شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(150) المُعاتلة - لا المقاتلة
كان الفتيان الذين تزيد حيواتهم ويطغى به البطر وعنفوان الصبا لا يجدون محلاً لتصريف نشاطهم إلا في الألعاب الشاقة.. كالكبد والحنكر وما إليها من السباق.. والقفز والنقز.
وأذكر أن مما كان محموداً من لهوهم (المعاتلة).. وهي عبارة عن تبارز اثنين منهما بمشهد من رفاقهما، فيتلازمان ويتعاتلان- أي يتراوزان أو يتوازنان.. ولا بد لكل منهما من (حزام في وسطه) حتى يتماسكانه.. وما يزالا في ارتفاع وانخفاض وجذب وشد.. وجزر ومد.. وطول وعرض حتى يقذف أحدهما بالآخر إلى الأرض..
ومن شروط المعاتلة أن تكون ماضية على قانون الرياضة.. فلا (كف ولا مغلة).. والزعل مرفوع والشهود ينصرون المعتدى عليه، وإن كانت لا تخلو هذه المبارزات من (تشقق الثياب أحياناً) ويشتد ألم الفقير على ما أصابه في الزبزور أو الياقة.. وهناك تقع الطامة ويخرج عن اللياقة.. وهي مصارعة جميلة إذا كانت بين متعادلين سناً وجسماً وعقلاً أيضاً.. وإلا كان البيات في (الكركون). وأحسبها مما عفى عليه الزمن.. واستحوذت الكرة على اهتمام الجميع.. وكيفما كان الأمر فإن الكرة محدودة عدد اللاعبين.. ومن لم ينطلق نشاطه من عقاله بيده وقدمه.. تطلب الانطلاق من فتوته بلسانه وكلمه.. فلا بد إذن من (المعاتلة) دون المقاتلة. مع احترام الغالب والمغلوب علي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :348  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 803 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.