شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"حولية عيد الأضحى" (1)
لك الحَمدُ - يا من شُكرُنا لَه يَقصُرُ
وتَسمعُ نجوانا - الغَداةَ - وتُبصِرُ
لك الحمدُ ما طافَ الملبُّونَ أو سَعَوا
وما هلَّلوا في "المِشعَرينِ" وكَبَّرُوا
لك الحمدُ نَستهدي بِه، ونُعيدُهُ
ونُزْجيهِ سراً - قانتينَ - ونجهَرُ
لك الحمدُ يا مَن ليس يُحصى ثناؤهُ
ومَن لا سِواهُ الخَالِقُ المُتكبِّرُ
لك الحمدُ ما ترضَى، لك الحَمدُ دائماً
على "النِّعمِ الكُبرى" وما أنت تَغفِرُ
أفاضَ إليك (المسلمون) مَواكباً
تَعُجُّ بها شتى الفِجَاجُ وتجأرُ
تُلبيكَ أدنى ما تكونُ قُلوبُها
إليكَ - وتَعدو بالدُّعاء وتَنفُرُ
وقد ملأَ (التَّوحيدُ) مِنها شِغَافَهَا
وحلَّقتِ (الأرواحُ) وهي تقَصَّرُ
تُناجيكَ - ولهى - حاسراتٌ رُؤسُهَا
وأنت بها - يا عَالِمَ الغَيبِ - أَخْبَرُ
وتسألُكَ الغُفرانَ والتوبَ والرِّضَا
وتَهطَعُ من أوزارِهَا وهي تَزفُرُ
وتعنو بها فوق الرِّغَامِ وُجوهُهَا
وأكرمْ بِها في السَّاجدينَ تَعَفَّرُ
تُزاحِم فيك الطَّيرَ - وهي قَرِيرةٌ
وتَنشُدُ منك الخَيرَ وهي تُكبِّرُ
ومن حولِهَا الآفاقُ (كفةُ حَابِلٍ)
ومن تحتِها الأعماقُ تُزوي وتُحسُرُ
بصائرها مَشدودةٌ، وقلوبُها
بأبصارِها - من حيثُ ما هي تَنظُرُ
فلا البحرُ جيَّاشاً، ولا الرَّعدُ قاصفاً
بأعظمَ منها في (حِماكَ) وأبهَرُ
سَما لكَ الحُبُّ صافٍ نَميرُهُ
وعاذبك استفتاحُها وهي تُنشرُ
ونادى بنا (الأضحى) بجمعٍ وفي منىً
وفي (عرفاتٍ) والشَّياطينُ تَجعَرُ
الا إنَّما "الإسلامُ" هديُ مُحمدٍ
وما هو عنه في (الصَّحائفِ) يُؤثَرُ
عليكم (بِوحي اللهِ) بينَ كِتَابِهِ
وبالعُروةِ الوُثقى التي فيه تُحصَرُ
* * *
أعيدوا بِهِ (التَّاريخَ) أبلج ناصعاً
وعُضُّوا عليه بالنَّواجِذِ واصبِرُوا
وكونوا جميعاً (أخوةً) في كِفاحِكُم
(صناديدَ) مهما العَاصِفاتُ تَحذرُ
فما مَقَتَ الرَّحمنُ إلاّ افتراقَنَا
ولا سَلَّطَ الأعداءَ إل (التَّغَيُّرُ)!!
ولا اجترأ الأدنى علينا بِحادِثٍ
ولكنها الآثامُ إذ هي تَعقُرُ
وفي مُحكم (الفُرقانِ) آياتُ ربِّنا
هي (النُّذرُ الأولى) وفيها (تُبشِّرُ)
لقد وَعَدَ اللهُ (المُطيعينَ) نصرَهُ
إذ نَصرُوهُ واتَّقَوْهُ، وكَفَّرُوا!!
فما بالَنَا - يَجنى علينا - وبالُنَا
ونرتعُ فِيهِ عابثينَ - ونحصُرُ
وكيفَ نَرجوهُ "النَّجَاةَ" بِسخطِهِ
ونُمعِنُ في غَفَلاتِنا - ونُقَصِّرُ؟!
وتلقاءَنَا الدُّنيا تَمورُ بأهلِهَا
وتَفتِنُهُمْ بالمُوبقاتِ وتَغدُرُ؟!!
