حيِّ (ذِكرى الجلوسِ) وأقِرْ "المُفَـدَّى" |
طيباتٍ من التَّحياتِ تُهدى |
وامحضِ الشُّكرَ عابِقاً، وأذِعْهُ |
من خِلالِ (الأثـيرِ) مِسكـاً ونـداً |
وإنِ اسطَعْتَ فاسْتَبِقْها "شُهوراً" |
تزدري بالعُصـورِ، وهـي تَحـدّى!!! |
حَفِلتْ بالحياةِ، في كُلِّ حَفْلٍ |
وانتَشتْ بالظِّلالِ تمتدُّ مَدَّا |
هاتفاتٍ بالبشرَياتِ، غَيارى |
يَغبِطُ (اليـومَ) أمسُـه ما تَصـدى!! |
يَحسَبُ المرءُ أنَّهـا – وهـي صَحـوٌ |
حُلُمٌ في الكَرى، أعادَ وأبدى!! |
كُلَّما أشرَقَ الصَّباحُ بشمسٍ |
شَمَّرَ الشَّعبُ للكفاحِ، وجَدّا |
واقتضاءُ الأداءِ، دينٌ ثقيلٌ |
طالمَـا ما طَـلَ العلـى أن يُـؤدى!!! |
جَهرتهُ القرونُ فهو جِبالٌ |
وَوِهَادٌ أعيا بِها الحَصرُ عَدا |
غَبَرَ النَّاسُ قَبلَنَا – وتولَّوْا |
في خُمولٍ كأنَّهُ الموتُ خَمدا |
حَسبُهُم في البَقاءِ بُلْغَةُ عيشٍ |
وهُمو الآمنونَ، غَيّاً ورُشْدا!! |
حيث لا (ذَرةٌ) ولا (هَيدروجينٌ) |
يتلظى به الوُجودُ، ويَردَى |
واعتداءُ (القَـويِّ) يَسخَـرُ بالضَّعـفِ |
ويُصلى الضَّعيفَ خَتلاً وكيدا |
كـان جُـلُّ الصِّـراعِ سيفـاً ورُمحـاً |
وسِباقاً، وعادَ في الأرضِ هَمدا!! |
وانْبرى (العَاهِـلُ) العظيـمُ، "سعـودٌ" |
يبتني أُمةً ويرفعُ مَجدا |
ويُعيدُ (التَّاريخَ) أبلجَ وضَّاحاً |
وقد كادَ صَرحُه أنْ يُهدّا!! |
فإذا (العرشُ) حَولَهُ (الشعـبُ) جيـشٌ |
وإذا (التّاجُ) بالجميعِ يُفَدّى |
وإذا البِيدُ، والحَواضِرُ بَعثٌ |
يَبهَرُ العَالمينَ جَزراً ومدّا |
وإذا العِلمُ يَمحَقُ الجَّهلَ مَحقاً |
ثم يَذرُوهُ لا يُوارِيهِ لَحدا!! |
وإذا (الغَابُ) و (العَرينُ) أسودٌ |
يَزحمونَ الآفاقَ شِيباً ومُردا |
وإذا الوَعيُ والثَّقَافَةُ دِرعٌ |
أينَ مِنهُ (الحديدُ) نَصلاً وحدّا |
في انطلاقٍ إلى الخُلودِ – تَعالى |
رَبُّنا اللهُ – نافـخُ الصُّـورِ – جَـدا!!! |
دعكَ من سَاحِر البَيانِ، فإنّي |
قد رأيتُ (الحِفَاظَ) والـذَّودَ أهـدى!! |
رُبَّ مُستَهتِر طَغَى، وتَمادَى |
ومشَى خلسةً، وراغَ وشَدّا |
صالَ كَالصلِّ في سَوادِ الدَّياجِي |
هازِئاً بالعُهُودِ -عَهداً فَعهدا |
بَاءَ بالخِزْي والنَكَالِ ذَليلاً |
وعَدا مُدبِراً، وسَاء مَرَدَّا!! |
(قوةُ اللهِ) مِن ورائِكَ أمضى |
أيُّها المستبيحُ غَدراً، وحِقْدا |
إنَّهُ الحقُّ، والنصال عليهِ |
