هَلِ الحُبَّ إلاّ مَا تَجَلَّتْ مَظاهِرُه |
وشعتْ مَعانِيهِ، وشَفَّتْ سرائِرُه |
وهل كالتفافِ الشّعبُ حَولَكَ آيةٌ |
بأنَّكَ - مِنه - قَلبُه - وبَصائِرُه |
إليك مَشتْ (أم القُرَى) في جُبُورها |
تَبُثّكَ بالإخلاصِ ما أَنتَ بَاذِره |
تكادُ من التَّرحِيبِ تَشدو شِعَابُها |
وتَهتِفُ (بالبيتِ العتيقِ) ستائِرُه |
تُرجِّعُ أقطارُ السَّمواتِ (وَحَيهَا |
وما هو إلا (الحَمدُ) ـ لَجَّتْ مَنابِرُه |
فديناكَ -يا خيرَ المُلوكِ - وإنَّمَا |
نُفَدِّي (مَلِيكا)، يشكرِ اللهُ شَاكِرُه |
فما بينَ من تَرعى بِعَينَيكَ (عاكفٌ) |
(بمكةَ) إلا أنت منه (بَواصِرُه) |
كَما كُلُّ (بَادٍ) في (أياديك) همه |
تَفيضُ بهِ (أحْناؤه) وضمائِرُه |
ملكتَ قُلوبَ المُسلمينَ جَمِيعهِم |
ومِن كُلِّ فَجَّ - أكبرتْكَ عَباقِرُه |
تَعهَّدتَ شعباً بالنَّدى فأَسَرتَهُ |
وأوسَعْتَهُ بالفَضلِ يزخَرُ زاخِرُه |
فلستَ تَرى إلا شَكوراً وحَامِداً |
وإلاّ (ثَناءً) يَنظِمُ الدُّرَّ شَاعِرُه |
حلفتُ (بِربّ البيتِ) ما من مُوحِّدٍ |
ولا مُؤمنٍ إلا وأنتَ بشائِرُه |
تنورْتَها عَبرَ (السَّراةِ) جَوانِحاً |
إلى (العارضِ) الفوَّاحِ عَزَّتْ عشائرُه |
فألفيتَها مبسوطةً لك (راحةً) |
هي السُّندسُ الأحوى وغيثُكَ ناشِرُه |
وما في (مآقِينَا) كمرآكَ قُرةً |
ومِلءُ (تراقينا) (السُّعودُ) نُباكرُه |
أبَاحَكَ مِنَّا اللهُ كُلَّ كَنينَةٍ |
وكُلَّ وَفاءٍ يَحجُبُ الشمس سَافِره |
وولاَّك فِينا بالهُدى خيرَ أُمةٍ |
لها فيكَ ما ترجوُ، وأنت مُبادرُه |
تَرىَ (الغدَ) رَهنَ العَينِ أبلجَ مُشرِقاً |
كما انْفَلَقَ الإصباحُ - وافترَّ نائِرُه |
ويَستقبلُ الأيَّامَ شعبُكَ مؤمناً |
بِيُمنِكَ - حتى يَبهرُ الأمسَ حاضرهُ |
وما (زينةُ الدُّنيَا) سِوى مَا افتَرعتَهُ |
ولا (الدينُ) إلا مَا بِكَ (اللهُ) ناصِرُه |
إذا مَا ازْدَهى (التَّوحيدُ) فِيكَ (بِتَاجِهِ) |
فلا غروَ أن تسعى إليك (مَشَاعِرُه) |
بك اللهُ أحيَا في (الجزيرةِ) أُمَّةً |
بأمجادِهَا التاريخُ رَاعتْ مَفاخِرُه |
تَكطى عَليها كَلْكَلُ الجهلِ، والهَوى |
وأخنى عليها الفقرُ تَسْطو كَواشرُه |
فأوريتَها قَدْحاً - وزكَّيتَهَا هُدىً |
وروَّيتَها بالخير تُهمِي مواطِرُه |
وشيدتَها (بالعِلمِ) صَرحاً مُمَرَّداً |
و (بالجيشِ) يُخشى بأسُهُ وبوادرُه |
وأرغدْتَها حتى انتشتْ، وربُوعُها |
بها (تُضربُ الأمثالُ) فيما تساورُه |
ويعلمُ حقاً أنَّكَ اليومَ - (طَوْدُه) |
وأنَّكَ (بالإحسانِ) و (العدلِ) آمرُه |
وأنَّكَ لا تألوهُ مِنك (نَصِيحَةً) |
وأنَّك (بالحق الصَّريحِ) تُجاهرُه |
وما زلتَ مَوصولَ الكِفاحِ لأجلِهِ |
تَذُبُّ العَوادي دُونَه - وتؤازرُه |
وتمنحهُ ما يَشهدُ اللهُ أ أنَّهُ |
هو (السؤددُ العَالي) الذي أنتَ ناذِرُه |
وتَحملُ عنهُ العِبء إذْ هو ناعِمٌ |
وأنت له (البُشْرى) اجتنتها جماهرُه |
وها هُو فيما أنت تَدعوهُ سَامعٌ |
مُطيعٌ، ومهما اختَرتَهُ هو سائِرُه |
ومَا أَحْسِبُ الشِّعرَ الذي أنا مُنشِدٌ |
سوى (خَلَجاتِ الشَّعبِ) نورُك باهِرُه |
ففي كُلَّ (حَيَّ) من رُبَاه و (مَنْهَلٍ) |
و (رَبْعٍ) لك البِرُّ أنت عامرُه |
إذا أقبلَ هَذا مَوكبٌ (لسُعودِهِ) |
تُبَحُّ بترديدِ الهتافِ حَناجِرُه |
وكُلُّ (احتفالٍ) (بالمُفدَّى) - فإنَّهُ |
لَرمزُ (ولاءٍ) من شذاك أزاهرُه |
تُلقنُه (أمُّ الوليدِ) وحيدَها |
وتُرضِعُهُ من دَرَّهِ - وتحاوِرُه |
وتَشْهَدُه الأبصَارُ دوماً مُضيئةً |
(أناسيُّهُ) - صَدَّاحَةٌ و (طوائرُه) |
فعِش يَا (طويلَ العُمرِ) للشَّعبِ نعمةً |
بك الحقُّ يَعلُو - والهناءُ يُظاهِرُه |
وعَاشَ (وليُّ العَهدِ) فَيصَلُكَ الَّذي |
هو الصَّارِمُ البتَّارُ (زَندُك) شَاهِرُه |
وعاشَ (بنو عبدِ العزيزِ) وآلُهُ |
بهم تَزدَهي من كُلَّ مجدٍ مصادرُه |
ولا برِحتْ فيك الحياةُ رغيدةً |
لشعبِكَ ما حيا مُحيَّاكَ (زَاهِرُه) |