شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حول "مشروع القرش"
من خلال ما كتبه "الغربال" عن هذا المشروع يمكن أن نستشف بعض الأسباب التي أودت بالمشروع إلى الإخفاق.
في العدد 63 من جريدة (صوت الحجاز) بتاريخ 4/3/1352هـ كتب الغربال مقالاً حول (مشروع القرش) جاء فيه:
اقترحت تنفيذ مشروع القرش لتأمين مستقبل الناشئة، ولنتقدم في حياتنا الصناعية خطوة إلى الأمام ووضعت مواد أساسية للمشروع، وقد كنت أكتب الاقتراح ونفسي تحدثني بأنه لا محالة ينفذ، وسيستمر،
وسيتحقق شيء من أحلامي الذهبية.. لثقتي برجالنا الماليين، ومفكرينا البارزين.. وشبابنا المثقف.
وقد حدثت ضجة حول الموضوع، قابلتها بقلب فرح طروب، ضجة قلمية على صفحات (صوت الحجاز) زادتني يقيناً وثقة بقرب وعد تنفيذ المشروع، واستسلمت لتيار أحلامي وآمالي.. وكلما زاد انتظاري زادت ثقتي. ولكن أخيراً.. ثارت زوبعة صاخبة جعلتني أطرد كل أمل وأعبس لكل فكرة.. وتركتني أعض أصابعي أسفاً، أما ما هي هذه الزوبعة؟؟ فإليك حديثاً دار على ألسنة رجال ماليين مثقفين. ومفكرين بارزين ومحسوبكم بالطبع:
أنا: ما رأيكم في مشروع القرش. متى يمكن تنفيذه. وهل ترون أن نبدأ العمل؟
مفكر: - بعد تفكير عريض - هذا مشروع يصلح لمصر.. ولا يصلح لنا.
أنا: لماذا؟ هل لأن الحجاز فقير ولا يمكن دفع القرش؟
مفكر ثاني: يا عزيزي قرش. قرش واحد. تعجز عن دفعه.. شيء غريب.!
مفكر ثالث: معلوم.. حضرتك لا تدري عن أحوال الناس.
مفكر رابع: ولكن ما رأي حضرة..
رجل مالي: أنا مستعد أدفع حينما أرى لجنة يرأسها رجل مالي يعتمد عليه.
رجل مالي آخر: أنا أحسن لي أدفع القرش في ثمن كزبرة وبقدونس.
أنا : أفكاركم عالية جداً.
هو: - في خيلاء -.. بارك الله فيكم.
رجل مالي ثالث: وعليكم أن تقرروا كيفية العمل وعلينا أن نساعدكم.
جميع المفكرين: دعونا نؤسس نظاماً.
أنا: وأنا أتطوع بكتابته وعليكم إملائي.
المادة الأولى: تتكون لجنة مشروع القرش من ثمانية أعضاء يجري انتخابهم، من رئيس.
هو: وأمين صندوق.. ومن سكرتيرين هما.. و .. المرشح للرئاسة لا. لا.. أنا لا أقبل الرئاسة.
المرشحون للسكرتارية: ونحن لا نقبل السكرتارية.
الجميع - يضحكون - ثم يقولون لي: اكتب.
المادة الثانية: الرئيس هو أمين الصندوق.
المرشح للرئاسة: وهذه مصيبة أخرى.. لا.. لا أفعل.
أنا: أرشح نفسي لأمانة الصندوق أيضاً..
مفكر: جاء وقت الغداء.
مفكر ثاني: حقيقة.
أنا: يجب أن تراعى قاعدة تقديم الأهم على المهم.
رجل مالي: وأليس الغداء أهم؟
مفكر: أس.. أس.
الجميع: ماذا؟ خير إن شاء الله.
المفكر: يجب أن نستأذن الحكومة.
أنا : الحكومة لا تعارض، ونحن نستأذن حينما نتفق.
المفكر الجائع: اسمحولي أنا ذاهب لأني جائع.
الجميع: ونحن والله مثلك.. هيا.. وقمنا!!!
(انتهى الحوار..)
وقام الجميع، واتفقوا على الأكل، ولم يتفقوا على المشروع ولا أي شيء. وعاودنا الاجتماع مرة أخرى.. واتفق الجميع على أن هذا الوقت غير ملائم لتنفيذ المشروع.
وهكذا دفنت فكرة المشروع.. دفنت وهي لم توجد بعد..
وأنا أسأل هؤلاء متى يأتي الوقت الملائم؟ هل حينما تقوم الساعة أم قبل ذلك بدقائق. تأمل أيها القارئ، وإن وجدتني مخطئاً فعليك أن تقوم بواجبك لتوضح لي الحقيقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :445  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج