| لكَ الشأنُ يعلو، والثَّنَاءُ يُعَطَّرُ |
| وفيـك "جَلالُ المُلْكِ" يَزْهو ويَفْخَـرُ |
| ومن حيـثُ ما افْتـرَّ الصَّباحُ بنـورِهِ |
| تنـادَى إليك الشَّعـبُ، وهو يُكبِّـرُ |
| فللـهِ ما تُسدي من الخـير والهُـدَى |
| وما اتَّفقَتْ فيه الخَلائِقُ تشْكَرُ |
| فمـا الشمسُ في رأْدِ الضُّحى مُشْرَئِبَّـةٌ |
| بِأبيَـنَ مـن فَضْـلٍ بـه أنتَ تَغْمُـرُ |
| لَدُنْ تَتَغشَّى الأرضَ كلُّ كريهةٍ |
| وتُبغتُ آفاقُ السماء - وتُذْعَرُ |
| وإذْ يَتـنزَّى الشـرُّ من كـلِّ ناجِـذٍ |
| وتَشهـقُ بالرَّجْفِ الشُّعـوبُ وتَزْفُـرُ |
| يـراكَ الذي لا يعلـمُ الغيـبَ غـيرُهُ |
| بشعبِكَ تَسْمى للخلودِ - وتزْأَرُ |
| تُنَشِّئثهُ صَلْباً - قوياً – مُدَرَّعاً |
| وتمنحُهُ البَذْلَ الذي فيه يَحْبُرُ |
| وتبنيه أمهاداً، وتُعْليه (دولةً) |
| وتَحْدو به للمَكْرُماتِ، وتَنفرُ |
| جحافِلُهُ جَرّارةٌ، و "لواؤُهُ" |
| يُوحَّدُ فيه "الخَالقُ المُتكبِّرُ" |
| "مَحاكِمُه" شرْعٌ، رَوابيهِ جَنَّةٌ |
| "مَعاهِدُهُ" نورٌ به العِلمُ يَبْهَرُ |
| فمـا أروعَ العصرَ الذي بك يَزْدهـي |
| وما أعظـمَ الشعبَ الذي فيكَ يَظْفَـرُ |
| وما أبْرَكَ التوفيقَ فيك لأُمَّةٍ |
| تعيشُ وتَحْيا في "سُعودٍ" وتُنْشَرُ |
| رفعـتَ صُروحَ "المرْوتَيْنِ" فأصبحـتْ |
| كما ينبغي! ما اكتظَّ بالسَّعيِ "مِشْعَـرُ" |
| وأفسَحَـتْ ضِيقَ "المَسجدينِ" فهاهمـا |
| يقومـان "أشهـاداً" بما فيـه نَحْصُـرُ |
| وعمَّرْتَ "بيتَ اللهِ" ترجو ثَوابَهُ |
| وفي "الحَجَـرِ المَلْثـومِ" ما هو أظْهـرُ |
| وجدَّدْتَ منه "السَّقْفَ" و "البابَ" قبلَهُ |
| بمـا هـو أحْرى بالعَظيمِ – وأجْـدَرُ |
| كـذلك ما تبني – وترفـعُ في الهُـدى |
| ويأْتلِقُ "التاريخُ" فيه ويُسْفِرُ |
| تفرَّقتِ "الأمجادُ" ثم تَجَمَّعتْ |
| بيُمْنِـكَ -في يُمْنَى يديـكَ- تُبَلْـوَرُ |
| "مآثرُ" لم تَظفَرْ بمثلِكَ "واهِباً" |
| على الدّهرِ، إلاّ أنَّها - تَتَكرَّرُ |
| تَـلألأ كالإشعـاعِ من كُـلِّ مَطلـعِ |
| وتَقْتَبِسُ الأقمارُ عنها – وتبْدُرُ |
| تبارَكَ من أحظاكَ بالخيرِ كلِّهِ |
| وأعطاكَ ما تَرْضى به وتُبَشَّرُ |
| وما "الحرمُ المكِّيُّ" إلاّ "مثابَةً" |
