شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الطموح الموفق (1)
(عباقرة) كانوا (طلائع) نهضة
ألا حبذا "الحفلُ" البهيجُ المُنسَّقُ
ويا حبذا هذا النسيمُ المرقرقُ
أُعاودُ باسترواحِهِ "مَيعةَ الصِّبَا"
وأحسَبُه أنفاسَها وهي تَعبَقُ
وأرتشفُ (الصَّهباءَ) في غيرِ مأْثَمٍ
(حديثاً) هو الخمرُ الحلالُ المعتَّقُ
فهل لم أَزلْ (رغمَ السنينِ) محشماً
وقد كدتُ أُذرى في صَداها وأُهَرقُ
وهلا أَرى (الخمسينَ) ألقتْ بي العَصا
من الشَّجنِ المكبوتِ، يطغى ويَعْمَقُ
أَجل رُبَّما استحصدتُ، أُخفي كَنينتي
وراءَ شِغافي، وهو يَبلى ويرتقُ
تدفَّقَ (شلالاً) به العينُ تارةً
وأُخرى بِه (القلبُ) المُحطَّمُ يُسحقُ
ألا إِنَّ هذا (الشيبَ) فجأةَ مِنبَرٍ
وليس هو العِهنُ الكثيفُ المُغرنَقُ
وما في يدي (العرجون) إلا تَوكُأً
إلى (شاهقٍ) فيه (الملاكمُ) يَشهقُ
يقولُ (لِداتي) أَين أنت من (المَها)
ومن (فَتَكَاتِ اللَّحظِ) وهو مؤرقُ
أكُلُّ غَداةٍ أنت بالشعرِ هاتِفٌ
وما لَكَ في (التشبيبِ) شدوٌ محلِّقُ
عَداك (الهوى) أم لم يَهُزُّكَ سَانِحٌ
ولا القدُّ مِياسٌ، ولا السهمُ يمرُقُ
ولو أنَّهم لم يَظلِموا، أو لو انصفوا
لكان لَهم خيراً بأن يَتَرفَّقُوا
حَنانيْكَ واستغفرْ لَذنبِكَ (لائمي)
فما الحبُّ إلاّ من (جناحيّ) يُطلقُ
إذا ما اختلستُ الحُسنَ، أطرقتُ مُدنِفا
وأوسعتُه (السَّلوى) بما هو أليقُ
كأَني إذ أَلقاهُ نِضْوُ حَشاشةٍ
وشِلوُ أديمٍ بالعَراءِ يُمزَّقُ
تطيرُ شُعاعاً -بالتغزُّلِ- مُهجتي
وإِن كنتُ فيهِ بالنُّهى، أتمنطقُ
برغمَى ما يجتاحُني من (تَزمُّتٍ)
وما هو (بالآواهِ) أحرى وأَخلَقُ
وما في سِجليَّ صفحةٌ من غَضاضةٍ
ولا أنا وحشيٌّ، لا أنا (أَحمقُ)
ولكنَّها الدُّنيا - وذلك دأْبُها
خِداعٌ ومَنْ لا يُحسنِ (العومَ) يَغْرَقُ
ولو أنَّ (قلباً) قَدْ تَكشَّفَ (صَبوةً)
لما كان إلاّ بين جنبيَّ يَخفِقُ
أُكابِرُهُ -حتى كأني- جَلمدٌ
وحتى لو أن الروحَ بالشَّجوِ تُزهقُ
تُقيةَ أن أُرمى بأني (ماجنٌ)
وأني مفتونٌ وأني (موثقُ)
سقى اللَّهُ أيامَ الشبابِ، فإِنَّها
رُؤاي التي أصفو لَها وأُرنّقُ
(وإخوانَ صدقٍ) ما نسيتُ عُهودَهم
بهمُ نتغنى في الدُّجى ونُصفِّقُ
نعِمنا بهم -والدهرُ- فينانُ باسمٌ
ونحنُ كما شِئنا نتيهُ ونعلَقُ
كأنَّ هيَ ولَّت وافتقدْنا اصطباحَها
ففيها - ومن (راووقِها) نتغبَّقُ
أتاحَ لنا (الآشيُّ) (2) منها (عَلالةً)
بها نتاجى بالوفاءِ - ونُغدِقُ
على فننٍ للطيرِ فيه تجاوبٌ
وللأَدبِ المزهوِّ فيه تَألُّقُ
بكلِ حبيبٍ، لُوذَعيٍّ، مُهذبٍ
به كلُّ (جيلٍ صالحٍ) يتخَلقُ
أُعيذُهُمُ باللَّهِ - من كُلِّ حاسدٍ
ومن كُلِّ من يَذرى، ومن يتملَّقُ
وحَسبُك منهم في النَّواصي (محمدٌ)
ومن هُم بأعلى (الرّقميينِ) تَسلَّقوا
(عباقرةٌ) كانوا (طلائعَ نهضةٍ)
بها نحن نَمضي في الرِّهانِ ونَسبِقُ
ألا إنَّ في (ولاَّدةٍ) و(غرامِها)
(مواقفُ) - ما أَنفكُّ فيها أُحملِقُ
شفاني (ابنُ زيدون) بها و (عذولُه)
بأعذبِ ما فيهِ (اللِّسانُ) يُنَمِّقُ
وما كنتُ أدري في (حُسينٍ) سوى امرىءٍ
تُلائمه (الفُتيا) بما هو معرقُ
ولكنَّه فيها تقمَّص (جِلسةً)
هي (الوشيُ) والدِّيباجُ أو هي زَنْبقُ
لقد طافَ (بالفِردوسِ) وحياً خيَالُهُ
فأَبدعَ - واستولى عليهِ التأنُّقُ
سجيةُ (فنانٍ) كأَنَّ (يَراعَهُ)
(رُفائيلَ) في (إِبداعِهِ) يتفرقُ
تحيَّتُها كأساً روياً - كأنَّما
يُباركني فيها (الرَّحيقُ) المُصفقُ
ولا عيْبَ فيها غَيرَ أنَّ صفائَها
هو (الطلُّ) أو (ماءُ السماءِ) المروَّقُ
كذلكَ أعدو في الغُبار ِورائَه
على وَهَنٍ، والشوطُ هَيهاتَ يُلحقُ
ضمنتُ له فِيها (الخُلودَ) - وإنَّها
(لمَلحمةٌ) فيها (الشعورُ) يُرفَّقُ
على أني آنستُ في (الضادِ ضَجةً)
بها الشِيبُ والشبانُ (لحْدٌ وخَندقُ)
تدابرَ كلٌّ منهما في (اتجاهِه)
وكلٌّ بما يدعو إليهِ (مُصدِّقُ)
لكُلِّ (غدٍ) شأنٌ، للأمسِ (يومُه)
وذاك هو (الإنسانُ) دِرعٌ مُحلَّقُ
فما بالُ من ينعى على (الكهلِ) رجعةً
وما هوَ إلا عصرُه حيثُ ينطِقُ
حرامٌ علينا غيرَ ما هو سَمتُنا
وما هو فينا الكائنُ المتَحققُ
وما المجدُ أَن نَستَدبِرَ الأمسَ (طَفرَةً).
ولكنَّما المجدُ (الطُّموحُ المُوفَّقُ)
(مكة المكرمة) - 15 رجب سنة 1372هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :454  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 448 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج