شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
آيات الحمد لله (1)
حدِّثِ الشعبَ؛ واشفه بِأسَاتِهْ
وأذِقه (الرحيقَ) من "عَرفَاتِهْ"
وتلفتْ؛ فلن ترى غيرَ مَجْدٍ
من حَواليكَ؛ صادِحٍ بِشُدَاتِهْ
(مهبطُ الوحي) والرسالةِ نورٌ
رقرقتْه السماءُ من مِشكاتِهْ
خير أرضٍ مشى "النبيُّ" عليها
وتهادى (جبريلُ) في بُشْرَيَاتِهْ
إيهِ؛ مَا أروعَ البيانَ إذا مَا
أُشربَتهْ القلوبُ من قَبساتِه
لا يطيقُ (اليراعُ) إلا خشوعاً
في رُباها و (سجدةً) في صَلاتِه
أخرجَ الله (أمةَ الخير) منّا
وحَباها الجزيلَ من بركاتِهْ
عَظُمت مِنَّةُ الإِلهِ عَلينا
إننا في (جِوارِه) من هُدَاتِهْ
وله الحمدُ أننا – نَتَفَيَّأ
ظِلَّهُ وارِفاً - بخير (رُعاتِه)
بالمليكِ الذي نُحبُّ ونَفدي
والذي يُبهرُ الضُّحى بِسماتِهْ
(بسعودٍ) وما عسى نحنُ نتلو
مِن (مشاريعِه) ومِن (ثمراتِهِ)
أبلغُ الشعرِ في (أياديه) تَترى
ما روتْـهُ (الصُّـروحُ) عن (قافياتِـه)
إنَّه الشعبُ كلُّه؛ مشرئباً
في ترانيمِهِ، وفي هَبَواتِهْ
بل هـو (الحب) في القلـوبِ مَكينـاً
و (الحَنَانُ) المُنبَتُّ في شفَقَاتِـه
إن شدا الناسُ للملوكِ (اعترافاً)
كان شدوُ الملوكِ في مَأْثَراتِهْ
كيف لا يَحصِدُ الثناءَ جَنَّيَاً
مَنْ جَمَعَ الغروسَ من حَسَنَاتِهْ
إن (ذكرى جُلوسِهِ) ذات مَغْزى
هو روحُ النُّهوضِ مِن عَزَمَاتِه
(الصحّارى) خَمائلٌ؛ والروابي
(شعبُ بَوانَ) - مَائِسٌ بِشيَاتِه
و (الأهازيـجُ) كالصِبَا الغَضِ؛ مَرْحَـى
صادحاتٍ أوتارُها من (لَهَاتِه)
مِـلءُ سمع (السَّـراةِ) مِنْهَا (حديـثٌ)
كأريجِ (الرياضِ) أو (نفحاتِهِ)
عبقريُّ الطُّموح حيناً – وحيناً
(معبديُّ اللُّحونِ) في نَبَرَاتِهْ
تتنادى به (نزارُ) وتحدو
بترانِيمِه إلى (عَنْعَنَاتِهْ)
إنه (فخرُ يُعربَ) ليت شعري
هـل قدَّرنـا الكثـيرَ من تضحِياتِـه؟
إنما يُقدَّرُ الفِداءَ بحقٍ
كُلُّ من ذَاقَهُ على شَفَرَاتِهْ
(عَاهِلٌ) عَزَّتِ الجزيرةُ فيه
وَبِـهِ (الديـنُ) قد زَهَـا في (ثُقاتِـهْ)
هُوَ للمؤمنينَ حِصْنٌ منيعٌ
تتحامى القرومُ - عن شُرُفَاتِهْ
سؤددُ الشرقِ بين بُرديْهِ طُرّاً
بـين ما، قـد مَضـى ومـا هو آتِـهْ
(وحدةُ لعُرب) رجْعُهُ؛ وَصداهُ
وسلامُ الشعوبِ من أُمنِياتِهْ
لو تقفَّاه في الحِجى كلُّ قطبٍ
لانتهى كلُّ طائشٍ عن هنَاتِهْ
