زهتِ الرُّبوعُ - عرارُها وبِشامُها |
(بمنًى) واخصبَ شيحُها وثُمامُها |
حسرتَ قناعَة جمالِها وتوسعتْ |
فيها (الشوارعُ) واستقامَ سِنامُها |
ولقد أعجَّ بها (الحجيجُ) دهورَهُ |
من قَبلِ (طَسْمٍ) واستمدَّ زحامُها |
ظلتْ تمورُ بها (المضائقُ) كُلَّما |
لَبَّتْ واشرقَ (بالمناسِكِ) هامُها |
خَلَتِ (القرونُ) ووضعُها لمَّا يَزلْ |
قيدَ الأوابدِ صخرُها ورغامُها |
ولكم تصرَّمتِ (الخلائقُ) دونَها |
و(ثبيرُها) العَالي الذُّرى (أهرامُها) |
صُنعُ الإلَهِ تباركتْ آلاؤه |
لا الغابرينَ مضتْ بهم أَجرامُها |
تغثى المناكبَ – بالوقارِ سفوحُها |
وجبالُها منذُ استوتْ آكامُها |
حتى إذا شاءَ الإِلهُ صلاحَها |
وافى إليها – بالسُّعودِ – إمامُها |
فرأى المواكبَ حائراتٍ حولَها |
ترغى وتُزبِدُ – والمَفاضُ مُرامُها |
(البعثُ) في جَنَبَاتِها مُتَمثِّلٌ |
ولقد تَزلُّ من الونى أَقدامُها |
فتعطَّفَ المَلِكُ الشفوقُ – بأمْرِهِ |
أنْ لا يحولَ على (العوَائقِ) عامُها |
فإذا السبيلُ غدا إليها ياسراً |
يسعى الهُوينا – كهلُها وغُلامُها |
من أي ناحيةٍ سلكتَ – فإِنَّمَا |
تجدُ (المعابرَ) فتِّحتْ أَكمامُها |
وإِذا (الأمانةُ) قُسِّمتْ في مَعشرٍ |
أوفى لعاصمةِ الحجازِ عِصامُها |
صدعتْ فصدَّعتِ (الحَواجِز) وانثنتْ |
نحو الصُّخورِ – تَدكُّها ألغامُها |
تلك المآثرُ خالداتٌ في الورَى |
ما ظللتْ زُمَرَ الحجيجِ – خيامُها |
ولتهنأَ (الأرضُ المقدسةُ) التي |
قد أخصبتْ (بابنِ الشُبولِ) سلامُها |
وليحمِها اللَّهُ (العزيزُ) بعبدِهِ – |
هذا الذي عزَّتْ به أيامُها |
تسمو بها في عهدِهِ خُطُواتُها |
حتى يفوقَ على الشعوبِ مُقامُها |
وليحيى من هوَ (للعُروبةِ) ذخرُها |
(عبدُ العزيزِ) فدًى له أقوامُها |
مَلِكٌ تمكَّنَ في الجزيرةِ (عرشُهُ) |
فغدتْ تُرفرِفُ باسمِهِ أَعلامُها |
وسرى نَداهُ بعرضِها وبطُولِها |
فهو العَظيمُ إِمامُها وهُمامُها |
وإذ أتاحَ اللَّهُ نيلَ سعادةٍ |
للمرءِ لجَّ على هواهُ غرامُها |
فإليكَ يا (صَقرَ) البِلادِ) تحيةً |
وإلى الأريكةِ بُردها وسلامُها |
وليبقْ عرشُكَ للجزيرةِ زينةً |
وبه القلوبُ مناطُها وهُيامُها |