شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لله ما بلغت في المجد أمته (1)
(ذكرى) وما هي إلا الشملُ يلتئمُ
والشعب ينهض والتاريخ ينسجم
ذكرى تُضيءُ بها الأمجادُ مَاثلةً
في (تاجِ) من هو بالرحمنِ يعتصِم
(عبدِ العزيزِ) المُفدى خيرُ من هتفتْ
به (المنابرُ) والأنجادُ والتَّهمُ
تألقتْ في سماواتِ العلى ورنتْ
إلى كواكبها الأبصارُُ تلتهم
وما تزالُ به الدُّنيا مُدويةً
وفي مواكبهِ الآمالُ تزاحم
حسبتُه الشمسَ في رأدِ الضُّحى ألَقاً
وما (الجزيرةُ) إلا الأسدُ والأجُمُ
ما بين ذِكرى وأخرى مِثلها اتسقتْ
رؤى تَنَافَسُ في القُربى وتَحتَشِمُ
ريَّانةً بالحُظوظِ الخُضرِ ناضرةٌ
بها الجَّوانحُ والأجواءُ والقِممُ
أعظِمْ به وبها أُمّةٍ جَنحَتْ
إلى (الحياةِ) وقد أودى بها الألمْ
كادتْ تَميدُ بها الآصارُ غافيةً
وكادَ يَقضي عليها الجَّهلُ والعُدْمُ
قضتْ عُصوراً تفانى في غوائلها
وحَولَهَا انطلقتْ في هَدمِها (العجمُ)
حتى كأنَّ مغانيها وقد غَشِيتْ
مجاهلٌ ما لها بين الهُدى عَلَمُ
تغلغلَ الغَيُّ في أعماقِهَا وسَقى
أديمَها الكيدُ واستشرتْ بهِ النِّقُمُ
فانقضَّ في جَوها (الصقرُ) العظيمُ على
(بصيرةٍ) دُونَها الأهواءُ تَضْطَرِمُ
وراحَ يدعو إلى (التَّوحيدِ) مُقتبساً
هُدى (الكتابِ) ولم يعبأْ بمن نَقِموا
وعاذَ باللهِ ممن لا تُنهِنهُهُ
زواجرُ الدينِ والأخلاقُ والذِّممُ
ولم يزلْ يستعينُ الله مُنتصراً
بنُصرةِ اللهِ والأحداثُ تنهزِمُ
تغدو الفيالِقُ و (الراياتُ) خَافِقةً
زراءَه ويَصُولُ (السيفُ) (والقَلَمُ)
وتستقيمُ (حدودُ اللهِ) لا جَزعٌ
منها ولا رأفةٌ فيها ولا نَدَمُ
سِيانَ فيها عريضُ الجاهِ إن عَلقَتْ
به المآخذُ أو مَن كان يَجتَرِمُ
أجلْ تحدي القُوى كانت تُناسِبُهُ
حيناً وغاراتُه كالشُّهبِ تَصطَلِمُ
قد شيَّعَ الله ُ (قلباً) فيه مُجتمعاً
على (الخُلودِ) وفيه الحقُّ مُحتكمْ
* * *
للهِ ما بَلغتْ في المجدِ أمتُهُ
وما ستبلغُهُ في عَهدِهِ النعمُ
مضى بها قُدماً تَترى كتائِبُهَا
نحو المعاركِ لم تعلقْ بها التُّهَمُ
في (الحقلِ) منها (يدٌ) بالخِصبِ منتجةٌ
وفي (الصِّناعةِ) لم تَقصُرْ بها (قَدمُ)
وفي الشريعةِ أعلامٌ كأنَّ بِهم
جوانبُ (البيدِ) بالأطوادِ تندعِمُ
وفي (المَعارفِ) أجيالٌ لها زَجَلٌ
بها (العروبةُ) لا تُبزى وتُحتَرَمُ
وفي (الكفاحِ) مَساعيرٌ مَصارِعُهُم
على اليقينِ مُناهم كُلَّما استَهموا
وفي (السياسةِ) أدهى من تُمجِّدُه
