نعمتُ بليلي بين شدْوِ البلابلِ |
وقرَّتْ عُيوني واستقرتْ بلابلي |
بروضٍ كأيامِ الشبابِ إذا صغتْ |
يَضُوعُ به عَرفُ الندى والخمائلِ |
تطلعَ فيه الزهرُ يَرنو كأنَّهُ |
عيونَ التَّصابي في رقيقِ الشَّمائلِ |
و (بركتُه البيضَاءُ) يَرْفُضُّ حَولَها |
مُذابُ بُلجينِ أو شعاعُ التواصُلِ |
إذا أبصَرَتْهُ العينُ خالتْهُ في الدُّجى |
على غَمرةِ الأَضواءِ غيثَ تفاؤلِ |
بدتْ (جرولُ) فيه تُفاخرُ غيرَها |
وتسخرُ من دَعوى الأَكُفِ العَواطِلِ |
تراءى بها (وفدُ السَّلامِ) كأنَّهُ |
ملائكُ بِشرٍ في ثيابِ أمَاثِلِ |
فرقَّتْ فما أحلى الغَبوقِ بظلمها |
إذا الكأسُ تُجلى من هوىً مُتبادلِ |
ولو أنها تدري لكانت بضيفِهَا |
أشَّدَ اغتباطاً من طَموحٍ بِنائلِ |
و (كوكبُ هذا الجمعِ من راحَ ذِكرُهُ) |
حديثَ المعالي في اكتظاظِ المحافِلِ |
(شكيبُ) أبو غسانَ ذو السيرةِ التي |
بها تقتدي الأجيالُ جَمَّ الفواضِلِ |
رحيبُ فِناءِ الصدرِ والمدرةُ الذي |
تملَّك بالتبيانِ رقَّ المقاولِ |
تحمَّلَ وعثاءَ الرِّياحِ وجازَهَا |
على المتنِ في عزمِ الكُمي الحَلاحلِ |
فمن مثلُه إلا (أمينٌ) ورهطُهُ |
و (هاشمُ) والمولى (عليُّ) المَنَازلِ |
هم الإخوةُ الأدنونَ والجِيرةُ الأُلى |
لهم ودّنا المبذولُ عذبَ المناهِلِ |
فلم يطْرِبهم زُخزفُ العيشِ إذ مَضوا |
مَخافةَ سبقِ السيفِ يومَ التَّناضُلِ |
بهم أنبتَ الإِسلامُ خِيرةَ أهلِهِ |
على رَغمِ آنافِ العِدى والعواذِلِ |
فأهلاً بهم ما وَحَّدَ اللَّهَ مُسلمٌ |
ولجَّ بشُكرِ السعي كلُّ مُقابِلِ |