* * *
أنطمعُ في (الفتح المبينِ) ومَالَنا
وسائِلُه - حَاشَا الذي هو مُنكرُ
أتحسبُ أنَّ العِزَّ للنَّاسِ دونَنَا
ونحنُ به أهدى، وأجدى، وأجدَرُ
حَرِصنَا على هَذي الحياةِ فَراعَنَا
بِها الموتُ، والآجَالُ حَتْمٌ مُقدَّرُ
ومَا المَوتُ إلاَّ (بالحِفَاظِ) حيَاتنا
ولكِنَّنا نَلهو، ونَلغُو، ونَسخَرُ
كأَنْ لمْ تَكُنْ إلاّ رؤىً غاشياتُنا
وما هي إلا (صَيْحةٌ) ثم نُحشَرُ
ويُنصَبُ (مِيزانٌ) هو القِسطُ قائماً
ونكسبُ ما نُجزَى عليه ونَخسرُ
وليسَ لنا غيرَ "المُهَيمِنُ" ملجأً
ولا (وَزرٌ) إلا بِما هُو يأمُرُ
وأعظمُهُ (الإخلاصُ) لله وحده
وما مِثلُهُ تَبْعٌ به نَتَطَهَّرُ
ولنْ تَزِنِ (الدُّنيا) جَنَاحَ بَعُوضةٍ
إذا انطلقتْ، والدِّينُ فيها يُزوَّرُ
حرامٌ عَلينا النَّومُ دونَ تُراثنا
ودونَ (الحِمى) والثاكلاتُ تَضَوَّرُ
يَغيرُ عليه كُلُّ عِلجٍ، وطائِشٍ
ويَمرحُ فيه غَاصِبٌ، مُسيْطِرُ
ونُسعِفُهُ - وهو الضَّحيةُ - ما اشتكى
بدمعٍ هَتونٍ أين مِنه "الكنهورُ"
ونحن عَديدُ النَّملِ والرَّملِ والحَصى
ولكنَّنا شروى (الغُثاءِ) نُثرثرُ
وما كانَ نصرُ اللهِ إلا (بقوةٍ)
وعزمٍ به الأعداءُ تُمحَى وتُقهَرُ!!
فهلا اقتدينا بالرَّسول وصحبِهِ
وقد جَاهدوا في الله حَقاً وظفَّروا؟؟!
وهلاّ اعتقدنا –والأنَاسِيُّ– تمتري
بأنَّ لنا (جناتُ عدنٍ) تُحبَّرُ؟!!
ألا إنما (الإعدادُ) فرضٌ، وللهُدى
سِيَاجٌ، وللإسلامِ حِصنٌ مُسوَّرُ
ولن ينفعِ (الخَطِيَّ) إلا إذا احتمى
بِدرعٍ منَ (الإيمانِ) وهو يُبَصَّرُ
وبالعلمِ، إنَّ العِلمَ نورٌ لو أنه
تورّعٌ، أو لو أنه لا يُغررُ
كذلك أحيانا به اللهُ بَعدمَا
جَهِلنَا، وها إنَّا بِهِ نتحرَّرُ
أباحَ به (المَلِكُ المُفدَّى) لشعبِهِ
(مناهلَ) فيها كُلُّ (عقلٍ) ينورُ
وأمطَرَنَا من فَضلِهِ وسَمَاحِهِ
ومن بِرِّهِ ما لا يَغُبَّ ويُمطِرُ
بنى (عَرشَهُ) حُباً - وأعلى بِنَاءَهُ
قُلوبا بها آلاؤهُ تَتَفجَّرُ
تَبارتْ (وفودُ الحج) تَشكرُ سَعيَهُ
مُهنئةً، والله لا شَكَّ أشكَرُ
(أمانٌ) و(عَدلٌ) و(اجتماعٌ) و(نعمةٌ)
و(عصرٌ) بِه نَزهو، ونَشدو، ونَفخَرُ
فلا زالَ (للأعياد) عيداً، وللهُدى
عَميداً، وفيه الحقُّ يعلوَ ويُنصَرُ
ولا بَرِحَ التوفيقُ طوعَ بَنَانِهِ
وعاشَ بنو (الإسلامِ) و(اللهُ أكبَرُ)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :353  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.