| حدِّثِ الشعبَ؛ واشفه بِأسَاتِهْ |
| وأذِقه (الرحيقَ) من "عَرفَاتِهْ" |
| وتلفتْ؛ فلن ترى غيرَ مَجْدٍ |
| من حَواليكَ؛ صادِحٍ بِشُدَاتِهْ |
| (مهبطُ الوحي) والرسالةِ نورٌ |
| رقرقتْه السماءُ من مِشكاتِهْ |
| خير أرضٍ مشى "النبيُّ" عليها |
| وتهادى (جبريلُ) في بُشْرَيَاتِهْ |
| إيهِ؛ مَا أروعَ البيانَ إذا مَا |
| أُشربَتهْ القلوبُ من قَبساتِه |
| لا يطيقُ (اليراعُ) إلا خشوعاً |
| في رُباها و (سجدةً) في صَلاتِه |
| أخرجَ الله (أمةَ الخير) منّا |
| وحَباها الجزيلَ من بركاتِهْ |
| عَظُمت مِنَّةُ الإِلهِ عَلينا |
| إننا في (جِوارِه) من هُدَاتِهْ |
| وله الحمدُ أننا – نَتَفَيَّأ |
| ظِلَّهُ وارِفاً - بخير (رُعاتِه) |
| بالمليكِ الذي نُحبُّ ونَفدي |
| والذي يُبهرُ الضُّحى بِسماتِهْ |
| (بسعودٍ) وما عسى نحنُ نتلو |
| مِن (مشاريعِه) ومِن (ثمراتِهِ) |
| أبلغُ الشعرِ في (أياديه) تَترى |
| ما روتْـهُ (الصُّـروحُ) عن (قافياتِـه) |
| إنَّه الشعبُ كلُّه؛ مشرئباً |
| في ترانيمِهِ، وفي هَبَواتِهْ |
| بل هـو (الحب) في القلـوبِ مَكينـاً |
| و (الحَنَانُ) المُنبَتُّ في شفَقَاتِـه |
| إن شدا الناسُ للملوكِ (اعترافاً) |
| كان شدوُ الملوكِ في مَأْثَراتِهْ |
| كيف لا يَحصِدُ الثناءَ جَنَّيَاً |
| مَنْ جَمَعَ الغروسَ من حَسَنَاتِهْ |
| إن (ذكرى جُلوسِهِ) ذات مَغْزى |
| هو روحُ النُّهوضِ مِن عَزَمَاتِه |
| (الصحّارى) خَمائلٌ؛ والروابي |
| (شعبُ بَوانَ) - مَائِسٌ بِشيَاتِه |
| و (الأهازيـجُ) كالصِبَا الغَضِ؛ مَرْحَـى |
| صادحاتٍ أوتارُها من (لَهَاتِه) |
| مِـلءُ سمع (السَّـراةِ) مِنْهَا (حديـثٌ) |
| كأريجِ (الرياضِ) أو (نفحاتِهِ) |
| عبقريُّ الطُّموح حيناً – وحيناً |
| (معبديُّ اللُّحونِ) في نَبَرَاتِهْ |
| تتنادى به (نزارُ) وتحدو |
| بترانِيمِه إلى (عَنْعَنَاتِهْ) |
| إنه (فخرُ يُعربَ) ليت شعري |
| هـل قدَّرنـا الكثـيرَ من تضحِياتِـه؟ |
| إنما يُقدَّرُ الفِداءَ بحقٍ |
| كُلُّ من ذَاقَهُ على شَفَرَاتِهْ |
| (عَاهِلٌ) عَزَّتِ الجزيرةُ فيه |
| وَبِـهِ (الديـنُ) قد زَهَـا في (ثُقاتِـهْ) |
| هُوَ للمؤمنينَ حِصْنٌ منيعٌ |
| تتحامى القرومُ - عن شُرُفَاتِهْ |
| سؤددُ الشرقِ بين بُرديْهِ طُرّاً |
| بـين ما، قـد مَضـى ومـا هو آتِـهْ |
| (وحدةُ لعُرب) رجْعُهُ؛ وَصداهُ |
| وسلامُ الشعوبِ من أُمنِياتِهْ |
| لو تقفَّاه في الحِجى كلُّ قطبٍ |
