ثكِلتكَ أمُّك يا رَشيدُ
(2)
|
وهوتْ عليك عَصا العبيدْ |
فلقد بُليتَ بِعِلَّةٍ |
ليسَ (العِلاجُ) لها مُفيدْ |
جاهرتَنا بعِداوةٍ |
فابشِرْ بقطعٍ للورَِيدْ |
هلاَّ ارعويتَ عنِ التي |
سامَتْكَ خسفاً في العديدْ |
وعلمتَ أنَّك خَابِطٌ |
عشواءَ في غَسَقٍ وبيدْ |
أهناكَ هذا الهَونُ من |
أقصى الفُراتِ إِلى زَبيدْ |
هذا جَزاؤكَ فاصْطَبِرْ |
ولسوفَ يأتيكَ المزيدْ |
اللَّهُ أكبرُ ما الذي |
أعماكَ عن نَهَجٍ سديدْ |
وَحَدَاكَ للخُسرانِ لا |
تنفَكُّ من غِلٍ شريدْ |
مَنْ ذا دَعاكَ برشدهِ |
وبك الضَّلالُ غدا عتيدْ |
أضرمتَ نارَ تَنازُعٍ |
في الدَّينِ من بَلدٍ بَعيدْ |
فجزائرُ الجَّاوي جَرى |
فيها من العَدوى صَديدْ |
حتى تكادُ لِفتنةٍ |
من جُورِها الدنيا تَمِيدْ |
إِنَّ الذينَ تَذُمُّهُم |
إِحسانُهم في كُلِّ جِيدْ |
نطقَ الكتابُ بفضلِهِمْ |
بالرَّغمِ عَنك فلا تَحيدْ |
أما المَليكُ فَحَسْبُه |
فخرٌ طريفٌ أو تَليدْ |
أعمالُه الغُرُّ التي |
أضحى الأنامُ بها مُشيدْ |
فهو الإِمامُ يَقودُنا |
للمُكرِمَاتِ فَمُتْ كَميدْ |
وهو الذي قد فَكَّنا |
من أَسرِ أشرارٍ تكيدْ |
وهو الذي رفعتْ به |
العرب ذكرى لا تَبيدْ |
وهو الذي دِيناره |
يزوغه كمد الحسودْ |
وله الجَوارِ المُنشآتُ |
بقِلزمٍ
(3)
حتى (سَعيدْ)
(4)
|
وأعادِ خَطَّ
(5)
(مدينةٍ) |
الشامَ ينقلُ من يُريدْ |
وأعادَ (مَسجَد مَقدسٍ) |
مما به ذاعَ البريدْ |
وبنى المدارسَ في البلا |
دِ فليس ثَمَّةَ مِنْ بَليدْ |
وأقامَ دورَ صِناعةٍ |
أُسُّ الرجاءِ بها وطيدْ |
سيرى الأُلى قد كَابدوا |
مِن كلِّ شيطانٍ مَريدْ |
أَنَّا سنرقى للْعُلى |
والمجدِ في الزمنِ الزَّهيدْ |
في ظِلِّ مُنقِذنا الذي |
سيرُ النَّجاحِ بهِ وَخيدْ |
فلقد أشادَ دَواساً |
من عهدِ طارق والرشيدْ |
إنْ قال يَنطِقُ حِكمَةً |
وبفِعلِهِ – يرضى الحَميدْ |
حيَّاكَ لما زُرتَه |
وحَباكَ بالبِرِّ الرَّغيدْ |
فلهجتْ تشكُرُ صُنعَهُ |
في مَحفلِ الأضحى السَّعيدْ |
إن كنتَ تُنكِرُ وقفةً |
فوق البِساطِ بيومِ عِيدْ |
تَختالُ فيها خَاطباً |
ومُعدداً فَخرَ العَميدْ |
فاللَّهُ يَعلمُ سِرَّهَا |
وكذا الجميعُ لها شَهيدْ |
أشعلتَ فينا جُذوةً |
فعسى يكونُ لها حَصيدْ |
ونراكَ تُورى مِثلَ ما |
تُحمي مَقامعُ من حَديدْ |
حتَّامَ غِشُّكْ فارتقبْ |
يَوماً يشيبُ له الوَليدْ |
وتكون فيه نهبةً |
للهيبِ نارٍ تَستزيدْ |
أقصِرْ وإِلاَّ والذي |
بِمديحِهِ انتظم القَصيدْ |
لتكونَ بينَ عشيةٍ |
وصباحِها وَأْدَ العَميدْ |
وهناك يُنشِدُ جمعُنا |
(ثكلتكَ أمُّكَ يا رَشيدْ) |