وإليه نَفيءُ كيف تَبَدّى!! |
قدْ هَدانا اللهُ - (دِينَ حَنيفٍ) |
إنّنا الشَّعبُ وحَّدَ اللهَ فَردا |
لا يهابُ المَنونَ، بل رُبَّ يومٍ |
هابَهُ الموتُ، زافراً، يتحدّى!! |
أتُراها تَظَلُّ (طَرفة عينِ) |
في (البِريمي)- والبُغاتُ وهـي تغـدى |
لا ومن يُمسِكُ السمواتِ، لولا |
طاعةُ الأمـرِ، هَـدَّتِ الأرضُ هَـدّاً!! |
تلك عدنانُ، وقَحطانُ هبَّتْ |
كالأعاصيرِ تَحصـدُ البَغـيَ حصَـدا |
تتنادى بها (الفِجاجُ) هَلمُّوا |
دُونَكُم - والعَدُّوَ - ذَبّاً وذَوْدا |
إنقِذوا (الوَاحةَ) التلولَ خِفافاً |
وثِقالاً، وجَرِّدوا البِيض جَردا |
الصَّريخُ – الصَّريـخُ – يـألَ نَـزارٍ |
آذنَ اللهُ (بالسُّعودِ) (معدّا) |
ليس بعدَ اللُّجَاجِ -إلاّ عِرَاكٌ |
مُطبِقٌ يَمحقُ العَدُوَّ الألدّا!! |
نحـن باللهِ، مـا سِـوى اللهِ نَخشـى |
إن دَعا غيرَه سِوانا - وأودَى |
والفراديسُ - للعزيزِ - (مَعادٌ) |
و (معاشُ) الذَّليلِ، أخزى وأردَى |
وإذا لم يَكُن من المَوتِ بُدُّ |
فَجِهادُ العَدُوِّ في اللهِ أجدَى |
ما اعتَدى المُعتدونَ إلا عَليهِم |
أو هُموا استبصَروا مراحـاً ومَغـدى!! |
خَسروا سُمعةً وذاقوا وبَالاً |
وكَسِبنَا (الأنَاةَ) حَلاً وعَقدا |
أيُّها المُستَهِلُّ في الشَّعبِ غَيثاً |
ومُعِدَ العتادِ، برقاً، ورَعدا |
يا طويلَ النِّجَادِ، يا خيرَ راعٍ |
بإشفافِ القُلوبِ، غَوْرا ونَجداً |
مُرْ بإيماءَةٍ، تُطِعْكَ بَداراً |
قاذفاتُ الجحيم، قَدحاً وزَنداً |
وتمورُ (الدَّهناءُ) من كُلِّ فَجٍّ |
بالأُبَاةِ الكُمَاةِ - خَيلاً وجُندا |
وتهادى النُّجُوم تنقضُّ قضاً |
وتُدَوِّي الرُّجُومُ، قُرباً وبُعدا |
إنَّ شعباً - فيدتَهُ – لَجَديرٌ |
أن تكونَ المُطاعَ فيه "المُفدَّى" |
أنتَ آثرتَهُ فآلى يميناً |
أن يُقفّى خُطاكَ وَصلاً ومَدا |
فهو إن أومَأتْ يمينُكَ سَلْمٌ |
وهو حَـربٌ لمـن بَغـى، أو تعـدّى |
ولكَ اللهُ ناصرٌ ومُعينٌ |
وإليكَ القلوبُ تُزجِي وتَحدى |
في (ولاء) هو (اليَقينُ) اعتقاداً |
و (تهانٍ) يصُوغُهَا الشّعرُ عِقْدا |
تكتسـي من ضُحـاكَ في كُـلِّ عَـامٍ |
يومَ (ذِكرى الجلـوسِ) بالنُّـورِ بَـردا |
عِشتَ للمسلمـينَ والعُـربِ ذُخـراً |
ولك النَّصرُ، والثَّناءُ المُفدى |
وليزدكَ الإِلهُ حَوْلاً وطَوْلاً |
وليزِدْنا الإله شُكراً وحمداً |