| أسألُ اللهَ بقلبٍ قانتٍ |
| أنْ يقينا (باليقينِ) الإمتراءْ |
| ضجَّتِ الأرضُ وماجتْ |
| والسماء وهي بؤسٌ واضطرابٌ وجفاءْ |
| مُلئتْ رُعباً وكادتْ تنطوي |
| من هوىً طاغٍ وهونٍ واصطلاءِ |
| * * * |
| أين ما يممتَ أبصرتَ بها |
| (نُذُرَ اللهِ) وبغيَ الأقوياءْ |
| سَخِرَ (الشرق) بماضيهِ الذي |
| أنقذَ (الغَربَ) وأحيا الضُعفاءْ |
| وطغى الشرُّ على الخيرِ فما |
| ثَمَّ إلا سوءُ حسوٍ وارتِغاء |
| * * * |
| واشتكى (الإِسلامُ) من غُربتِهِ |
| كلَّ (وهنٍ) واستكانَ (الغُرباءْ) |
| هجرَ (الفُرقانَ) منه أهلُه |
| وهمُ (الفانونَ) في هَذا البَقاءْ |
| ورماهُمْ كُلّ سهمٍ نافذٍ |
| ما لهم عنه مَحيصٌ أَو وِقَاءْ |
| غيّروا فيه فلما أفرطوا |
| غيَّرَ اللهُ عليهم ما أفاءْ |
| * * * |
| حَسَبوا الدنيا (خلوداً) ماجناً |
| ونسوا اللهَ فأذروا كالهَباءْ |
| يغمرونَ السوءَ في أعماقِهم |
| وبِهِ يُجزونَ أضعافَ البَلاءْ |
| أسرفوا واقترفوا واعتَسفوا |
| وبهِم يسطو ضَلالُ السُّفهاءْ |
| مَرقوا وافترقوا وانطلقوا |
| في الهَوى عَدواً وللهدى ازدراءْ |
| جَعَلَ اللهُ لهم ما بينَهم |
| أيَّ بأسٍ منه جَنَّ العُقلاءْ |
| * * * |
| ولئن لم يَنتهوا مما عَتَوا |
| من فُسوقٍ وعُقوقٍ واجتراءْ |
| ويعودوا للذي سَادوا بِهِ |
| من قريبٍ قبلَ أن يسطو القَضاءْ |
| ويعوذوا من شياطينِ الورى |
| و (المعاصي) وهي دأبُ الجُبناءْ |
| ليُبادُنَّ كما بادَ الألى |
| قبلَهم بادوا ضَحايا البرجاءْ |
| * * * |
| أيَّها السائلُ عن أدوائِهِم |
| لا تسلْ عنها وسَلني ما الدَّواءْ |
| واسألِ اللهَ بقلبٍ قانتٍ |
| أن يقينا باليقينِ الإمتراءْ |
| ما الدواءُ الناجعُ الشافي سِوى |
| بلسمُ (التقوى) وفيه الاحتماءْ |
| و (التواصي) بالذي وصَّى بِهِ |
| (ربُّنَا اللهُ) وخيرُ الأنبياءْ |
| والتنادي (بالمَثانِي) والهُدى |
| وبأخلاقِ الأُساةِ (الرُّحماءْ) |
| وبما كان لنا من سُؤددٍ |
| يومَ كُنا نتصافى بالإِخاءْ |
| ما سواه خالقٌ نعبدُهُ |
| وله الأمرُ ويَقضي ما يَشاءْ |