شوقٌ إليكَ بها "المشاعرُ" تَسبقُ |
والشعبُ يهتفُ، والأَباطحُ تنطقُ |
ومواكبٌ يحدو "الولاءُ" صُفوفَها |
وكفوفُها - لكَ بالثناءِ تُصفِّقُ |
شهدتْ لك الآناءُ في "أمِّ القُرى" |
بالفضلِ - وهيَ بأهلِها تتدفَّقُ |
ترنو إليك قريرةً أبصارُها |
و "شِعابُها" بك والجوانحُ تُشرقُ |
حَملتْ شجونَ اليْنِ حُسناً بعضُهُ |
كالدَّهرِ وهيَ من اللَّواعجِ تَفْرَقُ |
لو أنها اسْطاعتْ رأيتَ بها الرُّبى |
تمشي إليكَ وشَأْوُها لا يُلْحَقُ |
هيَ "مكّةٌ" ياليتَ شعري! هل لها |
منكَ "المقامُ"؟ وقلبُها لك يخفقُ |
مولايَ؛ ما أغناك في هذا "الحِمى" |
عن باذخِ "الشُرفاتِ" وهو مُمَشَّقُ
(2)
|
يا حاميَ الحرَمينِ حسبُكَ أنَّنَا |
في السِّرِّ والنَّجوى - بَحُبِّكَ - نُطبقُ |
أنشأْتَ باسمِ الله ما هو خَالدٌ |
وبِهِ "المآثرُ" والمفاخرُ تَسْمُق |
وملكْتَ "بالإِحسانِ" أفئدةَ الوَرى |
وحكمْتَ "بالعدلِ" الذي هو أَخْلَقُ |
ورفعتَ للمجدِ الأثيلِ صُروحَهُ |
وكأنَّها الدِّيباجُ والإِسْتَبْرَقُ |
ووهبْتَ شعبَكَ خيرَ ما هو يُرْتَجى |
"العطْفُ" يغمرُ و "الحُنُوُّ" يُطَوِّقُ |
ودعوتَه حتى استجابَ إلى الهُدى |
ومضى على أقْرانِه يَتفوَّقُ |
فإذا رأيتَ شيوخَهُ وشبابَهُ |
وجميعُهم بكَ قائماً يَتعلَّقُ |
فلأنّك المَلِكُ الرحيمُ بشعبِهِ |
والقانِتُ المتعبِّدُ المُترفِّقُ |
ولأنَّ عَصْرَكَ للبلادِ مُذَهَّبٌ |
ولأنَّ فضلَكَ في الرعيّةِ مُغْدَقُ |
فانْظُرْ تَجدْهُ حيثُ أنتَ "أَسِنَّةً" |
و "أَعِنَّةً" وصفاحُهُ لك فَيْلَقُ |
يَفديكَ منه "كُماتُهُ" – و "تُقاتُهُ" |
والدّراعُ المِقْدامُ، والمُتَمَنْطِقُ |
كلٌّ يُكِنُّ لك "المودَّةَ" قلبُهُ |
من كان يَشْخُص فيك - أو هو مُحلِّقُ |
ولقد تَغَشّانا الضَّنا – وأَمَضَّنا |
وجْدُ الفِراقِ - وإنّه لَلْمُرْهِقُ |
ولَكمْ دَعَوْنا اللهَ في – إخْباتِنا |
والليلُ يِشهدُ، والنهارُ يُصدِّقُ |
حتى تواترتِ البشائرُ عُدْوةً |
بشفاءِ من هوَ نورُنا المُتألِّقُ |
وتَبَلَّج الإصباحُ - عنكَ "بعاهلٍ" |
تَشْدو به الآفاقُ - وهي تُشَوِّقُ |
فلكَ الهناءُ مُطَيَّباً ومُعطَّراً |
ولنا بِك الفَرَجُ العظيمُ المُونِقُ |
وَلْتَحْيَ للإسلامِ طَوْداً شامخاً |
ما انْهَلَّ غَيثٌ، أو تَأَوَّدَ مورِقٌ |
وَلْتَسْعدِ الدُّنيا ويَسعدُ أَهلُهَا |
"بسُعودِنا" ماعَاشَ وهو مُوفَّقُ |