| لانتهى كلُّ طائشٍ عن هنَاتِهْ |
| زادَه الله نِعمةً؛ وعُلُواً |
| وله ما يشاءُ من طَيبَاتِهْ |
| يا شبـابَ البـلادَ - يا مـن إليكـمُ |
| يَشخَصُ المجدُ هاتفاً بِبُنَاتِه |
| يا دعاةَ (التوحيد) - إنَّ عليكم |
| أن تؤدوا الكثيرَ من واجباتِه |
| طاولوا الشُّهبَ واصْدعوا (الذّر) حـتى |
| يرعـوى كـلُّ من طَغَـى عن أذّاتِـهْ |
| (آدمٌ) في بنيِه خَلْقٌ سواءٌ |
| كيف يمتازُ بعضُهم بعناتِه |
| إنما ذلكمُ رواسبُ جهلٍ |
| وانطواءٌ أَلَحَّ في مَثُلاتِهْ |
| ليستِ الأَرضُ للضعيفِ حياةً |
| بل هو (الويلُ) في لظى زَفَراتِهْ |
| ولهذا كان (الجهادُ) وكانتِ |
| تضحياتُ النبيِّ في (مَلْحَماتِه) |
| ليكن همُّنا التساؤلَ – عما |
| صَـحَّ من (وعينـا) وَعَـنْ خطواتـه |
| هو في يومِنا ولا ريبَ خَيرٌ |
| وهُـوَ (رِبْـحٌ) يَنموُ عَلـى غَدوَاتِـهْ |
| خلقُنا من همومِنا ما احتملْنا |
| فليكن ما أهَمُّنا سَدَادَ (دَياتِهْ) |
| ولنُعززْ من جيشنا؛ ولنبادرْ |
| فنسوِّي الصفوفَ في (حامياتِه) |
| وليكن سعيكُم حثيثاً، ويَرْنُو |
| كلُّ مستبسلٍ إلى غَايَاتِهْ |
| وَيْكَأَنَّا بما عَلمنا؛ قَنِعْنَا |
| أو هو (البُهرُ) مُطْرِقاً في انبهاته |
| ويْكَأَنا الغُفاةُ؛ والكونُ يعدو |
| في (صوارِيخه) وفي (قاذفاتِه) |
| أُممٌ تكشِفُ الفضاءَ؛ وأُخرى |
| تتغشَّى (السَّديمَ) في ظُلماتِه |
| ما أَرَاهـا – على رُؤاهَـا – ستَلقـى |
| في سُرى ليلها سِوَى حَسَراتِهْ |
| خالقُ الأرضِ والسماءِ رقيبٌ |
| و (حَفيظٌ) يَذُبُّ عن (كائناتِه) |
| وبما شـاءَ - قد يُحيطـونَ – عِلْمـاً |
| عند تقديره؛ وَدُونَ صِفَاتِه |
| غيرَ أنَّ (البقاءَ) بحثٌ؛ وعلمٌ |
| و (فنونٌ) تَشِفُّ عن حَرَكَاتِهْ |
| هي لله، ما تَجلَّتْ يقينٌ |
| في (براهيِنهِ) وَفي (آياتِهْ) |
| (وطنُ العُربِ) واحدٌ بالتآخي |
| وهمو (الشعبُ) زاحفٌ بكُماته |
| حيثمـا هُم – وأَين كانوا هم حشـودٌ |
| وجنودٌ تَذُودُ عن حُرُماتِه |
| ويُعيدونَ مجدَهُم - مُشمخِراً |
| رغـم أنِـف الخَنَـا – ورغمَ غُلاتِـهْ |
| من شَكَى؛ أو بكى - فللموتِ يمضـي |
| والكفاحُ؛ الكفاحُ سرُّ حَيَاتِهْ |
| هذه (نفثةٌ) بَها ذَوْبُ قلبي |
| فاقبلوا نُصحَها عَلى عِلاَّتِهْ |
| وخـذوا حِذْرَكُم من الغي؛ وامضـوا |
| في سبيلِ شَرْوى هُدَاتِهْ |
| واعلموا أنَّكم - لكلِّ (مُلَبٍّ) |
| مَثَلٌ يحتذيهِ في (عَرَفَاتِهْ) |