"سعدُ السُّعودِ" يَمدُّهُ الإقبالُ |
نِعم الغدُوُّ وحَبذا الآصالُ |
قُربى تأثَّلُ في الفُروعِ كما زَكَتْ |
منها الأصولُ وطابتِ الأنجَالُ |
قد بَاركَ الرَّحمنُ في أوشاجِها |
إن " الأسودَ " نتاجُها "الأشبالُ" |
بيتٌ عليه من العَفافِ مَهابةٌ |
وعليه من تَقوى الإلهِ جَلالُ |
طمحتْ به للمجدِ عَنعنةُ الأُلى |
كحُلومِهِم لم تشهدِ الأجيالُ |
شادوا على هَامِ السِّماكِ بناءَهُمْ |
والناسُ شتى والحياةُ ضَلالُ |
ومشوْا على أشلاء كُلِّ مُسلَّطٍ |
كانت تَهابُ لقاءَه الأقيالُ |
وتمسكوا بِعُرى اليَقينِ وجَاهدوا |
في اللَّهِ حتى استيأسَ الأغفَالُ |
رُفِعتْ بهم في الأرضِ ألويةُ الهُدى |
خُضراً وخفَّتْ للوغى الأبطالُ |
* * * |
فإذا نظرتَ فكُلُّهُمْ لك قُرةٌ |
البَدرُ بدرٌ والهِلالُ هِلالُ |
هيهات يبلغُ شوطَهُمْ مُتَجشِّمٌ |
وَهُمُ الذينَ بفخرِهِم نَختَالُ |
فهمُ ربيعُ المُعتفينَ ومأزرٌ |
للمُتقينَ وعِصمةٌ وثِمالُ |
* * * |
فاصدعْ بأمرِ اللَّهِ فيهم واحتسبْ |
ذُخراً فذلك في يَديكَ نَوالُ |
وأجِبْ نداءَ الشعبِ منك بنفثةٍ |
هي باشتعالِكَ كوثرٌ سَلسالُ |
واهتفْ على فَنَنِ الزفافِ وعَاطِني |
كأسَ الحُبورِ فشِعرُكَ الجريَالُ |
ينسابُ من أعماقِ قلبِكَ كالطُّلى |
سِحراً ومن سِحرِ البيانِ حَلالُ |
وارفقْ بروحِكَ واقتصدْ فلطالما |
أحرقَتها وأمضَّكَ الإمحال |
واقصِرْ فلستَ وإن سَمَوتَ مُحلِّقاً |
أيَّانَ ما انطلقوا فذاكَ مُحالُ |
* * * |
أفأنت تطمعُ أنْ تُحيطُ بوصفِهم |
هذا لَعمرُ الحقِ مِنكَ خَيالُ |
فخذِ السبيلَ إلى مكانِكَ واتَّئِدْ |
واستوحِ فنَّكَ فهو مِنك مَجالُ |
واشِدْ بشُكرِ اللَّهِ في آلائِهِ |
بالمنعمينَ وحسبُكَ الإجمالُ |
* * * |
يا ابن الذي اقتحمَ العُروشَ بسيفِهِ |
وانهلَّ منه الغيثُ والإفضالُ |
شغفَ الحجازَ وأهلَه حبَّابُه |
فكأنَّما هو في القلوبِ مِثاَلُ |
كلٌّ يُشِيرُ إليه أو يَدعو لَهُ |
الشِيِّبُ والشّبانُ والأطفالُ |
يُطري أحاديثَ السّخاءِ صَحيحةً |
عن جودِهِ ويشُوقُهُ الإيغالُ |
أرأيتَ لو نَطقَ الجَمَادُ لبادرتْ |
لك بالثناءِ أباطحٌ ورمالُ |
ولو استفزتْ اريحةُ "فيصلِ" |
حوَّ الرياضِ لأقبلتْ تنثالُ |
هو في فَمِ الدُّنيا ابتسامةُ غِبطةٍ |
كالصبُّحِ إلاَّ أنَّه الرِّئبالُ |
تُخشى بَوادرُه ويُرهبُ بَأسُهُ |
وتُزينُه الأخلاقُ والأفعالُ |
كأبيهِ أو كأخيهِ بين ربوعِنَا |
تُهدى الأمورُ به ويَسمو الحَالُ |
فأبحهْ سِرَّ الحُبِّ منك مُمحَّضاً |
إنْ لمْ يُخُنْكَ العيُّ والإملالُ |
أولا فإنَّك ما نطقتَ مَوفقٌ |
رغمَ القُصورِ وحقُّكَ الإدلالُ |
* * * |
آمنتُ فيك بعبقريةِ أمةٍ |
فُسحتْ لها في مِثلِكَ الآجالُ |
تجلو "العُروبةُ" فيك رمز خُلودِها |
دَهراً وتُدرِكُ شأوَهَا الآمَالُ |
* * * |
عُشرونَ حَولاً في ذُراكَ تقلَّصتْ |
كالطيفِ لَولا أنَّهُنَّ نِضَالُ |
كَرَّتْ بها الأيامُ وهي مُضيئةٌ |
وكأنَّها بعدَ الصُدودِ وِصَالُ |
وثَبَتْ فبوَّأتِ البلادَ مكانةً |
فيها بعهدِك تُضربُ الأمثالُ |
* * * |
مولاي إني في هَواك مُسهَّدٌ |
والخلقُ فيك كَما أرى أبَدالُ |
أبتِ الجِبالُ أمانةً يَحْمِلْنَهَا |
وبها استقلَّ الضَّفعُ والإعلالُ |
شأني وشأنُ الشعبِ أحملُ باسمِهِ |
عِبءَ الشُّعورِ ودُونَه الأثقَالُ |
* * * |
شرفٌ وما هو بالقليلِ وإنّما |
أنا في ضُحاهُ كَما عَلِمتَ ذُبالُ |
* * * |
يا أيُّها المُفرى جَوانِحَنَا بِهِ |
سَلماً وحربُ الشِّعرِ فيه سِجَالُ |
إني لأسمعُ رجعَ ما أنا مُنشدٌ |
في الخَافِقينِ وما سِواهُ ظِلالٌ |
ثقةٌ بإخلاصٍ وما لي شَافِعٌ |
إلاّهُ عِندَك أو إليكَ سُؤالُ |
فاقبلْ تهاني البِشرِ بالصِّهرِ الذي |
عَمَّ السرورُ بِهِ وشَاعَ الفَالُ |
وليهنْ " فهدٌ "
(2)
بالرفاءِ وبالمُنى |
فالخيرُ فيه مبدأٌ ومَآلُ |
وإلى "وليَّ العَهدِ" أصدقَ آيةٍ |
يُتلى بها التبريكُ والإجلالُ |
عاشَ الوليُّ المُفتَدى وسعودُهُ |
ربُّ النَّدى (والفيصلُ) الفصَّالُ |
وبنو أبيهِ الخاشعونَ لِربِّهِمْ |
ما فاضَ "وَجٌّ" أو أفاضَ الجَالُ |