| هكذا المجدُ فانتهجْهُ مِثالا |
| وتفيأْ من دوحَتيهِ ظِلالا |
| وانتضِ العزَ وادَّرِعْهُ حُساماً |
| واشحذِ الحزمَ شَفرةً ونِِِِصالا |
| واقطعِ الغُورَ والنجودَ تِباعاً |
| وامتطِ اليومَ واقتحمْهُ مَجالا |
| وارفعِ الصوتَ عالياً بفَخَارٍ |
| في نوادٍ تعيرهن جَلالا |
| وانطقِ الفصلَ في المحافلِ دُرّاً |
| واكتسِ الفضلَ حُلةً وكَمالا |
| واعتل صَهوةَ الجيادِ إذا ما |
| تَتهادى تَرَنُّحاً واخْتِيالا |
| واصدرِ الأمرَ نافِذاً ومُطاعاً |
| وانهْ ما شئتَ نَطّرِحْهُ حيالا |
| واقدمِ الجيشَ بالحديدِ تردى |
| حامتِ الطيرُ حَولَه آمَالاً |
| وابذُلِ العُرفَ وانبذِ المُنكَر ديناً |
| وتمسَّكْ بهديِِهِ أَفعالا |
| وأشِدْ ذِكرهُ وشُدَّ وثاقاً |
| كلَّ من حادَ جَامحاً أو حَالا |
| وأنرْ القلبَ الخُطوبِ بِرأيٍ |
| طَالما غَادرَ العِدا أفلالا |
| واملإ القلبَ والمَشاعرَ حُباً |
| وامنحِ اللُّطفَ للأَنامِ وِصَالا |
| وتَسنَّمْ آراءَكَ الغُرَّ وأبقى |
| نجتلي فيكَ (للسعودِ) هِلالا |
| * * * |
| ما لَعَمري (لفيصل) مِن قرينٍ |
| بَزَّ إذ هَامَ بالعُلى أَمثالا |
| قد علتْ هامها (بفيصلَ) نجد |
| وارتقى صنوُهُ الحجازَ وطالا |
| وأعادتْ به الأعَارِبِ عَزاً |
| شادَهُ آلُه فَعزَّ منالا |
| رُفعتْ رايةَ الفَخَارِ ونالتْ |
| كُلَّ ما ظنَّه القرومُ مُحالا |
| ومشتْ كاللُّيوثِ قوةَ بأسِ |
| تملأُ السَّهلَ كَثرةً والجِبالاَ |
| في دويًّ كأنما هوَ رعدُ |
| يُهلِعُ القلبَ خِيفةً وانْذِهَالا |
| من صهيلٍ وصولةٍ وصليلٍ |
| وصقيلٍ بِبَرقِهِ يَتَلالا |
| بلغتْ غايَتها وسوف نَرَاهَا |
| تَحْمَدُ السيرَ مَبدأً ومَآلا |
| (يا أميرَ العُلى) فديتُك إِنَّي |
| رُضْتُ من جَامِحِ القريضِ مَقالا |
| ولو أني نَظمتُ زهر الدّراري |
| لاكتستْ منك بالمديحِ جَمالا |
| حَصَبَ أجيادُ ممن حُلولِكَ نورٌ |
| عَمَّ أرجاءَها صَباً وشِمالا |
| (وبأُمَّ القُرى) لقُربك بِشرٌ |
| شربَ القومُ كأسَهُ جريالا |
| فابقَ ما دُمتَ للنجاحِ حَليفاً |
| قُرةَ الشعبِ عِصمَةً وثُمالا |
| مُطلِقاً للعَنانِ في كُلَّ سَبقٍ |
| للمعالي وللأباةِ مِثَالا |
| تحت ظِل الإِمام خيرِ مليكٍ |
| غمرَ الناسَ حكمةً ونَوالا |
| حولَك الغُرُّ بَنِيهِ حصونٌ |
| وكُماةٌ تخَالُهُمْ أشبالا |
| هَناءٍ وَرِفعةٍ وصَفاءٍ |
| وَمَضَاءٍ ونُصرةٍ تَتَوالى |