| حيّـا الله فيكَ العُرْب "خيرَ مُتـوَّجٍ"
(2)
|
| بـه ائتلفتْ أرجاؤها، وعُصورُهـا!!! |
| لكَ الصُحُـفُ البيضاءُ
(3)
يَفترُّ نورُهـا |
| وتَتْرى بها (الذكْرى) ويزهو كُرورُهـا |
| كـأنَّ الغَمامَ الجُـونَ – إذ هو مُطْبِـقٌ |
| أياديـكَ، لا تُحصى، ويُخْزَى كَفُورها |
| حَنانٌ، وإيثارٌ، تكادُ به الرُّبى |
| تَلـجُّ – ويَستهوي الصباحَ سفورُهـا |
| به اليـومُ يتلـو اليومَ. بل كلُّ ساعـةٍ |
| تُنافسُ أَحقابَ الدُّهورِ عُشورُها |
| أَهازيجُها في كلِّ رَبْعٍ، وحلّةٍ |
| تُرتِّلُها – أَكواخُها وقُصورُها |
| ومنذُ اعتليتَ (العَرشَ) شعبُكَ يرتقـي |
| وأَدواحُهُ
(4)
ريّانةٌ، وبُذورُها |
| أهَبتَ به للمجدِ تَبنيه عالياً |
| على شرْعةٍ لله
(5)
طابتْ عُطورُها |
| بهـا العَرَبُ العَرْباءُ، سادوا، وشيَّـدوا |
| وعزَّروا، وبزّوا مُنذُ نادى (بَشيرُهـا)
(6)
|
| أَطَلّوا بها في (المشرقَينِ) كواكباً |
| وضَوَّعَ عَبرَ (الخافِقَيْنِ) عَبيرُها |
| هيَ (البِرُّ – والتقوى) وهيَ الرُشْدُ والهُدَى |
| هـي العزّةُ القعْساءُ يَشْـدو فَخورُهـا |
| دعوتَ، فلبّى الشعبُ، وانقضَّ |
| واثباً إلى (المُثُل العُليا) – وأنتَ ظَهِيرُهـا |
| فما هي إلاّ أنْ أَشرْتَ، فأَقبلَتْ |
| وفاضـتْ (مَعَدٌّ) والخلـودُ مسيرُهـا |
| شبابٌ، وفِتْيانٌ، كأنَّ انطلاقَهمْ |
| شهـابٌ، وأنَّ الأُفُـقَ منها صُقورُهـا |
| يَعُبّـونَ -لا يَأُنونَ- من كلِّ سَلْسَـلٍ |
| (فُنونـاً) بها الدنيـا تُوَفَّـى شُرورُهـا |
| مَشـارعُ من علْمٍ – جعلتَ ورودَهـا |
| على الشعبِ -وفْقاً- والحَلالُ نَصيرُها |
| يُذكّرُ بالهَدْي المُفَصَّلِ – وحَيُها |
| ويغسلُ أدرانَ النفوسِ طَهورُها |
| تألَفَّتَ أشتاتاً؛ وأَيقظْتَ أُمّةً |
| بحبّكَ يشدو بَدْوُها وحُضورُها |
| تَنـادتْ إلى العليـاءِ من كلّ مِرْقَـبٍ |
| وغنَّتْ بأَلحانِ الحياةِ طيُورُها |
| بِظلّكَ لم تَبرحْ تشقُّ طريقَها |
| إلى (الهـدَف الأَسمى) حَثيثٌ نُشورُهـا |
| لها منك في البيداءِ أعظمُ فَيْلَقِ |
| ومـن نـورِكَ الهادي تشـعُّ بُدورُهـا |
| كأن الصَّحارى - وهي شتَّى جُنوبُهـا |
| قلـوبٌ، بِكِلْتَـي راحتَيْكَ صُدورُهـا |
| حماهـا التُّقـى عن كلّ شَيْنٍ وباطـلٍ |
| وزانتْ بها آصالُها، وبُكورُها |
| تُقامُ (حدودُ الله) فيها، وتُقتفي |
| بهـا (السُّننُ الغراءُ) نَشْـوى زُهورُهـا |
| وَقاها منَ اللّهوِ الأثيمِ يَقيُنها |
| ومِـن فتنةِ الدنيـا – تَزَكَّى شُعورُهـا |
| وما رابهـَا في الحقِّ شَكٌّ - ولا هـوىً |
| ولكنّها في (الصّالحاتِ) بُذورُها |
| (مَساجِدُها) مَعمورةٌ و (رُبوعُها) |
| مُعَّوذةٌ، والأَمنُ والعَدْلُ سورُها |
| وأَفْلاذُهَا تمضي إلى كلِّ غايةٍ |
| من المجْـدِ - أَكبادُ السماءِ جُسورُهـا |
| يؤدّي (زكاةَ) الله فيها غَنيُّها |
| ويَقنـعُ - بالرزقِ - الحلالِ - فَقيرُها |
| بذلك لم يَبرَحْ نداؤكَ في الوَرى |
| تَـروعُ به الأَصـداءُ – عالٍ زئيرُهـا |
| على (عرفاتٍ) في الحَجِيجِ، ومن مِـنىً |
| وفي (مكَّةٍ) يَفْتَنُّ فيه (أثيرُها) |