زادَه الله نِعمةً؛ وعُلُواً
وله ما يشاءُ من طَيبَاتِهْ
يا شبـابَ البـلادَ - يا مـن إليكـمُ
يَشخَصُ المجدُ هاتفاً بِبُنَاتِه
يا دعاةَ (التوحيد) - إنَّ عليكم
أن تؤدوا الكثيرَ من واجباتِه
طاولوا الشُّهبَ واصْدعوا (الذّر) حـتى
يرعـوى كـلُّ من طَغَـى عن أذّاتِـهْ
(آدمٌ) في بنيِه خَلْقٌ سواءٌ
كيف يمتازُ بعضُهم بعناتِه
إنما ذلكمُ رواسبُ جهلٍ
وانطواءٌ أَلَحَّ في مَثُلاتِهْ
ليستِ الأَرضُ للضعيفِ حياةً
بل هو (الويلُ) في لظى زَفَراتِهْ
ولهذا كان (الجهادُ) وكانتِ
تضحياتُ النبيِّ في (مَلْحَماتِه)
ليكن همُّنا التساؤلَ – عما
صَـحَّ من (وعينـا) وَعَـنْ خطواتـه
هو في يومِنا ولا ريبَ خَيرٌ
وهُـوَ (رِبْـحٌ) يَنموُ عَلـى غَدوَاتِـهْ
خلقُنا من همومِنا ما احتملْنا
فليكن ما أهَمُّنا سَدَادَ (دَياتِهْ)
ولنُعززْ من جيشنا؛ ولنبادرْ
فنسوِّي الصفوفَ في (حامياتِه)
وليكن سعيكُم حثيثاً، ويَرْنُو
كلُّ مستبسلٍ إلى غَايَاتِهْ
وَيْكَأَنَّا بما عَلمنا؛ قَنِعْنَا
أو هو (البُهرُ) مُطْرِقاً في انبهاته
ويْكَأَنا الغُفاةُ؛ والكونُ يعدو
في (صوارِيخه) وفي (قاذفاتِه)
أُممٌ تكشِفُ الفضاءَ؛ وأُخرى
تتغشَّى (السَّديمَ) في ظُلماتِه
ما أَرَاهـا – على رُؤاهَـا – ستَلقـى
في سُرى ليلها سِوَى حَسَراتِهْ
خالقُ الأرضِ والسماءِ رقيبٌ
و (حَفيظٌ) يَذُبُّ عن (كائناتِه)
وبما شـاءَ - قد يُحيطـونَ – عِلْمـاً
عند تقديره؛ وَدُونَ صِفَاتِه
غيرَ أنَّ (البقاءَ) بحثٌ؛ وعلمٌ
و (فنونٌ) تَشِفُّ عن حَرَكَاتِهْ
هي لله، ما تَجلَّتْ يقينٌ
في (براهيِنهِ) وَفي (آياتِهْ)
(وطنُ العُربِ) واحدٌ بالتآخي
وهمو (الشعبُ) زاحفٌ بكُماته
حيثمـا هُم – وأَين كانوا هم حشـودٌ
وجنودٌ تَذُودُ عن حُرُماتِه
ويُعيدونَ مجدَهُم - مُشمخِراً
رغـم أنِـف الخَنَـا – ورغمَ غُلاتِـهْ
من شَكَى؛ أو بكى - فللموتِ يمضـي
والكفاحُ؛ الكفاحُ سرُّ حَيَاتِهْ
هذه (نفثةٌ) بَها ذَوْبُ قلبي
فاقبلوا نُصحَها عَلى عِلاَّتِهْ
وخـذوا حِذْرَكُم من الغي؛ وامضـوا
في سبيلِ شَرْوى هُدَاتِهْ
واعلموا أنَّكم - لكلِّ (مُلَبٍّ)
مَثَلٌ يحتذيهِ في (عَرَفَاتِهْ)
(مكة المكرمة) في - ربيع الثاني/1377
 
طباعة

تعليق

 القراءات :454  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 297 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.