن العتبى عن أبيه قال: ابنتي، (معاوية) بالأبطح مجلساً فجلس عليه، ومعه ابنه (قرطة) وإذا شاب منهم قد رفع عقيرته يتغنى: من يساجلني يساجل ماجداً يملأ الدلو إلى عقد الكرب قال: من هذا؟ قالوا عبد الله بن جعفر، قال: اخلوا له الطريق.. ثم إذا هو بجماعة فيهم غلام يغني:
بينمـا يذكرننـي أبصرنني
عند قيد الميل يسعى به الأغر
قلن: تعرفن الفتى؟ قلن: نعم
قد عرفناه، وهل يخفى القمر؟
* * *
قال: من هذا؟ قالوا: عمر بن أبي ربيعة.. قال: خلوا له الطريق فليذهب.. قال ثم إذا هو بحاجة وإذا فيهم رجل يسأل، فيقال له رميت قبل أن أحلق، وحلقت قبل أن أرمي في أشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج. فقال: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن عمر فالتفت إلى ابنه (قرطه) وقال: هذا وأبيك الشرف، هذا والله شرف الدنيا والآخرة..".
* * *
ذكرت ذلك لما فيه من إجلال العلم وإكبار العلماء.. والترغيب في طلب ما يعتز به المؤمن وينفع به وينتفع بإذن الله من أمور الدين وليكون فيه الباعث على اتباع طريقة السلف الصالح في هذه الأرض المقدسة، وهذا المشاعر المباركة وذلك هو الفوز المبين، والشرف العظيم.
هذا وقد استشكلت قول (معاوية) رضي الله عنه (هذا وأبيك الشرف). لما ورد في مسند الإمام أحمد رحمه الله (291) عن عكرمة عن عباس قال: قال عمر: كنت في ركب أسير في غزاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلفت فقلت لا وأبي.. فهتف بي رجل من خلفي لا تحلفوا بآبائكم فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولا أن راوي القصة من حماة السنة وأعلامها المهتدين وأئمتها المتقين لحملت ذلك على أنه خطأ من الناسخ أو الناقل إلا أن يكون هذا غير ذلك من حيث أنه ليس بحلف ولا قسم بل هو مجرد تأكيد وهو الأمثل والله أعلم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :322  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 901 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.