| (وصايـاكَ) – توحيدٌ، وحبٌ، ورحمـةٌ |
| و (أيّامُـكَ الخَضـراء) طَلْقٌ ثُغورُهـا |
| أُخُوَّةُ دينٍ يَشهدُ الله – أَنها |
| بهـا (الحقُّ يَعلـو) ما اسْتُفِزَّ جَهيرُهـا |
| بها رايـةُ (الإسـلامِ) في كلّ مطْلـعٍ |
| تُصانُ، وأمْلاكُ السماءِ سُبورُها |
| لهـا الوَعْدُ -وعدُ الله- بالنصرِ ناجِـزٌ |
| ويظفَرُ (بالفَتْحِ المُبينِ) مُغيرُها |
| ودَعوتُها (الله أكبرُ) – كلَّما |
| تنفَّجَتِ الدُنيا - ولَظَّى سعيرُها |
| وما الموتُ إلاَّ للحياةِ – سبيلُها |
| ولا القَـرْحُ بعدَ القَـرْحِ إلا عُبورُهـا |
| وقـد خُلقَ الإنسانُ للكَـدْح دائمـاً |
| علـى أنّها (الحُسْنى) قليـلٌ بَصيرُهـا |
| وما الشعـرُ إلاّ ما به الكَدْحُ
(7)
هاتِـفٌ |
| وإلاّ قلـوبٌ شَفَّ عنهـا – ضَميرُهـا |
| وما الشعرُ إلاَّ وامِضُ البَرْقُ في الدُّجـى |
| وإلاَّ (القوافي) مُحكَماتٌ شُطورُها |
| وما الشعـرُ إلاّ ما ابْتنَى المجدُ واعْتَلـى |
| به الشعبُ آفاقاً يعزُّ عُبورُها |
| وليـس هو (الدَّعوى) ولا هو حِلْيـةٌ |
| ولكنَّـهُ (الفِردَوْسُ) تَختـالُ حورُهـا |
| هَنـاءَكَ!! والْـقِ السَّمْعَ، واشْهِدْ مـع |
| بَراهينَكَ الكُبْرى، ولاءٌ ظِهورُها
(8)
|
| أضحـى بها، كالطـيرُ في وُكْناتِـهِ - |
| وفيهـا المُـنى حُقَّتْ، وعَـمَّ حُبورُهـا |
| مواكبُ تَغْشاها الحياةُ كريمةً |
| وتَطمـحُ -والديـنُ القويمُ- خَفيرُهـا |
| أبى الله إلاّ أن تكونَ (سُعودَها) |
| وفيك بأمرِ الله تُهْدَى أُمورُها |
| وذلك أنّ الله آتاكَ فَضْلَهُ |
| وأَصْفاكَ (أخلاقاً) عزيزاً نَظيرُها |
| هـي العَدْلُ والإحسانُ والبرُّ والتُّقـى |
| هـي (التَّضحياتُ) الغُـرُّ جَمٌّ كثيرُهـا |
| سـواءٌ لديكَ (الضَّادُ) في كلِّ موطـنٍ |
| لهـا منكَ ما تَرجُو، ويَخْشى مُضيرُهـا |
| تُبادلها بالحبِّ حُبّاً – مُضاعَفاً |
| ويَشْفيكَ منها بُرْؤُها وسُرورُها |
| ومـا هيَ إلاّ في الورى (خـيرُ أُمـةٍ) |
| كمـا هيَ كانتْ، و (التآخي) سَعيرُهـا |
| لكَ الخـيرُ - ما أَنشأْتَ إلاّ (مَعاهـداً) |
| إلى الله تَدْعو (والمثاني) حُجورُها |
| بِمـا هـيَ -ضمَّتْ- يحفظُ الله دينَـهُ |
| وتَدْرأُ آفاتٍ تَنَزَّى شرورُها |
| وما هي إلاّ (لليَقينِ) مَعاقلٌ |
| صِقـالٌ مَواضيهـا - طِوالٌ نُحورُهـا |
| بهـا أنت تُرضـي الله - (والله غالـبٌ |
| علـى أَمرِهِ) والوَحْـيُ والهَدْيُ نُورُهـا |
| غَـداةَ غدٍ منها (النجـومُ، كواكـبٌ) |
| وباسمـكَ بعـدَ الله - تَطْمو بُحورهـا |
| ويُهـديَ بها غِـرٌّ، ويُكَبـتُ مُلْحِـدٌ |
| وعنـكَ مَجانيهـا – وفيكَ شُكورهـا |
| (رسالتُها) في الله (حبٌّ) ولِلْهَوى |
| (كِفاحٌ) - ولله العظيمِ نُذورُها |
| فعِـشْ (يا طويلَ العُمْرِ) للشعبِ مُلْهِماً |
| و (للوَحْـدةِ الكُبرى) وأَنتَ مَصيرُهـا |
| تَقرُّ عُيونٌ بالصُّروح رَفعْتَها |
| وبالدّينِ والدُّنيا عَداكَ غرورُها |
| وخَوَّلَكَ الرّحمنُ شكْراً ونعمةً |
| تُضاعَـفُ في يومِ الحسـابِ أُجورُهـا |
| ولا زلـتَ للإسلامِ والعُرْبِ والهُـدى |
| مَـلاذاً، و (للذكْـرى) مناراً يُنيرُهـا |