| "وأمناً"
(2)
وفيه كلُّ بَذْلٍ يُبَرَّرُ |
| ألحَّ عليه الهَجْرُ - حتى وصَلْتَهُ |
| بمـا هـوَ "مَرْجـانٌ" وتِبرٌ و (مَرْمَـرُ) |
| تَعَهَّدْتَهُ في كُلِّ ما هو حَقُّهُ |
| وفي اللهِ ما تُجْزى به ومُقَدَّرُ |
| كأنّي به يَلْقاكَ يومَ افتتاحِهِ |
| وقـد رفْرَفَـتْ فيه (الملائكـةُ) تَنظُـرُ |
| تَؤمُّ صفوفَ الخاشعينَ مُصلِّياً |
| تُسِرُّ بشُكْرِ الله فيه وتَجْهَرُ |
| غَـدَاةً (لـواءُ الحَمْـدِ) يُنْشَرُ عاليـاً |
| وأفئدةُ (الحجّاجِ) طُرّاً "تُكبِّرُ" |
| هنالكَ لا (هارونُ) في عُنفوانِهِ |
| (مُدِلاًّ)!!، ولا يُطْوى، سِواكَ – يُذكَـرُ |
| ألا إنّما هذا "الخلودُ" وهكذا |
| يُهَنّأُ "بالإيمان" من ظلَّ "يَعْمُرُ" |
| فما رَفع البانون قبلَك باقياً |
| كَهـذا الذي شيَّـدْتَ وهـو مُطَهَّـرُ |
| وما شهِدَ التَّاريخُ - إلاّ "أثارةً" |
| من "الفـنِّ" إنْ قيسـتْ بهذا وأنْـزَرُ |
| أَمولايَ، قد أعيا بيَانيَ وإنَّهُ |
| علـى سِحْـرِهِ، دونَ الذي لك يُؤْثَـرُ |
| نُهـوضٌ، وتَثْقيفٌ، ووَعـيٌ، ويَقْظَـةٌ |
| وبعث، وتَشْييدٌ، وفَتْحٌ مُؤَزَّرُ |
| هو البِـرُّ والإحسانُ، والعدْلُ والهُـدَى |
| وكلُّ الذي فيه القلوبُ تُبَصَّرُ |
| فإن لم تُطاوعـني (القَوافي) -فعُذْرُهـا |
| يَقـومُ بأنَّ الشِعـرَ دونَـكَ- يَقْصُـرُ |
| ومَـنْ ذا الذي يَستطيعُ في (خُيَلانِـهِ) |
| تَخيُّلَ ما تنوي - وما تَتَأثَّرُ |
| فأهـلاً، وسهلاً "بالمليكِ" وقد مشَـتْ |
| إليـه "رُبـوعُ الوَحْـي" وهي تُبكِّـرُ |
| تَطَلَّعُ من شوقٍ إليكَ عُيونُها |
| وفـي كلِّ قلبٍ من ثنائِـكَ "مِنْبَـرُ" |
| طوبـى لكَ "الأَجـرُ العظيمُ" وحبَّـذا |
| "مآثِـرُكَ الكُبرى" الـتي لك تُذْخَـرُ |
| لأنـتَ ارتضاكَ اللهُ - حافـظَ دِينِـهِ |
| وأنت بِنَصْرِ اللهِ لا شَكَّ تُنْصَرُ |
| فعِـشْ للهُدى حِرْزاً، وللمجْدِ كافِـلاً |
| وعُمركَ ممدودٌ، وحظُّكَ أوْفَرُ |
| وقَرَّ بِكَ الإسلامُ عَيناً، وأَهلُهُ |
| و "مكّـةُ" تَشْدو، و "الرياضُ" تُنَـوِّرُ |
| ولا بَرِحَـتْ فيك "العُروبـةُ" مَوكبـاً |
| يزيدُ وينمو في ذُراكَ - ويُزْهِرُ |
| ولا زلْـتَ "للتوحيدِ" تَحمـي كِيانَـهُ |
| وتَحْـدوهُ "للفردَوْسِ"، و "اللهُ أكـبرُ" |