رأياً وأقسطُ من تَرنو له الحكمُ
أولئكُمْ (رهطُهُ) والعُربُ قاطبةً
في الخَافقيْن وكم في حُبِّهِ نظَموا
قد ذبَّ عنهم سَوادَ الليلِ صَارِمُه
لو صحَّ أنَّ سوادَ الليلِ يَنصَرِمُ
وقد أباحَ لهمأكنافَهُ وَطناً
وكلُّهم منه في (أهدافِهِمْ أُممُ)
هيهات يرضى لهم إلا بما صَلحَتْ
به الأوائلُ (التَّقوى) هي الكَرمُ
* * *
يا صاحبَ العَرشِ قد قامتْ قواعِدُه
على (الشريعةِ) والأكوانُ تَختَصِمُ
لك البشارةُ أنْ تَهنى بسؤدَدِهِ
وأن تَهنى بك (التِّيجانُ) والأُممُ
إذا (السُّعوديُّ) فيك احتلَّ (مِنبَرَهُ)
تدفَّقَ (السحرُ) من شِدقيهِ والدِّيَمُ
مَا شَاءَ قالَ ومهما قلتُ أيَّدَه
(صدعُ الأثيرِ) ورجعٌ كلَّهُ (نَعَمُ)
بنيتَ شعباً من الانقاضِ فاحتفلتْ
به (العَوالِمُ) طُراً وازدهى القدمُ
واليومَ يملأُ سمعَ الأرضِ مِنطِقُهُ
في (أصغريكَ) ويُصغي نحوَهُ الصَّممُ
ما كان ذلك لولا أنَّ قائِدَهُ
(عبدُ العزيزِ) المُفدى الصارمُ الخّذمُ
(ملكٌ) بِهِ اللهُ أحيا كُلَّ مَأثَرةٍ
وكاثَر الخيرَ فيه (العدلُ) والشَّممُ
يا حبذا أنت من (ذِكرى) مَفاخِرُها
شتى وأضواؤها تُمحى بها الظُّلَمُ
إذا القَوافي بها غنتْ مُرتِلةً
تلفَّتَ الدهرُ مما رَقرَقَ النَّغمُ
إني لألمحُ منها الفَجرَ بينة
خيوطُهُ و (الضحى) من بعدُ يَبتسمُ
وما التزيُّدُ والبُرهانُ ننظرُه
في (العُربِ) جامعةً تنمو وتنتظمُ
تمشي (العُروبةُ) صَفاً في مَواقِفَها
على سَواءٍ وتَمضي حيثُ تَقتَحِمُ
بوركتَ حتى رأيتَ (الأصلَ) سامِقةً
(فروعُهُ) وبها الأقمارُ تَلتَئِمُ
وفي ذُراكَ (وليُّ العَهدِ) قد سطعتْ
(سعودُهُ) وتهامى فَضلُه العَمِمُ
(تعنو الأمانيُّ صرعى دونَ مطلبِهِ)
ويشرئبُّ إليه (البيتُ) و (الحَرمُ)
قَرَّتْ بمرآهُ (أنشاصٌ) وأكبرَهُ
(صِيدُ المُلوكِ) وحيا رِكْبَهُ (الهَرمُ)
أغرُّ أبلجُ تَستهوي (بطولتُه)
(عرائسَ الشِعرِ) حتى تَرقصُ الكَلِمُ
و (فيصلٌ) و (ضُحاه) مُشرقٌ أبداً
في الشرقِ والغربِ في لألائِهِ عِظَمُ
في (الحربِ) والسلمِ من إملائِهِ صُحفٌ
منشورةٌ طُويتُ عن مثلِها الهِممُ
(أفلاذُ كبدكَ) أفذاذٌ غَطارِفةٌ
يَحيونَ فيك وتَحيا فِيهمُ الشِّيَمُ
فلتبقْ أضعافَ ما أمضيتَ من حِقَبٍ
تَختالُ في ظِلِّكَ (الذَّكرى) وتَرتَسِمُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :347  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 217 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.