| ويحَ قلبي وأين مني المُواسي |
| أين مني (فُتوَّتي) ومِراسي |
| أين مني الرِّقاقُ أين ليالٍ |
| كالرُّؤى غُودرتْ وأين الأَماسي |
| أين أيامُنا وما هي إلا |
| من حُبورٍ ولائمُ الأَعراسِ |
| أين مني الصِّبا وأين انطلاقي |
| بالعشياتِ والظُّبا والكِنَاسِ |
| أين لا أينَ صَبوتي وشَبابي |
| ورَوائي ونُضرتي وحَماسي |
| أين من كنتُ بينهم أتهادى |
| بين وردٍ ويَاسمينَ وآسِ |
| * * * |
| يومَ كُنَّا كالطيرِ نهتفُ نَشوى |
| ونشيعُ السرورُ في الجلاسِ |
| ونسيمُ الحياةُ طلقٌ شذيٌّ |
| عَابقٌ النفحِ عَاطرُ الأنفاسِ |
| نتحسى الهوى دِهاقاً وصِرفاً |
| دونَ (دنِّ) مُعتَّقٍ أو كَاسِ |
| بين ظِلِّ من الغُصونِ وريفٍ |
| وعيونٍ نَضَّاخةٍ وغِراسِ |
| في كفافٍ ونعمةٍ وانعطافٍ |
| وائتلافٍ وغبطةٍ وائتنَاسِ |
| وحديثٍ كأنَّما هو (طلٌّ) |
| وهو ذكرى لِكُلِّ واعٍ ونَاسِ |
| وندامى كأنَّما همْ بدورٌ |
| بَرِئوا من شوائبِ الأدناسِ |
| وكأنَّ الدنيا لنا لا عَلينا |
| لم تُرنَّقْ بنبوةٍ أو بَاسِ |
| نجتنيها كما نُريدُ ونَهوى |
| وهي فينا تُضيءُ كالنِّبراسِ |
| لا جنونٌ ولا فُنونٌ ولا ما |
| أنكَرَ الناسُ من مُجونِ (النُّواسي) |
| بل إخاءٌ منزَّةٌ وانتخاءٌ |
| وهناءٌ يفيضُ بالأِحساسِ |
| * * * |
| ثم أصبحتُ مُؤثِراً كسرَ بيتي |
| وكتابي وعُزلتي واحتباسي |
| وشُجوني هي المُزونُ تهامى |
| عبراتٍ وما أرى من مُواسي |
| أين أبصرتُ راعني ما أُلاقي |
| من جَفاءٍ ونِقْمةٍ وافتراسِ |
| أحملُ السَّقمَ والضَّنَا باحتسابٍ |
| فيه (للَّهِ) عُرِّيتْ أفراسي |
| * * * |